رسالة للرئيس أبو مازن .. بعض الزعماء العرب لا يستحقون احترامنا الزائد لهم

بقلم: رمزي صادق شاهين


رحم الله الشهيد القائد ياسر عرفات ، والشهيد صلاح خلف أبو إياد ، الذين كانوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض الزعامات العربية التي تحاول اللعب على القضية الفلسطينية ، أو التعامل مع القضية الفلسطينية على أنها مشروع استثماري ، أو بعض القادة الذين حاولوا خطف الشرعية الفلسطينية ومحاولة السيطرة على القرار الفلسطيني المستقل ، هذا القرار الذي دفعنا ثمنه آلاف التضحيات من شهداء وألم .

نحن نُدرك صعوبة المرحلة ، ونُدرك أننا وحدنا في الميدان ، نواجه إسرائيل ومخططاتها دون أن نجد من يقف إلى جانبنا بشكل حقيقي ، بل أن جزء من ضعفنا هو أمتنا العربية ، وزعمائها الذين يبيعون لك الشعارات والمواقف أمام الإعلام فقط ، لكنهم في الحقيقة يتآمرون على قضيتنا لحظة بلحظة ، هؤلاء الذين يريدون شطب قضيتنا الوطنية واختزالها بقضية حزبية أو شخصية ، حتى تُفتح لهم أبواب البارات في تل أبيب ، ويستقبلهم قادة إسرائيل على منصة الكنيست .

اسمح لي متأسفاً أن استخدم المثل القائل ( كثر الاحترام يقلل القيمة ) وهذا الذي أصبحت متأكداً منه ، حين تتعامل معهم بصورة أخوية ، أو دبلوماسية ، وهم في نفس الوقت يطعنوك في ظهرك ، وكأن فلسطين هي أرض لا تستحق منهم وقفة رجولة ، والقدس التي تُهود يومياً هي ليست للمسلمين ، هذه الأرض المقدسة التي ندافع عنها نيابة عنهم وعن شعوبهم النائمة والغارقة في وحل بارات وكازينوهات العواصم الأوروبية .

الأخ الرئيس ، الخطاب مع هذه الأمة يجب أن يتغير ، فلا جميل لأحد علينا ، ففلسطين هي أرض وقف إسلامية ، والقدس للمسلمين جميعاً ، وليس لأحد منه علينا ، لأننا ندفع الدماء يومياً من أجل أن تبقى هذه القضية حاضرة ، ولأجل ألا تموت ... الخطاب مع من يستحق الاحترام هو واجب ، أما مع من يحاول بيع المواقف ، وسحب الشرعية ، واللعب على التناقضات ، فهو بحاجة لموقف حاد وحازم ، مهما كلفنا الأمر ، فشعبنا ليس بحاجة لخسارة كرامته من أجل إرضاء هؤلاء المرضى النفسيين من الزعامات الورقية ، الذين يتاجرون بخيرات شعوبهم ومستقبل أمتنا إرضاءً للبيت الأبيض .

لدينا من المتحدثين الرجال الكثير ، ولدينا من المعلومات الكثير ، فلماذا لا يتم التعامل بندية مع البعض ، خاصة ممن أراد ويُريد أن ينزع الشرعية الفلسطينية ، ويستبدلها بعناوين أخرى حتى يتمكن من السيطرة على القرار الفلسطيني ، من أجل أجندته الخاصة ، ومن أجل تمرير مشاريع تخدم الصهيونية بنهاية المطاف ، هؤلاء الذين ينام الأمريكان في بيوتهم ، ويحتضنون القواعد الأمريكية ويلبسون ثوب الوطنية والقومية العربية ، وهم في النهاية مجرد نعاج ليس إلا وباعترافهم العلني .

&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت