ليبرمان تستحق أكثر من البصق

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس


يتمادى الفاشي الروسي المهاجر إلى فلسطين المحتلة منذ ما لا يزيد على عقدين في صلفه وغيه، ويواصل تفوهاته على الشعب الفلسطيني وقيادته، دون رادع يردعه، وقد وصل به الأمر إلى التفوه على العرب، وبعض الدول العربية، لا ينطق سوى بما تزينه له عقليته المريضة، وأفكاره المقززة، التي أعطى دفقاً منها مؤخراً على صفحات جريدة هآرتس الإسرائيلية، بعد أن أفقدته كلمة الرئيس الفلسطيني على المنبر الأممي صوابه، والذي لم يجد في قاموسه اللغوي الساقط، سوى أن يصف الخطاب ((أنه كان أكثر من بصق في الوجه))، وهل يستحق أمثال ليبرمان، من العنصريين، والفاشيين، المستوطنين الجدد في فلسطين المحتلة أقل من البصق على الوجه ؟!! وهم يتحدون جهاراً نهاراً، حقوق شعب، ومشاعر أمه، وشرعية دولية مشلوله في مواجهة صلف هذه الحفنة المارقة التي تقود قطعاناً من المستوطنين، إلى أتون صراع، يفجرون من خلاله أحقادهم، ويبثون سمومهم، وينشرون ثقافة الحقد والتطرف، في فلسطين وعموم المنطقة العربية، هذه الثقافة التي يرونها ضرورة لاستمرار الدور والوظيفة المنوطة بأمثالهم عبر التاريخ، فأوهامهم وأحلامهم تنمو وتترعرع في مثل تلك الأجواء فقط، فطبيعي أن يرى ليبرمان وأمثاله ما رآه في خطاب الرئيس الفلسطيني، لأنه عرى وكشف عورة السياسات الفاشية والعنصرية التي يتبناها الكيان الصهيوني، والتي يرسمها ليبرمان وأمثاله من المستوطنين العنصرين، الذين لا هم لهم سوى تزوير الواقع والتاريخ، وسلب الآخر أبسط حقوقه الإنسانية والسياسية، هذه السياسات الخرقاء، التي يعتقد ليبرمان وأمثاله أنها تنقذ مشروعهم الاستيطاني، وتزيد في عمره في فلسطين والمنطقة العربية، إنها اعتقادات خاطئة لن تجر على مجتمع الاستيطان، وعلى المنطقة إلا مزيداً من العنف والتطرف، والذي تسعى الأمم المتحدة إلى تجنيب المنطقة والعالم الإنزلاق إليه، آملاً في ضمان الأمن والسلم لجميع الشعوب في المنطقة والعالم، ولكن هذه الغاية النبيلة للأمم المتحدة لا يرى فيها ليبرمان وأمثاله من قيادات الكيان الصهيوني سوى النهاية المحتومة، لمشروعهم العنصري المتعارض مع أبسط مفاهيم الأمن والسلم الدوليين، ومع غايات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ العدالة والمساواة بين الأمم والشعوب والدول صغيرها وكبيرها.


وهنا يتجلى في تصريحات ليبرمان التي فاض بها على صفحات هآرتس ترجمة المثل القائل ((من أمن العقاب أساء الأدب))، حيث يعتقد أن لا رادع يردعه أو يضع حدٍ لتعدياته المستمرة ، وأخيراً لم يقف تطاول هذا العنصري عند حدِ الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ممثلة بشخص الرئيس أبو مازن، بل تمادى وتجاوز ليتطاول على شعوب ودول عربية معروفة بمواقفها الثابتة والصلبة والمستمرة في دعم الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، ونصب من نفسه ناطقاً باسمها، ومقيماً وموجها لسياساتها إزاء الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، تلك سياسات الصهاينة والعنصريين القائمة على بث الشقاق والنفاق بين الآخرين، ليمنحوا لأنفسهم مساحة جديدة من الزمن لاستغلال خلافات الآخرين، إن استعادة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قيادته، وصلابة ووحدة الموقف العربي من القضية الفلسطينية، هما الرد المباشر والحاسم على مواقف ليبرمان وأمثاله من حكام الكيان الصهيوني، الذين يستثمرون في الأوضاع السياسية الشاذة فلسطينياً وعربياً وقتاً إضافياً لخططهم ولمشروعهم الاستعماري في فلسطين، وللأسف هناك من يرى في استمرار الانقسام الفلسطيني، الذي أبتلي فيه الشعب الفلسطيني مشروعــه القادم !!!

واليوم رغم انشغال العرب بما تمرُّ به بعض دولهم من حراك أو من ربيع، يجب أن لا يغيب عن بالهم أو ينسيهم أن التناقض الرئيسي لهم هو مع هذا الكيان الصهيوني وقياداته الفاشية من أمثال ليبرمان، ويجب أن لا تغيب الأحداث العربية الداخلية هذه الحقيقة المره، كي يرتدع ليبرمان وأمثاله، ويعيدوا حساباتهم ويصوبوا مواقفهم إزاء الفلسطينيين والعرب عامة، والتي قد تجاوزت كل شكل من أشكال الاستهتار، والاستخفاف بكل ما هو فلسطيني أولاً، وبكل ما هو عربي ثانياً، لأن من أمن العقاب أساء الأدب.
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض 02/10/2012م الموافق 16/11/1433هـ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت