غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أجمع محلالان فلسطينيان على أن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد حالة الهدوء الحذر التى كانت سائده بين الجانبين هدفها لفت انظار المجتمع الإسرائيلي عن المشاكل الإقتصادية التى طالب فى حلها من قبل، وإنكشاف إسرائيل وعجزها عن أنهاء الملف الإيراني والخلاص منه وعدم مقدرتها على توجيه ضربه بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فلجأت لساحة الأضعف والأقرب قطاع غزة .
ويرى المحلل السياسي أكرم عطالله، أن التصعيد علي قطاع غزة فى الوقت الراهن لهُ ثلاث أبعاد، الأمر الأول يتعلق بإنكشاف إسرائيل وعجزها عن ضرب إيران بعد الكلام الواضح الذي صرح به رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن دمبسي، الذي ادلي به خلال مقابلة مع صحيفة 'جارديان' البريطانية أجرها مؤخراً وقوله أنه لا يريد أن يكون شريكًا في هجوم إسرائيلي ضد إيران، بالإضافة لتوتر الذى حدث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والسفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو بخصوص الملف الإيراني , بعد حديث نتنياهوا لسفير الأمريكي بأن أمريكيا لا تعمل بما فيه الكفاية في الشأن الإيراني .
ويقول عطا الله في تصريح خاص لمراسل لـ "وكالة قدس نت للأنباء": طارق الزعنون: "إن إسرائيل اعتبرت ذلك مس فى قدرت الردع الإسرائيلية فلم تجد أمامها إلا قطاع غزة وهي الساحه الأقرب والأضعف، فعمدة الى إستعراض قدرتها وتوصيل رساله أنها قادرة على الضرب ومازالت تتمتع بقوة الردع ".
ويضف "أن البعد الثاني متعلق فى الأمر الإقتصادي الذي تعيشه إسرائيل، لافتاً إلى أن إسرائيل على ابواب أزمة مالية خانقة سوف تجتاح إسرائيل بالقريب، ويعني ذلك أن إسرائيل رأت أن هذا التصعيد يلفت أنظار المجتمع الإسرائيلي تجاه قضايا أمنية .
البعد الثالث بحسب عطا الله هو الحراك الفلسطيني الجاري فى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد مطالبة المواطنين بضرورة وجود حل لكل المشاكل الإقتصادية التي يعيشونها، ورفضهم لحالت الإنقسام فأرادة إسرائيل إستباق الأمور خوفاً منها من أن يؤدي ذلك لتوحيد الشعب الفلسطيني وإقامت نظام فلسطيني موحد ينهي الإنقسام .
ويوضح أن حجم التصعيد الإسرائيلي سيحدده فصائل المقاومة فى قطاع غزة لافتاً إلى أن هذا التصعيد يحرج الجانب المصري كثيراً ويجبرها على التدخل لإقافه , ويكمل أن اسرائيل ترغب فى شن حرب على قطاع غزة ولكن الظروف الإقليمية والدولية لا تعطي هذا المجال لإسرائيل بدخول فى حرب مفتوحه مع القطاع .
وقد صعدت إسرائيل بصورة واضحه على قطاع غزة منذ ليلة أمس حيث سقط ستة شهداء وعشرات الإصابات بعد غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية إستهدفة فيها مجموعة من المواطنين من مخيم لبريج وسط قطاع غزة , تبعها بساعات قليله قصف للآليات الإسرائيلية المتمركزه على الخط الشرقي في شمال القطاع على مجموعه اخرى أدي إلى وقع ثلاثة شهداء وأربعة إصابات .
من ناحيته يقول المحلل السياسيى أشرق العجرمى لـمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" انه بات من الواضح ان الحكومة الإسرائيلية الحالية نتيجة وجود مشاكل داخلية أهمها المشاكل الإقتصادية التى تعصف بها لجئت إلى التصعيد على قطاع غزة فى محاوله منه اللفت انظار المجتمع الإسرائيلي .
ويضيف" أن خطاب إسرائيل المتشنج مع الملف الإيراني يظهر أن إسرائيل تحاول لفت الجمهور الإسرائيلي إلي مشاكل أمنية وأن هناك خطر أمني يهدد إسرائيل .
ويوضح أنه ليس من مصلحة إسرائيل دخول فى حرب مع قطاع غزة ليست محمود عقباها في الوقت الراهن، مستبعداً دخولها في حرب مع القطاع واضاف انه قد تلجأ إسرائيل لنتخابات اسرائيلية مبكرة لنظراً للظروف التى تعيشها .