رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أكد وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي أن السلطة لن تقدم طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، على ان يقدم في وقت لاحق خلال الدورة المقبلة التي تبدأ في أيلول هذا العام وتنتهي في الشهر ذاته من العام المقبل.
وقال المالكي لصحيفة "الحياة" اللندنية إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) سيلقي خطاباً أمام الجمعية العامة في 27 الشهر المقبل يعلن فيه عزمه التوجه الى الجمعية بطلب الحصول على مكانة "عضو مراقب" لفلسطين، وأنه سيطلب من رئيس بعثة فلسطين في الأمم المتحدة "الشروع في اتصالات مع المجموعات الاقليمية في الأمم المتحدة، ومع السكرتير العام، في شأن أفضل الصيغ لتقديم الطلب وأفضل توقيت لضمان الحصول على غالبية كبيرة".
ويأتي ذلك تأكيدا لما كشفته مصادر فلسطينية عليمة، نهاية يوليو/ تموز الماضي لوكالة قدس نت للأنباء عن تأجيل التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لما وصفته إنتزاع إعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 مع العاصمة القدس الشرقية، في وقت أكدت فيه المصادر " أن عدد من الدول العربية أبلغت السلطة بالتريث وعدم الإستعجال خاصة مع الإنشغال العربي بالثورات وتولي الرئيس المصري الجديد محمد مرسي سدة الحكم مؤخراً".
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، إن الظروف والأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة غير سانحة لمثل هذا التوجه، خاصة والجهود الدولية والأميركية المبذولة من أجل إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات في ظل الحديث المتكرر لمسؤولي السلطة الفلسطينية عن إصرار وتمسك القيادة بالتوجه إلى المنظمة الدولية لإنتزاع الإعتراف بالدولة المستقلة.
وأضافت المصادر" أن الدول العربية تقف على مسافة واحدة من قرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة ولكن ليس في الوقت الراهن، خاصة والأوضاع المتدهورة في سوريا، إضافة إلى تولي مرسي سدة الحكم في مصر والمصالحة الفلسطينية المتعثرة بين حركتي فتح وحماس."
وأكدت المصادر " أن الرئيس أبو مازن أبلغ القيادة الفلسطينية عن تأجيل التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة نظراً للوضع العربي الراهن، موضحة " أن القيادة تتفهم حجم الأعباء العربية الحالية والإنشغال بترتيب البيت العربي ".
وتؤكد تصريحات المالكي هذه معلومات من مصادر أخرى تشير الى أن الرئيس عباس يتجه الى تأجيل تقديم الطلب الى الأمم المتحدة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ "الحياة" إن عباس يفضل في المرحلة الحالية عدم الدخول في مواجهة مع الادارة الاميركية في فترة الانتخابات التي غالباً ما تتسم فيها ردود فعل الادارة بالشدة.
وكانت الولايات المتحدة عارضت توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة العام الماضي للحصول على طلب عضو في المنظمة الدولية الامر الذي حال دون عرض الطلب على التصويت في مجلس الأمن خشية استخدام واشنطن حق النقض.
وأعلنت الخارجية الاميركية أنها تعارض التوجه الفلسطيني الى الجمعية العامة للحصول على "عضو مراقب" هذا العام أيضاً.
ويتوقع مسؤولون في السلطة الفلسطينية أن تكون ردود الفعل الاميركية على تقديم الطلب بعد الانتخابات اخف منها في فترة الانتخابات.
وقال المالكي ان عباس سيعلن في خطابه امام الجمعية العامة "تقديم طلب للحصول على صفة عضو مراقب، وأننا سنحصل عليها". وأضاف ان "الرئيس واثق من اننا سنحصل على هذه الصفة عند التصويت عليها في الجمعية العامة بغالبية كبيرة".
الى ذلك، سيشارك عباس في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الثلاثاء المقبل وسيلقي كلمة في شأن آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
