الوطن العربي الوحيد الذي اهتم بالقضية الفلسطينية شعباً ودولة وكانت ولا تزال تقدر معاناة الشعب الفلسطيني منذ وجود الاحتلال الفرنسي علي أراضيها حتي تاريخه ، وكانت ولا تزال ايضاً تقوم بدور ريادي سواءً في مناهج التعليم او عبر إعلامها لتوعية المجتمع الجزائري بمعاناة الشعب الفلسطيني ، ولعل الجيل الجزائري القديم يتذكر الاهتمام الكبير الذي كان منذ انطلاقة الثورة الجزائرية في الأول من نوفمبر 1954 . وشهدت الأجيال التي لاحقته استمر الدعم لجميع حركات التحرر وعلي رأسها القضية الفلسطينية التي لقيت اهتمام متزايد من جميع الحكومات الجزائرية دون استثناء والتي وقفت وقفة شجاعة ونبيلة مع الفلسطينيين وهو أقل شيء يمكن أن تقدمه الثورة الجزائرية لهؤلاء بعد الاستقلال والتحرر مما جعلها تعمل منذ البداية سنة 1962 وبعد خروج الاحتلال الفرنسي من الأراضي الجزائرية على فتح حدودها ومعسكراتها العسكرية والمدنية لمساعدة وتدريب كل شعب يريد التحرر من نير الاحتلال والاستعمار وكان علي رأسهم أبطال الثورة الفلسطينية الذين شهد ويشهد لهم التاريخ ، كما لا يختلف اثنان أيضا بأن الجزائر أول دولة تفتح مكتب لحركة فتح في العالم عام 1964، وهي أول من فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية مع الصفة الدبلوماسية الكاملة. وانها كانت ولا زالت أكثر الدول في العالم التي تقدم منح دراسية للطلبة الفلسطينيين وفي كافة المجالات والتخصصات ولعل وزارات السلطة الفلسطينية تشهد ان أغلبية موظفيها خرجين دولة الجزائر الشقيقة .ويسجل للجزائر أنها أول دولة تعترف بدولة فلسطين حينما اقر المجلس الوطني الفلسطيني إعلان الاستقلال في الجزائر،.وكما ماهو معروف لذهن كل فلسطيني بأن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تقوم بتقديم المساعدات الدورية للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ليتمكن من بناء دولته وبنيته التحتية وكما لا نستطيع نسيان الملكة العربية السعودية وتضحيات الشعب والجيش المصري في هذا السياق. وكما انه لا يمكن نسيان المقولة التاريخية التي أطلقها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين (( نحن مع فلسطين ، ظالمة أو مظلومة ))، وحكومات الجزائر يا طلما احتضنت الجالية الفلسطينية بعد ان انقطعت بهم السبل خاصة عام 1967م وكانت ملاذاً آمنا لهم . ويشهد التاريخ المعاصر ان العلاقات الفلسطينية الجزائرية لم تشهد أي فتور في التعامل سواء العلاقات الرسمية او الشعبية و لم تعرف أي استثناء حتي في ظل الانقسام الفلسطيني لازالت تتعامل الجزائر مع جميع القوى الفلسطينية علي مسافة واحدة وتسعي دائما لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف . وهذا لاحظته شخصياً عندما كنت مع عدد من زملائي وزميلاتي الاكاديمين الجزائريين خارج الوطن أثناء فترة الدراسة شاهدت بأنهم من أكثر حباً لنا والي أرضنا وهم يرون أن بلدهم وفلسطين بلد واحدة رغم بعد الجغرافيا وجميعهم يعلم كل المعرفة كما يعرف أبناء الشعب الفلسطيني ان الجزائر قامت باحتضان الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها والعمل علي تدريب مناضليها وتقديم المساعدات المالية للفلسطينيين وحتي في السنوات الأخيرة و بعد أن قررت مختلف القوى في العالم ، وقف المساعدات التي كانت تقدمها فكانت وقتها تأتي المساعدات الجزائرية للفلسطينيين لتأخذ دورها الريادي كما عودت الشعب الفلسطيني الذي أذاق الموت في الهجمات الاسرائلية المتكررة علية وكان مهدد دائما بالموت وتكالبت عليه القوى الحاقدة و تخاذل عن نصرته الأقربون.إلا ان الشعب الجزائري والفلسطيني توجد لديهم قواسم مشتركة سواء ما تتعلق بالتاريخية والنضالية ،والثقافية والإسلامية إضافة إلى الأهداف المشتركة في الآلام والآمال كلها تدفع في اتجاه تجانس الشعبين والاستمرار الأزلي في مد جسور المحبة والإخاء .
دكتور/هشام صدقي ابويونس
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت