سجال بين القسام والسرايا و"الشاباك" يدخل على الخط..!

استشهاد المقاوم الفلسطيني محمد ربحي عاصي (24عاما) ، الذي قدم روحه فداء للوطن صباح اليوم ، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الاسرائيلي ، في قرية كفر نعمة غرب رام الله ، فتح باب واسع من السجال بيني حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، حول الهوية التنظيمية التي ينتمي إليها ، ففي حين نعت وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عبر موقعها الشهيد ، كانت في نفس الوقت تعلن سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي انتماء الشهيد الى صفوف كوادرها واتبعت ذلك في مؤتمر صحفي مساء اليوم ، عقد امام مقر الصليب الاحمر الدولي بغزة للتأكيد على انتمائه لسرايا القدس .

 

واوضحت سرايا القدس في المؤتمر ، ان الشهيد هو المسئول الأول والمباشر عن عملية تفجير باص اسرائيلي في تل أبيب والتي وقعت بتاريخ 21/11/2012 أثناء العدوان على قطاع غزة والتي أسفرت عن إصابة العشرات من الاسرائيليين وجاءت كرد أولي في العمق الاسرائيلي على.

 

وأضافت، أن الشهيد كان قد اعتقل في سجون الاحتلال أربع مرات، ما مجموعه أربعة سنوات ونصف، وكان آخر اعتقال له بتاريخ 16/01/2012 وأفرج عنه بتاريخ 24/09/2012، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية لفترة بسيطة بعد تحرره الأخير من سجون الاحتلال.

 

وبينت أن شقيق الشهيد  التوأم فؤاد رباح عاصي اعتقل مؤخراً بتاريخ 21/11/2012 لدى قوات الاحتلال بهدف الضغط على شقيقه الشهيد (محمد عاصي) لتسليم نفسه .

 

وقالت السرايا، إنه" عقب العملية البطولية في تل أبيب تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني من اعتقال مجموعة من الإخوة ممن تربطهم علاقة بالعملية البطولية بالإضافة إلى الكثير من أبناء وأنصار الحركة في بلدة (بيت لقيا)، وأعلنت عن الأخ الشهيد (محمد رباح عاصي) المطلوب الأول لها على مستوى الضفة الغربية لمسئوليته المباشرة عن العملية البطولية في تل أبيب".

 

وأكدت السرايا، أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن العملية في تل أبيب في ذلك الحين لدواع أمنية ، مشدده على مواصلة خيار الجهاد والمقاومة، الخيار الأمثل والوحيد حتى طرد الاحتلال من آخر شبر من فلسطين.

 

القسام تعلن تفاصيل العملية وتتبنى الشهيد..

كتائب القسام اعلنت كذلك تبنيها بشكل كامل الشهيد محمد ابو عاصي، وجاء في بيان نشرته الكتائب على موقعها سرد لتفاصيل عملية تفجير حافلة اسرائيلية في تل ابيب ، خلال معركة "حجارة السجيل" في اشارة الى العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة .

 

وحسب بيان الكتائب ، "فإن من نفذ هذه العملية هي خلية قسامية مكونة من الأسير القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية) والشهيد القسامي محمد رباح عاصي وهما من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، والأسير القسامي محمد عبد الغفار مفارجة من سكان مدينة الطيبة."

 

ووفقا للبيان "فإن للخلية عدة أنشطة قبل معركة حجارة السجيل، كان آخرها الدخول إلى مجمع داخل مستوطنة "شاعر بنيامين" بين رام الله والقدس، حيث تسلل القساميان أحمد موسى ومحمد عاصي متنكرَيْن بزي مستوطنين، ولكن العملية لم تنفذ نظراً للظروف الأمنية الصعبة في المكان، وخلال عودة الاثنين من المستوطنة سمعا بنبأ اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري فأقسما على الانتقام."

 

وأضاف بيان كتائب القسام ، "وبعد أيام قام الأسير القسامي أحمد موسى بتصنيع العبوة الناسفة التي تزن 17 كجم وتعمل بتقنية التفجير عن بعد، وكان الشهيد محمد عاصي موجوداً برفقة الأسير أحمد لحظة تصنيع العبوة، ويوم تنفيذ العملية تم نقل الأسير القسامي محمد مفارجة وبصحبته العبوة الناسفة مخبأة داخل حقيبة بواسطة سيارة الشهيد محمد عاصي إلى نقطة معينة، ليستقل بعدها مفارجة سيارة أخرى وينتقل من منطقة موديعين إلى (تل أبيب) وتم ذلك من الساعة 09:00 وحتى الساعة 11:50 لحظة نزول مفارجة من الحافلة رقم 142 التابعة لشركة دان بعد وضع الحقيبة المفخخة داخلها، وفي تمام الساعة 12:00 ظهراً قام قائد الخلية أحمد موسى بتفعيل العبوة، مما أدى إلى وقوع الإصابات والأضرار في صفوف الصهاينة، وقد اعتقل على إثر العملية كل من المجاهدين أحمد موسى ومحمد مفارجة، فيما بقي المجاهد محمد عاصي مطارداً على إثر ذلك."

 

وتابع:" وفيما يتعلق بالشهيد محمد عاصي فقد انضم إلى صفوف كتائب القسام عام 2011م، بعد أن جنده الأسير القسامي أحمد موسى، وقد قام أحمد موسى بتدريبه على التفجير عن بعد وإطلاق النار، وزار برفقته عدة مواقع للاحتلال في الخليل وأريحا وسنجل، وقاما بعملية استطلاعية لمستوطنة "كريات أربع" في الخليل، وقد كان من المقرر أن يقوم الشهيد محمد عاصي بتنفيذ عملية إطلاق نار على قوات الاحتلال في منطقة سنجل عقب عملية (تل أبيب)، إلا أن ظروف مطاردته عقب العملية مباشرةً صعبت من المهمة، وقد بقى محمد مطارداً للاحتلال وأصبح من أبرز المطلوبين لها لا سيما بعد اعتقال أفراد خليته، وكانت خاتمته المشرفة صباح اليوم الثلاثاء 22/10/2013م، بعد أن أوى إلى أحد الكهوف بين قريتي كفر نعمة ونعلين قرب رام الله، واشتبك مع قوات الاحتلال من الساعة 03:30 وحتى الساعة 06:00 صباحاً حين كانت لحظة الشهادة التي لطالما تمناها."

 

وختم البيان " وإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ نعلن اليوم مسئوليتنا الكاملة عن عملية (تل أبيب) البطولية لنؤكد أننا آثرنا عدم الإعلان عنها حتى اليوم حفاظاً على سلامة مجاهدينا، وقد آن لنا اليوم أن نعلن عنها بعد استشهاد آخر من بقي حراً من أعضاء الخلية التي نفذتها، وإننا نهديها إلى أرواح شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم الشهيد القائد أحمد الجعبري، ونعاهد شهداءنا وأسرانا وأبناء شعبنا أن نواصل درب الجهاد والمقاومة حتى تحرير الإنسان والأرض والمقدسات ".

 

وكالة "سهم" الاخبارية على ذمتها ، كانت قد نشرت على موقعها خبرا بعنوان (قائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية يبايع حماس على الولاء والطاعة وينضم لصفوفهم ) .

 

ويكشف الخبر جزء من المشهد الملتبس حول هوية الشهيد التنظيمية ، وجاء بالخبر ، "على خلفية الأحداث الدراماتيكية في سوريا والتي ألقت بظلالها على الأوضاع في الضفة الغربية وسكانها علم مراسلونا المقربين من حركة حماس بالضفة الغربية بأن قائد الجناح العسكري لمنظمة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الشيخ محمد رباح عاصي قد أقدم على مبايعة حماس واعطا لها الولاء والطاعة وانتقل إلى صفوفها بدلاً من العمل تحت راية الجهاد الإسلامي ، والشيخ محمد عاصي كان هو المسئول الأول عن العملية الجهادية التي استهدفت تفجير الباص في قلب تل أبيب خلال شهر تشرين الثاني لعام 2012 أثناء حرب سجيل التي نشبت بين إسرائيل والتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزه وكان يشاركه العملية والإشراف عليها أحد نشطاء حركة حماس يدعى أحمد موسى، في حينها " .

 

ويقول نشطاء من حركة حماس ، حسب (وكالة سهم الاخبارية ) ، إن" إقدام محمد عاصي على هذه الخطوة جاء احتجاجاً وغضباً على سياسة تنظيم الجهاد الإسلامي المؤيد للنظام السوري وبشار الأسد التي تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري، ويؤكدون أن ما اغضب عاصي إلى ابعد الحدود هو عدم الرد الفعلي من قبل تنظيم الجهاد الإسلامي في الخارج والداخل على مايحدث من المجازر البشعة والتي كان أخرها مجزرة الكيماوي التي حصدت أرواح المئات من الأطفال والشيوخ والنساء من الأبرياء ، وهذا ماعزز الانطباع بداخل الشيخ محمد عاصي".

 

كما وتؤكد عناصر حماس التي تحدث معها مراسلين( سهم ) حول الشيخ عاصي ، بأنه قد رفض رفضاً قاطعاً محاولات الجهاد الإسلامي لتبني العملية التفجيرية ضد باص الركاب في تل أبيب قائلاً إن كل محاولته قبل تنفيذ العملية من أجل الحصول على تمويل لها لم تجد الأذان الصاغية من قادة الجهاد الإسلامي لهذا رفض أن يعطيهم شرف الإعلان عن العملية."

 

"الشاباك" الاسرائيلي يدخل على الخط ..

افيخاي ادرعي الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي كتب على صفحته الخاصة بموقع "الفيس بوك "، ان " عاصي يعتبر احد كوادر الجهاد الاسلامي وهو من مدبري عملية تل ابيب العام الماضي والتي اسفرت عن جرح عشرات من المدنيين ."

 

فيما نشر جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" تفاصيل عن هوية الشهيد عاصي، حيث يتهمه بأنه أحد مخططي عملية الحافلة في تل أبيب التي تمت خلال حرب الأيام الثمانية قبل حوالي عام، حيث أُصيب 29 إسرائيلياً بجروح.

 

وحسب "الشاباك"، فقد اعتقل عاصي في الماضي عدة مرات، وقام الجهاز بعد الإفراج عنه بملاحقته وخلال عملية مطاردته الليلة الماضية اعتقل اثنين آخرين مساعدين له، فيما اشتبك (عاصي) مع قوات الجيش ولم يصب أحد من الجنود الإسرائيليين.

 

وفي تفاصيل الاشتباك، فقد شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات ليلية في قرية نعمة، حيث قامت قوات إسرائيلية خاصة بالوصول ليلاً للقرية القريبة من بلدة بلعين لاعتقال المقاومين، فحاول أحدهما الفرار وتم اعتقاله بعد مطاردته من قبل الجنود، أما رفيقه (عاصي) فقد فرَ إلى داخل مغارة قريبة من القرية، وتبادل إطلاق النار مع الجنود الذي طوقوه لمدة ساعات واستشهد لاحقاً.

 

واحتجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي جثة الشهيد عاصي لعدة ساعات قبل ان تسلمها الى ذويه ، حيث ترقد الآن في مجمع فلسطين الطبي برام الله، وتنتظر أن توارى الثرى بعد ظهر يوم غد الأربعاء.

 

ويقول عصام عاصي ابن عم الشهيد الذي اكد بانه منظم بحركة الجهاد الإسلامي، بأنهم لم يشاهدوه منذ طارده الاحتلال قبل 11 شهراً، وأن كل أسبوعين كان الجيش الإسرائيلي يداهم منزل عائلة محمد في قريته بيت لقيا، وتفاجئوا بنبأ محاصرته بين بلعين وكفر نعمة صباح اليوم.

 

ويضيف عصام بأن "قراءة القرآن وملازمة المسجد وأمنية الشهادة كان كل ما يحلم به الشهيد محمد التي نالها صباح اليوم، وأن علاقته ببقية أبناء البلدة مبنية على الحب والاحترام ويكره السوء للجميع، موضحاً بأنه أحب لقاء ربه فعاش شجاعاً ومات شجاعاً وخلدت ذكراه للأبد".

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -