لندن - وكالة قدس نت للأنباء
تقول صحيفة "ذي صنداي تايمز" ان تفصيلات اول محاولة فاشلة تقوم بها بعثة اسرائيلية مهمتها اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين نشرت في اسرائيل في كتاب تناول التدريبات التي قامت بها قوات اسرائيلية خاصة باءت بفشل ذريع، قتل فيها خمسة جنود واصيب ستة اخرون. وفيما يلي تقرير الصحيفة البريطانية:
بعد الفشل الذي منيت به تلك التدريبات في العام 1992، أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك اسحق رابين بوقف تلك التدريبات التي كانت تهدف الى قتل صدام حسين.
وكان ايهود باراك وزير الجيش في الحكومة الاسرائيلية هو الشخص المسؤول عن التخطيط للمهمة المحتومة.
قال باراك، احد المطالبين بقصف المرافق النووية الايرانية، لمؤلف الكتاب الذي يروي تلك الحكاية انه لا يزال مقتنعا بان صدام كان هدفا مشروعا بالنسبة لاسرائيل.
وقد اعلن باراك تخليه عن القيام بادوار سياسية، الا ان معارضيه في اسرائيل يخشون ان يؤدي اهمال مماثل الى الظهور في تعامله مع طهران قبل ان يغادر منصبه في الشهر المقبل.
ترعرع صدام في بيت عمه خير الله طلفح، وكان الاسرائيليون يدركون انه كان يكن مشاعر قوية تجاه طلفح. كما انهم كانوا يعرفون ان طلفح سيدفن في مقبرة صغيرة لا تبعد كثيرا عن تكريت، مسقط راس صدام، ولا ريب في ان يحضر صدام تلك الجنازة.
ورغم المعارضة القوية من افراد الجيش الاسرائيلي، فان باراك كان مصمما على السير قدما في تلك المهمة، التي اطلق عليها اسم عشبة صحراوية.
بالاضافة الى ذلك فانه كان يريد تصفية الحساب معه – ذلك انه في العام الفائت خلال الحملة لانهاء احتلال الكويت - اطلق صدام صواريخ سكود على تل ابيب التي تعتبر المركز المالي لاسرائيل.
جرى تدريب 22 جنديا من سرية متكال النخبوية، لعدة اشهر في النجف. وكانت الخطة تقضي بان تطير مروحيتان من طراز "سكورسكي سي إتش 53" الى العراق. وان يبقى عدد من الجنود في حراسة الطائرتين، بينما يتجه الاخرون في اربع سيارات جيب، تبدو كما لو انها من سيارات الجيش العراقي، نحو المقبرة.
بعدها ينقسم الجنود الى فريقين. الاول بقيادة دورون كيمبل ومعه اربعة جنود، يقتربون من المقبرة متخفين كما لو كانوا عراقيين ويختلطوا بالمعزين. ويتخفى ياؤول اسحق، احد الاسرائيليين، على شكل امرأة تحمل ما يبدو انه طفل، لكنه في الواقع جهاز ارسال قوي.
اما الفريق الاخر فيقوده الكابتن درور (ولا يكشف الكتاب عن كنيته) فيتوقف على بعد عدة اميال من المقبرة، مجهزا بصواريخ "تموز" المضادة للدبابات.
ولدى وصول صدام وحاشيته الى المقبرة، يرسل كيمبل اشارة الى درور على مكانه بالضبط. وكلمة السر في الاطلاق هي "ارسل تاكسي"، حيث انه كان من المفروض اطلاق صاروخين. واذا اصيب صدام بمقتل، فان كيمبل وفريقه يعمدون الى الفرار سريعا من بين الجماهير في الفوضى. فان لم يحصل ذلك، فان الاوامر تقضي بان يقتربوا من صدام ويطلقوا عليه النار عن قرب. ويلتقي الفريقان عند المروحيتين ويعودان الى اسرائيل.
كان كل شيء جاهزا في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1992. وكيمبل قائد العملية، هو اليوم رجل اعمال مليونير يعيش في نيويورك. قال "كنت اظن ان كل شيء على ما يرام. كنا مدربين ومجهزين باسلحة افضل من الحرس الشخصي (لصدام) وكانت لدينا الصواريخ. المفروض ان يفروا ونقترب لنقطع رأس صدام ونحمله معنا الى اسرائيل. كنت ارى انها خطة هائلة".
في التدريبات كان هناك حوالي 20 جنديا يقومون بدور صدام وحاشيته. كان باراك يتابع عملية التدريب لكن شيئا كارثيا حدث، وان كان لا يعرف حتى الان ما الذي وقع على وجه الدقة. غير انه لسبب قد يعود الى القصور في التفاهم اطلق فريق الاطلاق صاروخي تموز على الجنود الاسرائيليين.
اصيب باراك بالذهول لهول ما شاهده، وترك المكان ليبلغ رابين الذي كان في حال شديد من الغضب.
وقال رابين "ترى ما الذي قمت به؟ ما الذي جعلني اوافق على مواصلة التدريب؟".