عن تحذير غانتس و تهديد حركة حماس وغزة

بقلم: مصطفى إبراهيم


تحذير قائد اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس الذي قال قيه ان استمرار الخروقات لتفاهمات وقف اطلاق النار قد يؤدي الى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع، قد تكون اوسع من عملية عامود السحاب، تأتي في سياق التهديدات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون قبل عشرة ايام على اثر إطلاق عدد من الصواريخ على البلدات الاسرائيلية وعدم التزام فصائل المقاومة باتفاق تفاهمات اطلاق النار.

فعندما شنت اسرائيل عدوانها الاخير في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي 2012، على قطاع غزة كانت تريد تحقيق عدة اهداف منطلقة من استراتيجيتها الامنية القائمة على الردع وبث الرعب وكي الوعي لدى الفلسطينيين، والحد من اطلاق صواريخ المقاومة، وهي قامت بذلك من خلال استراتيجية موضوعة مسبقاً لا تتعلق بحكومة معينة او رئيس وزراء او وزير امن بعينهما، او رضا وعدم رضا الاجهزة الامنية والجيش، فهي تقوم بذلك بناء على مصالحها الامنية، وتحقيق اهداف سياسية ايضاً، ويتم استغلالها ايضا سياسيا وحزبيا على المستوى الداخلي من الحكومة التي تتخذ قرار العدوان، وهذا ما حصل في العدوان وان جاء بشكل عكسي اثر على نتائج الليكود في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وخروج وزير الامن باراك من الحياة السياسية بتقديمه استقالته.

اسرائيل ارادت من العدوان تحقيق الردع والرعب والحد من اطلاق الصواريخ، واستخدمت قوة نارية جوية كثيفة، وركزت على ما تسميه مخازن وأماكن منصات اطلاق الصواريخ معتمدة على الطيران الحربي والمعلومات المتوفرة لها، وادعت انها حققت اهدافها بتدمير كثير منها والقضاء عليها.

في المقابل اتضح كذب اسرائيل في تحقيقها أهدافها، و فعالية القبة الحديدية، فهي لم تحقق النتائج المرجوة، كما انها لم تتوقع رد المقاومة بإطلاق الصواريخ التي وصلت الى تل ابيب، ما وضع دولة الاحتلال وقيادتها السياسية والأمنية في حرج كبير، ولم تحقق جميع اهدافها والمقاومة خرجت منتصرة، الى ان تم التوصل الى اتفاق تهدئة مع حماس والجهاد الاسلامي بوساطة مصرية ورضا امريكي، نتج عنه تفاهمات امنية ولم تتضح جميع بنوده.

اسرائيل تريد التأكيد القول انها حققت اهدافها، وانها لن تسمح بتكرار ما حدث قبل العدوان، مع انها لم تحقق جميع اهدافها، لكنها ضمنت على الاقل فترة زمنية اخرى من الهدوء، وإدراكها ان حماس لا ترغب في تصعيد جديد ولا معركة جديدة وهي من وجهة نظر اسرائيل تتحمل المسؤولية عن أي خرق لتفاهمات وقف اطلاق النار “التهدئة” وهي تدرك ان من يقوم بإطلاق الصواريخ هي مجموعات سلفية صغيرة.

وبوجود حكومة اكثر تطرفا ووزير الامن المتطرف موشي يعلون “بوجي” تزداد التهديدات التي قد تصل الى الفعل في بعض الاحيان، وتحذير غانتس هي في ذات السياق من ان اسرائيل لن تسمح لفصائل المقاومة بإطلاق الصواريخ حتى بعد ادعاءاتها انها حققت اهدافها في العدوان الاخير.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت