القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
شهدت مدينة القدس المحتلة ، اليوم الاثنين، اعمال تشريد وتجريف وهدم طالت منازل سكنية واراضي زراعية ومباني قيد الانشاء في احياء الطور والعيساوية وبيت حنينا.

ويقول الموطن المقدسي زكريا محمد الداية (30 عاماً) الذي تعرض منزل للهدم "المنزل عبارة عن سكنتين ومساحتهما 140 متر مربع قائم منذ 6 سنوات في منطقة خلة العين ببلدة الطور بالقدس، ويقطن فيه 10 انفار مع شقيقي عبد العزيز (25 عاماً) وهو متزوج منذ 3 شهور فقط".

ويضيف الداية في حديث لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" بانه تلقي اتصالا هاتفيا من زوجته صباح اليوم اثناء تواجده في عمله، اخبرته خلاله "بان قوة كبيرة من الشرطة الاسرائيلية وموظفي بلدية الاحتلال تصاحبهم الجرافات حاصروا المنزل وارعبوا من بداخله من الاطفال".

ويتابع الداية حديثه " حضرت الى المنزل مسرعا الا ان قوات الاحتلال رفضت السماح لي بالاقتراب من عملية الهدم، وتعاركت بالأيدي مع احد الجنود فقام برش غاز الفلفل في عيني ومنعي من الوصول للمنزل."

ويوضح:" خلال السنوات الست الماضية تعرض المنزل لعدة مخالفات تحت حجة بان البناء قائم دون ترخيص، وكانت المخالفة الاولى تقدر بمبلغ 35 الف شيكل والمرة الثانية 60 ألف شيكل"، مشيرا بانه مازال يقوم بدفع المخالفات لبلدية الاحتلال حتى يومنا هذا، وكأنه يدفع ايجار للمنزل."

ويعرب المواطن المقدسي عن استغرابه من قرار الهدم قائلا "حتى هذه اللحظة لم استوعب ما اشاهده انا منصدماً (...) بالأمس كنت بداخل المنزل برفقة ابنائي واليوم اثناء تواجدي في العمل اتلقى اتصالا هاتفيا من احد افراد الاسرة ليخبرني بعملية الهدم وعند وصولي الى بيتي وجدته ركاماً دون سابق انذار."

ويؤكد المواطن الداية بان الارض التي كان يقام عليها المنزل تعود لوالده المرحوم، حيث ورثها هو وشقيقه، وكل ما وفره من مال ومصاغ لزوجته وضعه لبناء هذا المنزل ليأويه مع عائلته في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع الايجار في مدينة القدس، وقال " اليوم اشاهد اطفالي وزوجتي وشقيقي وزوجته مشردين عند الجيران .. "

ويوضح، بان بلدية الاحتلال تارة تدعي بان الارض ارض خضراء ممنوع البناء عليها، وتارة اخرى تقول بان الارض ضمن مخطط المصادرة للحدائق التوارتية، مؤكدا بان بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة الاسرائيلية" منزوعة الاحساس والانسانية عندما يشردون اطفال من منزلهم بزرع الخوف في قلبوهم، لبناء المزيد من المخططات الاسرائيلية الهادفة للسيطرة على الاراضي المقدسية وتهجيرهم.

عمليات الهدم الاسرائيلية طالت كذلك شقيتين قيد الانشاء بمساحة حوالي 150 متر مربع تعود ملكيتها للمواطن ماهر أبو سبيتان، مما تسبب بضرر كبير على المباني السكنية المجاورة( بعد انفجار الصرف الصحي) الذي سيؤدي الى تلوث بيئي وصحي وانتشار الزواحف بالمنطقة ليؤثر ذلك على أكثر من 200 مواطن مقدسي بينهم اطفال في خلة العين ببلدة الطور.

ويقول محمد ابو الحمص عضو لجنة المتابعة في بلدتي الطور والعيساوية في حديث لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء"، " بان سلطة الطبيعة وجرافات بلدية الاحتلال الاسرائيلية، قامت بتجريف أرض زكريا صبري درويش وعدنان صبري درويش بمنطقة الزعفرانة، وقامت كذلك بجرف الاشجار والجدران وإتلاف الأرض بالكامل, بالاضافة لهدم محل لبيع خردة(الحديد) للمواطن نضال غيث وتدمير والاستيلاء على "بركسات" اغنام تعود للمواطن ابو محمد النتشة.

ويضيف ابو الحمص" بأن سلطة الطبيعية بإيعاز مع سلطة بلدية الاحتلال تنفذ مخططها التهويدي بهدف الاستيلاء على نحو 740 دونم من اراض العيساوية وذلك ضمن مخطط ما يعرف بـ" الحوض المقدس" لاستكمال المشروع الاستيطاني في بلدة العيساوية ( (e1 لتربطها مع بلدتي الطور وسلوان.

المواطن المقدسي مروان جمعه حمدان من سكان بلدة العيساوية يقول إنه:" تفاجئ بان جرافات بلدية الاحتلال برفقة سلطة الطبيعية تقوم بهدم سور استنادي بارتفاع 6 سم، وجرف الارض التي تعود لملكيته، علماً بان بناءه ضمن الموافقة القانونية، وهذه المرة الثالثة التي يتم فيها جرف الأرض واليوم يتم هدم السور مع جرفها.

ويرى مدير مؤسسة القدس للتنمية المحامي خالد زبارقه " بان مدينة القدس عاشت يوم اسود منذ الصباح الباكر من هدم وتهجير وتدمير ويؤكد زبارقة بان هذه الهجمة مسعورة تطال ابناء مدينة القدس وتهدف الى استغلال الاوضاع في الدول العربية، ومزيد من السيطرة على مدينة القدس لتفريغها من اهلها المقدسيين.

ويضيف بان جرافات بلدية الاحتلال شكلت خلال عملية هدم بناء قيد الانشاء في بلدة الطور اضرار في المباني السكنية المجاورة بعد ( انفجار الصرف الصحي) الذي احدث خلل في اساسات المنازل مما يشكل خطر على حياة الأهالي.

من ناحيته يقول الباحث المتخصص في الاستيطان الاسرائيلي في القدس احمد صب لبن ان عدد سكان قريتي العيساوية والطور يبلغ حوالي 45 ألف نسمة، وهم بحاجة لإقامة 2000 وحدة سكنية لاستيعاب الضائقة السكنية التي يعيشون بها.

ويضيف صب لبن:" أن المخطط التهويدي الذي اقرته بلدية الاحتلال في هذه المنطقة يتناقض مع التخطيط الهيكلي الذي أجرته البلدية لعام 2020 والذي أشار إلى أن مناطق واسعة من هذه الأراضي التي يراد مصادرتها حاليا من اجل أنشاء حديقة فيما كانت معدة من اجل التوسع العمراني الطبيعي لكل من بلدتي العيساوية والطور اللتان تعانيان أصلا من ضائقة كبيرة في السكن.

ويوضح بان عملية الهدم تأتي ضمن المخطط الإسرائيلي المُسمى "الحديقة القومية 11092 أ" والذي يُصادر 7400 دونما من أراضي المواطنين ويحرمهم من التوسع العمراني، وإضافة الى تقييد حركتهم.

ويبين بأن مصادرة الأراضي سيعمل على ربط تجمع مستوطنات "معاليه أدوميم" بالقدس، عبر إضافة 3900 وحدة جديدة بين "معاليه ادوميم" والقدس في مخطط e1، اضافة الى ربط مستوطنات شمال الضفة "عناتوت"،"جيفع بن يمين ادم" بزاغوت"، "كوخاف يعقوب" وغيرها بشكل مباشر في القدس ضمن مخطط يراد من خلاله الحفاظ على هذه الكتل الاستيطانية تحت السيطرة الإسرائيلية والتمهيد لذلك عبر إنشاء شبكة طرق آمنة للمستوطنين وحدهم.