شدي حيلك يابلد..!!

بقلم: توفيق الحاج


مرة أخرى محمد عساف.. الذي أثار العابرون التافهون حوله الاختلاف..!!
عساف .. شاء من شاء، وأبى من أبى.. نتفق عليه، ونفخر به وقد تحول بإرادة الله ،وقدرته إلى سفير وطني يعلي الكوفية ، ويرفع الرأس والعلم على الهواء مباشرة بشكل أفضل من كل عاهات السفارات، والقنصليات ،بل والحكومات الفلسطينية العلمانية والربانية على اختلاف مسمياتها..!!
محمد عساف.. لم يكلف الميزانية الفلسطينية حتى ثمن تي شيرت..!! ومع ذلك أسعد الفلسطينيين، والعرب ورفع ذكرهم بما يوازي ميزانية امريكا الموجهة لدعم الحلفاء الجدد..!!
وقد أحسن ابو الموازين صنعا عندما بادر الى تهنئته..!! وكنا ،ولازلنا ننتظر أن يتبعه أبو العبد على اعتبار ان الولد.. كأي لاعب فاز بماراثون غزة للجري..!!
محمد عساف ..أجبرنا وبدون وقائي اوتنفيذية ان نلتف جميعا حول ال mbc مساء كل جمعة وسبت ..متونسين بطلة نانسي ،ومتحملين دخنة أحلام ..!! لتنقطع أنفاسنا في دائرة الخطر،وتتوقف قلوبنا عند إعلان كل نتيجة..!!
محمد عساف..تجاوز حد الشخصنة..فاز بالعرب أيدول ،أو لم يفز.. ، لأنه تحول في الذاكرة، والهوية إلى ميجنا وطنية . وعتابا إنسانية غير قابلة للكسر، أو النسيان..!!
لكن يبدو ان الكعكة في يد اليتيم عجبة.. فينهال دعاة الفتنة من باب الحلال والحرام طبعا على رأس العريس بفتاوى التكفير، والهدر، والتجريس.. كعادتهم في الزمن الطلطميس..!!
وهذا ليس مفاجئا بالمرة.. فلقد تعودنا عليه .. ،وأصبح ضمن أرشيف ابتساماتنا الفلكلورية المرة..!!

يقول العارفون ..أن للنصر آباء كثيرين بينما للهزيمة أب واحد..
ومن هنا أخشى على ( طبخة عساف) أن تشيط لكثرة الآباء الطباخين..!! كما شاطت الانتفاضات من قبل لكثرة الآباء المنتفضين..!!
أعرف (محمد) كما قلت سابقا ،وعمره 10سنوات ، وأعرف أكثر أنه موهبة حارة فطرية رعاها والده جبر ذو الحس الفني العالي،والطرب الأصيل بدءا من عبد الوهاب ،وعبد المطلب ،وانتهاء بالست ،ووديع الصافي..!!

في غمرة الرصاص والحجر.. قدمه للجمهور الفنان (جمال النجار) في شدي حيلك يا بلد(فاتحة الاذاعات وأيقونة المقاومة)!! مع علي الكوفية علي بلحنها العراقي.. ،وفي مقدمة مسلسل تلفزيوني محلي أذهلني فيها بريق صوت ندي يفتح القلوب على مصراعيها..!! ليلتصق عساف بوجداننا وهمومنا ونزف دمنا.. الى درجة انني عندما اسمع شدي حيلك يابلد يقف ما تبقى من شعر راسي..!! واشم رائحة الدم الممزوج بالبارود..!!
وللحق ..لكي تكتمل الصورة فان من واجبي ان اذكر كشاهد عيان أناسا على قدر عال من الانتماء في مجموعة (جسور) احتضنوا موهبة الشاب بصمت، وايثار في دفيئة مادية ،وفنية وأولهم الفنان (ياسرعمر) الذي سقاها و غذاها (بالتفتوف) حسا وعمقا ففرك أكثر نكهة الميرمية ،وحزن الزيتون و الزعتر ..!!
ولقد شاء لي الحظ أن أعيش لحظات ساحرة في سهرة من سهرات هذا الاحتضان الرائع ..،وقد قامت المجموعة بتسجيل أغان متميزة جديدة لعساف شارك في كلماتها شاعرنا المعروف (سائد السويركي) ..،ومن لا يعرف ياسر عمر لا يعرف أنة الناي العروبي في غزة ، ولا لوعة العود الفلسطيني في رفح..!!
وإنني إذ أتقدم كأب ثان ..إلى كل من قدموا ،ويقدمون الدعم ،والتغطية الإعلامية مجموعات ،وأفرادا لمحمد عساف بكامل الامتنان ،والعرفان من منطلق الواجب الوطني.. لا انسى ان اذكر بمنطق إعطاء كل ذي حق حقه في رعاية موهبة بحجم ،وقامة محمد عساف ..!!
والسؤال :لم لا تلتقي الاذاعات ،والفضائيات ،والمواقع الإخبارية مع هؤلاء ،وغيرهم لتلقي الضوء بشكل نزيه على كواليس ولادة ،و سطوع النجم ..؟!!
لك الفخر يا أبا شادي..بابنك.. ،ولكم الفخر يا أهلنا الصابرين بابنكم ..الذي أكد بتواضعه ،وانتمائه في اتصال معي إلى انه يمتن لمهاجميه قبل محبيه ،ويعتز بفلسطينيته ،وبالمقابل قلت له : ثق انك بطلنا ..منبع فخرنا.. لا تابه للتوافه وغربان الانقسام.!!.وكلنا فلسطينيين ،وعربا نصوت للقدس ،ووحدة الوطن قبل أن نصوت لك ..!!
نحن بانتظارك يا أبا جبر على أحر من الجمر ..لكي نستقبلك في غزة استقبال الأبطال !!
اللهم يا مالك الملك، ومسير الفلك ..بجاه حبيبك ،ونبيك محمد.. أن تحمي لنا عبدك محمد .. ونجه وهذا البلد المهين من كيد الكائدين الحاقدين ..!!
اللهم امين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت