القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
من المتوقع أن تعلن زعيمة حزب "كديما" وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني اليوم أو غداً عودتها إلى الساحة الحزبية على رأس حزب وسطي جديد، كما يبدو، يخوض الانتخابات العامة المقررة في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وطبقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن قائمة ليفني قد تحصل على 8-10 مقاعد برلمانية يأتي كلها من أحزاب الوسط، ما يبعث على تساؤل منطقي عن جدوى منافستها طالما أن معسكر اليمين - المتدينين يحصد غالبية برلمانية كبيرة (أكثر من 66 مقعداً من مجموع 120).
وثمة تساؤل آخر عن عدم انضمامها إلى الحزب العريق «العمل» الذي لا تختلف أجندته، سواء السياسية أو الاجتماعية - الاقتصادية، عن تلك التي تتبناها ليفني، وطالما أنها كما زعيمة حزب "العمل" شيلي يحيموفتش، تدعو إلى وجوب إسقاط زعيم "ليكود" ومعسكر اليمين رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عن الحكم.
واستدعت التسريبات من أوساط ليفني بنيتها الإعلان عن عودتها إلى الساحة الحزبية التي انسحبت منها قبل ثمانية أشهر في أعقاب هزيمتها أمام زعيم "كديما" شاؤول موفاز في الانتخابات الداخلية على زعامة الحزب، هجوماً من أقطاب حزب "العمل"، وإن وجهوا إليها الدعوة إلى الانضمام للحزب مع ضمان مكانة مرموقة على لائحته الانتخابية. وقال أحدهم إن ليفني بإصرارها الذهاب إلى الانتخابات على رأس قائمة جديدة، مع إدراكها أنها لن تنجح في إسقاط نتانياهو وهزم اليمين، تفتت معسكر الوسط وتقضي على آماله الضعيفة أصلاً بأن يشكل منافساً قوياً لليمين.
وترى يحيموفتش أن الخيار الوحيد لإسقاط نتانياهو هو من خلال تقوية حزبها الذي قاد الدولة العبرية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ودعت ليفني إلى الانضمام للحزب لتحقيق هذا المسعى.
ويرى مراقبون أن تحالفاً بين يحيموفتش وليفني قد يشكل فعلاً نداً قوياً لتحالف "ليكود - إسرائيل بيتنا"، وإن لا يهدد الأخير بتزعم الحكومة المقبلة بفضل تأييد الأحزاب اليمينية والدينية الأكثر تطرفاً لحكومة برئاسته، لكن من شأنه أن يمهد للوسط لتهديد حكم اليمين حتى من خلال مقاعد المعارضة وطرح نفسه بديلاً للحكم.
لكن التحالف بين ليفني ويحيموفتش مستبعَد في الوقت الراهن ليس لفروق في المواقف بقدر ما هو «حب الذات» لدى كل منهما، ففيما تعتبر ليفني نفسها أنها تتفوق على يحيموفتش لجهة الخبرة في القضايا الأمنية والسياسية بفعل مشاركتها في حكومات سابقة لأكثر من عشر سنوات بينما يحيموفتش «سياسية مبتدئة»، تتفاخر الأخيرة بأنها على رأس أعرق الأحزاب في إسرائيل أنقذته من الهلاك، وأن استطلاعات الرأي ترشحه لمضاعفة تمثيله البرلماني الحالي، وعليه لا يجوز منح كرسي القيادة لـ "لاعب تعزيز".