غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تنشط حملة شعبية من أجل حق أهل غزة بحرية العبادة والصلاة في القدس أطلقها مجموعة من الشباب الفلسطيني، جمعتهم الزمالة في الدراسات العليا في جامعة الأزهر بغزة، وهم من تخصصات مختلفة واغلبهم انهي دراسته، يطالبوا بحقهم بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك بالوقت الذي يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة منذ ما يزيد عن عشرة سنوات من زيارة مدينة القدس .
ويقول منسق الحملة رائد موسى، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "أتت الفكرة نتيجةً جو الإحباط السائد لمتتبع الأحوال السياسية للقضية الفلسطينية فعملية التسوية آفاقها معدومة في ظل أن حملة الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية متصاعدة وخطوات تهويد القدس تجرى على قدم وساق ، كما وان حال المقاومة العسكرية مأزوم ولا توجد رؤية أو قدرة على إشعال مقاومة عسكرية فعالة قادرة على تحقيق الحرية والاستقلال ، بجانب حالة الانقسام الذي يتعمق والشعور بأن قطاع غزة يزداد عزلة وانفصال عن باقي الوطن".
ويضيف موسى " لكسر رغبة الاحتلال الإسرائيلي بفصل وعزل قطاع غزة عن عمقه الوطني لتحييد الوزن الديموغرافي الفلسطيني المتمثل بالقطاع عن الصراع، تم البحث عن سبل تساهم بتفعيل المقاومة الشعبية في قطاع غزة لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة أطلقت الحملة تحت عنوان" أنا فلسطيني من غزة أريد حقي بالصلاة بالقدس ".
ويتابع المنسق موسى الحديث" هناك العديد من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في كافة أنحاء فلسطين ولكن هناك انتهاكات تمارس ضد قطاع غزة بشكل خاص ، والتي من ابسطها حرمان أهله من حقهم في حرية العبادة والصلاة في القدس بهدف قطع أي صلة لأهل قطاع غزة بالضفة الغربية بما فيها القدس للاستفراد بالضفة وملئها بمستوطني الاحتلال ".
ويستند القائمون على الحملة على جملة من القوانين الدولية التي يخالفها الاحتلال الإسرائيلي والتي كفلت حرية التنقل وحرية ممارسة الشعائر الدينية والعبادة والتي من أهمها المواد 33 و27 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ".
ومن المعروف أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ أكثر من عشر سنوات يمنع أهل قطاع غزة من الوصول إلى الأماكن المقدسة في الضفة الغربية و القدس والتي من أهمها المسجد الأقصى ".
وبدأ الشباب الفلسطيني الحملة بإنشاء صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي( فيس بوك) بعنوان "أنا فلسطيني من غزة أريد حقي بالصلاة في القدس" وبتاريخ 18/5/2013 .
ويتضح أن الفكرة أخذت بالانتشار السريع منذ قدوم شهر رمضان المبارك الذي يكرس المسلمين اغلب وقتهم فيه للعبادة، وقد لاقت الصفحة قبول لدى الجمهور الفلسطيني على (الفيس بوك ) بدرجة جيدة وتظهر الصفحة أن عدد المشاركين قارب على 4 آلاف شخص .
ويستغل القائمون على الحملة هذه الصفحة بإعلان الخطوات العملية للحملة ونشر مجموعة من الصور التي تحفز سكان القطاع الراغبين بالصلاة في المسجد الأقصى لإرسال بطاقاتهم الشخصية (الهوية ).
ويقول منسق الحملة رائد موسى " تم جمع 286 صورة هوية كعينة أولية من اجل البدء بتنفيذ إجراءات طلب الحق بالصلاة وقدمت الطلبات من خلال تظاهرة شعبية أمام وزارة الشؤون المدنية في غزة بتاريخ 21/6/2013 ".
ويضيف موسى" تم التوجه لمكتب وزارة الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية في غزة ، واتضح انها لا تستقبل طلبات من هذا النوع منذ فترة طويلة بحجة أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض استقبال هكذا طلبات ولكن الحملة مصممة على إرسال الطلبات لان ذلك حق مكفول للجميع فمن حق أي إنسان أن يطلب ما يشاء من جهة الاختصاص ومن حقه أن يتلقى رد على طلبه مهما كان شكل الرد".
ويفيد بانه تم التوجه مرة أخرى من قبل عدد من نشطاء الحملة للوزارة يوم 7/7/2013 للاستفسار عن طلباتهم ولم ترد الوزارة على الطلبات برد واضح ، لافتاً أنهم يقابلوا بالرد الأتي " ما زال البحث جاريا مع الاحتلال الإسرائيلي بخصوص الطلبات " قائلاً "طلبنا من الوزارة بضرورة تزويدنا بخطاب رسمي مكتوب من الوزارة برد الاحتلال على مطالبهم ".
وينوي هؤلاء النشطاء بعد أن يأتي الرد من الجانب الإسرائيلي بالمنع وهو ما يتوقعونه أن تكون وثيقة قانونية يمكن تقديمها للمؤسسات الدولية والحقوقية .
وقبل ما يقارب أسبوعين انطلقت مسيرة على الأقدام من مدينة غزة إلى اقرب نقطة بإتجاه مدينة القدس حيث معبر بيت حانون ( إيرز ) في أقصى شمال قطاع غزة ، وتم منعهم من قبل عناصر أمنية فلسطينية تابعة لحكومة غزة قبل وصولهم للجانب الإسرائيلي خشية على حياتهم .
وكان الهدف من هذه الفعالية هو لفت أنظار المواطنين الفلسطينيين بغزة للحملة ودعوتهم للانضمام إليها حيث تم توزيع منشورات توضح أهمية وأهداف الحملة التي لا تحتاج إلى دعم أو تمويل أو مواصلات بل تحتاج فقط إلى متطوعين وتعتمد على الطاقة البشرية بالدرجة الأولى والتي تتوفر بكثرة في القطاع بسبب الكثافة السكانية والتي تمثل عنصر القوة الأهم، إن لم يكن الوحيد الذي يمكن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فيه كما يقول القائمون على الحملة .
وتنوي الحملة أيضا تسيير حافلة من أمام مقر وزارة الشؤون المدنية بغزة باتجاه أقصى نقطة ممكن بلوغها من اجل الصلاة في القدس وذلك يوم الجمعة 26/7 قبل موعد صلاة الجمعة وسيقيم نشطاء الحملة صلاة جمعة عند آخر نقطة يمكن بلوغها نحو القدس حيث أن الجمعة القادمة ستكون آخر فرصة لاستيضاح مصير الطلبات التي كانت قد قدمت .
وتتلخص أهداف الحملة بعدة بنود منها "عدم انتظار تحقيق (المصالحة) وإنهاء الانقسام كي يلتحم سكان غزة مع أهلهم في باقي فلسطين ومشاركتهم بالقضايا الوطنية المركزية، والسعي نحو عزل الانقسام وحصره بالجانب السياسي والعمل على تجاوزه شعبيا, وكسر الرغبة الإسرائيلية بعزل قطاع غزة عن باقي فلسطين , وتوعية وتنبيه المواطنين الفلسطينيين لحقوقهم التي أقرتها جميع القوانين والاتفاقيات الدولية والتي بكل وضوح تجيز لهم الصلاة في القدس وبدون عوائق.