رؤيا التسوية للمفاوض الإسرائيلي ....... لن تؤدي للسلام ... وإنجاح المفاوضات

بقلم: علي ابوحبله


تسعة أشهر هو الوقت المحدد الذي خصصه المفاوضون بالرعاية الامريكيه لتحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائليين ، وبرأي محللين وخبراء اسرائليين فان ذلك غير ممكن ، العميد احتياط أودي ديكل سيأكل القبعة إن تحقق ذلك ، ديكل الذي رافق المفاوضات على مدى عقدين من الزمن يؤكد أن احتمال تحقق ذلك يكاد يكون طفيفا وهو يؤيد فكرة التسوية الانتقالية مع الفلسطينيين ويؤيده في ذلك مسئولين كبار آخرين مثل يوسي بيلين ، ديكل يحتل منصب باحث زميل كبير في معهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب وقد رفع إلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو كتابا يقع في 1600 صفحه يجمع كل خلاصات المباحثات التي دارت بين إسرائيل والفلسطينيين منذ الأزل ، شغل ديكل في الأعوام 2007 ولغاية 2009 منصب رئيس مديرية المفاوضات مع الفلسطينيين في عهد رئيس الوزراء الأسبق اولمرت وقد قرر اولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك تعيين ديكل بعد أن تسرح من الجيش الإسرائيلي برتبة عميد في منصب رئيس الدائرة ألاستراتجيه . إذ سبق له قبل ذلك وان شغل منصب مساعد رئيس الأركان للتسويات السياسية .من المعلوم انه يوجد منصب كهذا محفوظ للمسئول من جانب الجيش الإسرائيلي في مداولات المفاوضات ودوره ينحصر في تقديم رأيه في الزاوية الامنيه التي تعد بحسب رأي الخبراء الإسرائيليين جزء جوهري في مسالة التسويات السياسية ، سبق أن شغل ديكل رئيس قسم البحوث في سلاح الجو الإسرائيلي وممثل سلاح الجو في المباحثات على التسويات السياسية ، برأي ديكل أن أوسلو بدأ نهج مسيره ، وهو برأيه نهج التقدم مرحله اثر مرحله ،

 

وهذا الطريق لم ينجح ، أيهود اولمرت غير النهج وقال كفى الانشغال بالمسيرة ولننشغل بمسألة الإنهاء ، وهي مسألة التسوية الدائمة لنقرر ماذا نريد في التسوية الدائمة ، وعندها نرى كيف نصل إلى ذلك ، هناك فكرة قمة انابوليس ، البحث في التسوية الدائمة ، ومواصلة التقدم في ضوء خريطة الطريق ، وبرأي ديكل تم تشكيل 12 لجنة بحثت فيها مسائل تتعلق في مواضيع الاقتصاد ،البني التحتية ، جودة البيئة ، معابر الحدود ، نقل المياه ، مسائل قانونيه مختلفة مثل اتفاقات التسليم ، وموضوع السجناء الفلسطينيين ، وإحدى اللجان بحثت في ثقافة السلام ، في كل المواضيع بحسب ديكل تم التوصل إلى توافقات ، ونسقت عمل الطاقم تسيبي ليفني ، ودارت المفاوضات بشكل جدي ، وقد خلقت تلك المرحلة من المفاوضات نهج ايجابي في الغرف التي جرت فيها المفاوضات ، يصرح ديكل أن موضوع القدس لم يبحث في الطواقم ، وتم وضع القدس في النهاية على الطاولة ، اقترحت خطه من جانب اولمرت تخصيب المدينة حتى على مستوى أسماء الشوارع ، أساس خطة تقسيم القدس ، كانت الأحياء اليهودية تكون في الطرف الإسرائيلي ، والأحياء الفلسطينية في الطرف الفلسطيني ، وقد اقترحوا تقسيم البلدة القديمة وخلق جهاز بلديه مشتركه ، في الحوض التاريخي جرى الحديث عن مكانه خاصة تضم الحرم القدس ، جبل الزيتون ، جبل صهيون ومدينة داوود ، وتتم إدارة المنطقة من طرف ثالث ، حيث تقام قوه دوليه تستخدم لحفظ النظام في تلك المنطقة ، وتم الاقتراح قائد أمريكي ونائبان إسرائيلي وفلسطيني ، وبالنسبة للمسجد الأقصى تقرر أن تبقى الاداره في أيدي الأوقاف والسيطرة الامنيه في أيدي قوة دوليه ، من ناحية السيادة تقرر ألا يتقرر شئ ، يتهم ديكل الفلسطينيون بالهرب ، على حد قول ديغل أن الفلسطينيون لم يرغبوا في الوصول إلى اتفاق مع اولمرت ، برأي ديغل لا يرى احتمال للتوصل إلى تسويه دائمة ويقول الفوارق في المواضيع الجوهرية لم تتقلص من فترة المفاوضات في حكومة اولمرت حتى المفاوضات مع حكومة نتنياهو ،بل اتسعت ،ويقترح ديغل فحص إمكانية التسوية الانتقالية أو الخطوة الذاتية كما يطلق عليها بحسب تعبيره التسوية الدائمة تبقى الهدف النهائي ولكن يجب أن نقرر أننا سنغير الواقع على مراحل ، توجد لنا مصلحه إسرائيليه لإقامة دوله فلسطينيه في حدود مؤقتة وتثبيت حل الدولتين ، وبرأيه أن لا حاجه لتقرير الحدود بل فقط مبدأ الحدود وبرأيه أننا بالإمكان أن نقيم دوله للفلسطينيين بحدود 60 % من أراضي الضفة الغربية دون أن نخلي أي مستوطنه ،

 

وبرأيه أن مفاهيم أحادي الجانب وفك الارتباط هي غير شعبيه لكن ملزمون بخطوات أحاديه الجانب كخيار ذات صله ، إذ يقول نحن نعني بالتخطيط الاستراتيجي في محيط متغير ، ويخلص للقول أن الأساس هو الحفاظ على إسرائيل كدوله يهودية وديمقراطيه وتثبيت حل الدولتين بالنسبة لهذين المبدأين يوجد إجماع واسع ، وتوجد عليهما موافقة من رئيس الوزراء نتنياهو ومن ائتلافه ، وبرأيه أن التسوية الانتقالية ستتضمن ما هو جيد لإسرائيل وليس فيها أي ذكر لعودة اللاجئين الفلسطينيين ، لا تغيير في القدس ونحافظ على الكتل الاستيطانية في سيطرتنا ونقف على خط الجدار الأمني ونحافظ على وجود الجيش الإسرائيلي في غور الأردن ، ويرى أن الفكرة الإستراتجية الجديدة ، لنأخذ الأدوات بأيدينا ونصمم الواقع من دون التعلق بما يريده الطرف الآخر ، المراوحة في المكان سيئة ، وذلك لأنك تجمع فقط النقاط السلبية من دون أن تتقدم في تحقيق الأهداف مع أو بدون الطرف الثاني ،


ويواصل ديكل فيقول أن مسيرة فك الارتباط أحادية الجانب عن قطاع غزه لا تشبه خطوات تنفيذ اتفاق انتقالي أحادي الجانب في الضفة. أولا، لأنه لا يوجد إخلاء للمستوطنات. ثانيا، لأنه ستكون سيطرة إسرائيلية في غور الأردن. ‘نحن لا نفتح الحدود. نحن نمنع كل دخول لوسائل قتالية وأناس غير معنيين بدخولهم إلى الدولة الفلسطينية. مهما يكن من أمر فان حق الدفاع الذاتي محفوظ لنا وإذا كانت حاجة لعمل أمني في نطاقه، سنفعل ذلك’.بلا شك هذه هي خلاصة رؤيا المفاوض الإسرائيلي للسلام ، وهذه هي حدوده الدنيا فيما يرتئيه تنازلا ، لكن وبحقيقة الأمر هو حقوق مكتسبه للفلسطينيين لا يمكن للمفاوض الفلسطيني التنازل عنها أو القبول بأمر تسويات لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ضمن حدودها الجغرافية المعترف بها كما حددتها الأمم المتحدة ، نتنياهو يتنصل من عملية السلام كما سبق وان تنصلت منها كل الحكومات الاسرائيليه السابقة ، وان رؤيا المفاوض الإسرائيلي لن تتغير وستبقى عملية السلام تراوح مكانها طالما أن هذه هي رؤيا المفاوض الإسرائيلي للتسوية التي لن تقود للسلام ولن تؤدي لإنجاح المفاوضات التي ستبقى عبثيه في ظل العقلية الاسرائيليه