جنين – وكالة قدس نت للأنباء
لم تكن كبرت الحاجة الفلسطينية ام اكرم حين هجرت من منزلها عام 1948م، فقد كانت بالكاد تذكر ما حصل مع اهلها، الا انها تحفظ عن ظهر قلب تفاصيل منزل عائلتها وارضهم قبل الرحيل من قرية "الغبيا" قضاء حيفا.
وها هي اليوم تقارب على السبعين من عمرها وقد مر (65) عاما على النكبة الفلسطينية دون ان تنسى ليوم واحد ان تحلم بعودتها وابنائها واحفادها الى بلدهم الاصلي، وتقول ام اكرم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" وعينيها تحدقان بصورة ابنها اكرم الشهيد في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، "لن ننسى ارضنا ولا بلادنا..نحن قتلنا وشردنا من اجل هذه الارض وسنعود اليها".
وقد مرت السنين والايام على لجوء مئات آلاف الفلسطينيين من الاراضي المحتلة عام 1948م الى مخيمات اللجوء في الضفة والقطاع والدول العربية المجاورة كلبنان وسوريا والاردن، وفي كل يوم من هذه السنين يجدد اللاجئون تمسكهم بحق العودة.
وتقول ام اكرم "مهما حاولوا ان يساومونا لن نقبل عن العودة بديلا ونحن لو متنا فالاجيال القادمة في المخيم تعرف طريق العودة، كيف لا ونحن لم نتوقف ليوم عن تذكير ابنائنا بارضهم وارض اجدادهم".
وبعد مرور هذا الوقت الطويل على نكبة الشعب الفلسطيني التي يحيي ذكراها في (15 مايو/أيار) من كل عام، تقول ام اكرم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء "،"مضت ايام وسنين حتى وصلت الى خمسة وستين سنة هي سنين نكبة الشعب الفلسطيني منذ العام 48، على الرغم من ان النكبة لم تتوقف منذ ذلك الوقت فقد عشنا ومازلنا النكبة بشكل متواصل...
...فقد دمر الاحتلال منازلنا حتى في المخيم واستشهد ابناؤنا واعتقلوا في سجون الاحتلال ولكن كل ذلك لن يغير من طبيعتنا، اننا لاجئون وسنعود يوما الى ارضنا مهما طال الزمان".
وشردت العصابات الصهيونية عام 1948م،531 قرية وبلدة وخربة صغيرة بعد تنفيذ جرائم بحق الفلسطينيين ليسكنوا الرعب في نفوسهم ليتركوا قراهم، في وقت بدأت الدول العربية تعد العدة لاطعام سمك البحر جثث اليهود، وقالوا "نيالك ياسمك".
ومنذ ذلك الوقت ينتظر سمك بحر يافا وعكا طعامه وعلى ما يبدو لن يصل في ظل هزيمة مني بها العرب وقتها امتدت ليومنا هذا، بل استمرت حالة الانهزام لدرجة ان المسجد الاقصى يهود على مرأى ومسمع الجميع دون ان يتحرك احد لانقاذه.
وينتشر اللاجئون الفلسطينيون في 59 مخيما موزعة على لبنان وسوريا والاردن والضفة وقطاع غزة ، وبحسب الاحصائيات فان اكثر من 5 مليون لاجئ مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بينما العدد اكبر من ذلك نظرا لعدم تسجيل عدد كبير من اللاجئين.