كيري وحماس واتفاق السلام القادم

نشهد جهدا أمريكيا حثيثا للوصول لاتفاق سلام بين السلطة والاحتلال (الإسرائيلي)، بتشجيع من جون كيري شخصيا، ويطمح كيري من وراء إصراره على دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وتداعبه أحلام الحصول على جائزة نوبل للسلام.

ورؤية كيري لأي اتفاق قادم تتمثل في أن يبقى الحال على ما هو عليه من سيطرة أمنية (إسرائيلية) على الضفة الغربية، مع قليل من الانجازات الاقتصادية للفلسطينيين. ويطمح أيضا لترتيب منطقة الشرق الأوسط على أساس مجموعة دول طفيلية متعددة الأعراق والطوائف، تكون (إسرائيل) عضوا طبيعيا ومركزيا فيها.

ويعلم كيري أن قبول (إسرائيل) لن يكون إلا من خلال اتفاق سلام تُسوقه الأنظمة العربية لشعوبها كما سوقت أوسلو قبل ذلك.

الحكومة (الإسرائيلية) لديها خطة واضحة تقوم على الاحتفاظ بالمستوطنات الرئيسية والكبيرة في الضفة، وضم غور الأردن 23% من مساحة الضفة، وتوحيد القدس كعاصمة (إسرائيلية)، مع نزع اعتراف فلسطيني جديد بيهودية الدولة، مما سيشكل تهديدا لأكثر من مليون فلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 48.

تقلصت مطالب سلطة الضفة وانحصرت في الحفاظ على كينونتها وامتيازات قادتها ورواتب موظفيها، بعدما وضعت بيضها في سلة المشروع الأمريكي، وقدمت التزاماتها الأمنية كاملة قبل ان تبدأ المفاوضات.

يدرك كيري أن السلطة لا تمتلك رؤية أو هدفا تسعى إليه، وهي مستسلمة للواقع (الإسرائيلي) والأمريكي، وتقوم بلعب دور الكومبارس في مشهد الترتيبات والاتفاقات القادمة، لهذا لا نتوقع منها انسحابا من المفاوضات أو تعليقها وإعلان فشلها، فهي لا تملك إلا أن تعطي الفرصة للاحتلال ليكمل مشاريعه التهويدية والاستيطانية.

الانقسام الفلسطيني عامل مساعد للاحتلال في إكمال خطته، لهذا هناك فيتو أمريكي (إسرائيلي) على المصالحة، ونتنياهو خير عباس صراحة بين (إسرائيل) وحماس، وللأسف كل المؤشرات تقول أن الرئيس أبو مازن لا يمتلك قرار الاستجابة لمبادرات رئيس الوزراء إسماعيل هنية.

وجود حركة حماس من أهم العقبات في وجه أي اتفاق مع الاحتلال، والسؤال المطروح في أروقة صناعة القرار الامريكي عن مدى مقدرة حماس التأثير على أي مشروع سياسي قادم؟! وما هو دورها وإمكانية إشراكها؟ ومدى تقبلها وردة فعلها؟ وما هي الطريقة المناسبة للتعامل معها؟ في السابق وقفت حركة حماس في وجه تسوية القضية عبر عملياتها الاستشهادية التي فجرها المهندس يحيى عياش رحمه الله.

حركة حماس اليوم بصفتها رأس حربة المقاومة الفلسطينية قادرة إن امتلكت الجرأة والمبادأة ان تعرقل أي اتفاق قادم، ومحاولات إبعاد حماس وإشغالها بالحصار المصري سيبوء بالفشل، فجبهة غزة على حافة بركان تمتلك مفاتيح إخماده وتفجيره كتائب القسام.

-- 

إبراهيم محسن المدهون  - غزة فلسطين

رئيس تحرير موقع سراج للإعلام

كاتب في صحيفة الرسالة 

رقم الهاتف:0599130138