اسرانا البواسل ... انتم الأمل

بقلم: رمزي صادق شاهين


اعتمد شعبنا يوم 17 أبريل يوما للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، هؤلاء المقاتلين والمناضلين الذين كانوا ولازالوا عنوان الصمود والتحدي والمقاومة لهذا المحتل الغاصب ، أسرانا البواسل ، أيها الصامدين خلف قضبان السجان يا من صنعتم التاريخ بتضحياتكم وصبركم ، مهما كتب التاريخ من صفحات ، فلن يذكر إلا تضحيات الشهداء الأبطال ، وصمود الأسرى العظماء ، الذين أضاءوا لنا طريق الحرية نحو القدس ، وبإعتقادي أن 17 ابريل يجب أن يكون كل يوم ، لأن قضيتهم لا ترتبط بتاريخ أو بيوم محدد .

لقد كتب مُعظم الكُتاب والصحفيين الفلسطينيين عن الأسرى ، وسطر الشعراء الأبيات التي تُعبر عن مأساة هؤلاء الأبطال ، الذين يعانون مرارة الغربة في الوطن ، فالغربة والبعد عن الأهل والأسرة والأبناء ، فمهما كتب الصحفيين وقال الشعراء فإنهم لن يُعبروا بشكل حقيقي عن ليلة واحدة من ليالي السجن المُظلمة ، فكيف إن كانت هذه السجون لدى احتلال لا يعرف قانون ولا شرعية دولية ولا رحمه ولا إنسانية .

إننا أمام ظاهرة نضالية فريدة من نوعها ، أسرانا البواسل ، الذين رسموا إلى جانب الشهداء خارطة النضال الفلسطيني ، وكانوا البوصلة الموجهة لنضالات شعبنا من خلف القضبان ، وكم منهم دفع سنوات من عمره لأجل هذا الوطن الغالي ، وكم منهم سقط شهيداً في زنازين المُحتل من أجل المشروع الوطني ، وكم منهم الآن يقضي زهرة شبابه من أجل أن يستمر مشروع التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

مهما وصل الإنسان من منصب أو موقع قيادي ، وزيراً أو نائباً ، فيبقى ونبقى جميعاً صغار جداً أمام تضحياتكم ، فأنتم الذين ضحيتم ولازلتم من أجل أن نحيا بكرامة وعزة ، من أجل وطن الشهداء الذي حلمتم أن يكون وطناً حراً نزيهاً ونظيفاً ، أنتم الكبار ، أنتم الذين سيذكركم التاريخ دوماً بدون تواريخ وأيام محددة ، فكل يوم هو السابع عشر من أبريل ، وسيبقى شعبنا وفياً للعهد الذي قطعه بأن لا سلام ولا استقرار بدون الإفراج عن كافة الأسرى من السجون الإسرائيلية .

&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت