الفلسطينيون..بانتظار إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام

بقلم: علي ابوحبله


منذ الإعلان عن اتفاق تفعيل المصالحة وإنهاء الانقسام بالاجتماع الذي ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة والفلسطينيون بانتظار خطوات عملية نحو إنهاء هذا الانقسام الذي شرذم وحدة الفلسطينيين وأدى لهذه الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد ، ان ما يدعو للتفاؤل الحذر هو تحديد السقف الزمني لتنفيذ كافة الاتفاقات بدءا من تشكيل حكومة المستقلين برئاسة الرئيس محمود عباس إلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية إلى تحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، ان المعاناة الفلسطينية تزداد يوما عن يوم بفعل هذا الانقسام وان ما أصبح يعانيه شعبنا الفلسطيني من ممارسات الاحتلال القمعية والحصار الاقتصادي وحجب الأموال في ظل سياسة إسرائيل التوسعية الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ، كل تلك الإجراءات تتطلب توحيد الجهد الفلسطيني لتفعيل المقاومة الشعبية الفلسطينية وتوحيد الجهد الفلسطيني لمواجهة كل إجراءات إسرائيل التعسفية التي تستهدف الحيلولة دون ان يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه بالتحرر من الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض الفلسطينية ، ان الانقسام هو سياسة إسرائيليه ومصلحه إسرائيليه حيث تعمد إسرائيل بممارستها وسياستها للحيلولة دون إتمام إجراءات المصالحة وان الفيتو الأمريكي على المصالحة أصبح محل نظر في ظل الوضعية العربية والاقليميه ، ان هناك قواسم مشتركه أصبحت تجمع فتح وحركة حماس حول البرنامج السياسي المتفق عليه وهذا من شانه ان يمهد الطريق لإزالة كافة العقبات التي تحول دون إتمام عملية المصالحة التي تبقى للمصالح الحزبية أهميه واولويه ضمن حسابات الربح والخسارة والتي قد تؤجل في إتمام عملية المصالحة خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها مصر بفعل ما تشهده من اضطرابات واحتجاجات ، ان الفلسطينيون الذين ما زالوا بانتظار تنفيذ الوعود والاتفاقات لأجل إتمام المصالحة الوطنية هم على أمل لتحقيق هذا الهدف المنشود ، لان الفلسطيني الذين يعاني ويكابد الشقاء بفعل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية يتطلع لكيفية تحقيق المصالحة الوطنية يحذوه الأمل بالتغلب على كافة كل الضغوطات التي تمارس عليه إذا ما عادت للمجتمع الفلسطيني وحدته وتعافى من هذا الانقسام المدمر ، ان ما يخشاه الفلسطينيون هو العودة لوضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة خاصة في ظل التعثر على اتفاق في موضوع الشأن الأمني والاجهزه الامنيه وتوحيدها ، ان أحداث مصر قد تعطي ألفرصه للتهرب والمماطلة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خاصة إذا ما وضعت موازين الربح والخسارة التي قد يحسبها هذا الفريق أو ذاك في حال تمت المصالحة ، وبرؤيا حركة حماس ان المصالحة قد تشكل خطوة للوراء بعدما قامت ببناء وزارات ومؤسسات تحكمها في غزه ، أما حركة فتح تنظر إلى ان المصالحة الداخلية من شانه ان تدخل شركاء أقوياء لمنظمة التحرير الفلسطينية وهذا ما من شانه ان يؤجل في عملية إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ، ان وثيقة الوفاق الوطني التي أجابت على كل التساؤلات قد شكلت قاسم مشترك للجميع حول برنامج وطني متفق عليه ، وتعد عملية المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية مهمة ضرورية وإذا لم يتم تنفيذها فان القطيعة والانقسام سيبقى يعشش في صفوف الشعب الفلسطيني ليشكل مرحله صعبه في تاريخ الشعب الفلسطيني التي ستمس بكافة المصالح الفلسطينية ، ان التخوف الفلسطيني من الانتظار الممل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة هو التردد بين حركة فتح وحماس الذي هو سيد الموقف لهذه الساعة وهذا التردد هو بنتيجة حسابات الربح والخسارة التي يحاول كل فريق حفظ ماء الوجه لكل منهما لتحقيق أهدافه وغاياته ، ان محاولة كل فريق لإلقاء الكره في ملعب الفريق الآخر هو ضمن محاولات إيجاد المبررات لإلقاء اللوم لهذا الفريق أو ذاك في التهرب من عملية المصالحة ، حيث ان حماس تحاول إلقاء الكره في ملعب حركة فتح من خلال قيامها بتوجيه الدعوة للجنة الانتخابات المركزية للحضور إلى غزه في محاوله لإظهار أنها ليست طرفا في تعطيل المصالحة ، ان ما يجري في مصر من أحداث قد يكون المؤثر في عملية تأجيل المصالحة خاصة وان بعض المحللين يرى بدعوة إسماعيل هنيه للجنة الانتخابات محاوله ايحائيه في محاولة لتوضيح ان الأمور تسير حسب ما هو مخطط له ومحاوله من محاولات إلقاء الكرة في ملعب فتح ، وأنها ليست مسئوله عن تعطيل المصالحة وستكون خارج تعقيدات ما يمكن ان يظهر على مسار المصالحة الفلسطينية ، وبحسب رأي بعض المحللين ان تحديث السجل الانتخابي لا يعني ان المصالحة نفذت باعتبار تحديث السجل الانتخابي أمرا إجرائيا لا يقدم ولا يؤخر بالمصالحة وهو أمر فني . وهناك إجماع لدى معظم المحللين ان ما يجري في مصر قد يعيق تطبيق اتفاق المصالحة وستؤثر الأحداث سلبا على تشكيل الحكومة ودعوة الأطراف للحضور إلى مصر لانجاز المصالحة حيث ان الأمور تسير ببطء شديد إذ لولا الضغط المصري لما جرى الاتفاق الأخير بالقاهرة ، وان استمرار الوضع في مصر قد يمكن الفصائل من التهرب من عملية المصالحة لان هناك انعدام أراده حقيقية لإتمام المصالحة وانجازها . لم تجتمع لجنة الحريات لغاية الآن كما انه لم يجري تداول أسماء الوزراء المقبلين ، وان البعض يرى بالملف الأمني عقبه يمكن حله إذا أرادت الفصائل الفلسطينية حله ، لا يزال التردد سيد الموقف بخصوص تشكيل الحكومة ولا يزال التخوف سيد الموقف من التنفيذ والسير قدما في المصالحة ، وان الاجتماع المنتظر للجان قد لا يفضي لجديد سوى التوصيات القديمة ، ان الفلسطينيون الذين ما زالوا بانتظار إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ما زالت النظرة التشاؤمية هي النظرة التي تسود الموقف ويبقى الأمل الوحيد هو توفر الاراده الحقيقية والنية الخالصة لأجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته وتحقيق الوحدة الجغرافية للوطن الفلسطيني ضمن الرؤى لاستراتجيه تجمع جميع الفلسطينيين حول برنامج وطني يقود للتحرر الوطني الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت