بورما واليرموك

منذ أكثر من 170 يوماً ونحن نسمع صرخات الأنين تعلوا وتعلوا لشعبٍ اعزل ,,, لشعبٍ ضيف على ارضٍ ليست أرضه ,,, لشعبٍ كرر قادته باستمرار بأنهم ضيوف وليسوا خصوم ,,, لشعبٍ كُتِبَ على جبينه الشقاء إلى يوم الحساب ,,, لشعبٍ قدم وضحى ومازال على درب التضحية يسير,,, لشعبٍ لم يستطع أن يتحرر من أيدي اللذين كانوا ومازالوا يتمسكون به كورقةٍ رابحةٍ لهم ,,, أولئك اللذين يدعون الإسلام والعروبة , ويتغنون ليل نهار بالقومية العربية, آه وآه و آه عليك يا شعبي في اليرموك , آه وآه و آه على شعبي المنكوب , أمكتوبٌ عليك أن تُمدِّدَ أحلامك , دون الوصول لدرجة العيش بكرامة , أم أنك أصبحت كالمسلمون اللذين يُذَّبَحون ليل نهار في بورما على أيدي البوذيين دون رقيب ولا حسيب , في دنيا يحكمها من يتغنون بالديمقراطية ويدعون بأنهم حماة لحقوق الإنسان , أمثال أمريكا والغرب , أين هم من مذابح بورما واليرموك ؟
إن هذا لخير دليل على استهداف المسلمين عامة و الفلسطينيون خاصة أينما كانوا, فهو مخطط ممنهج للتصفية والتطهير العرقي من أعداء الأمة الإسلامية , وان الطامة الكبرى والمفارقة العجيبة مابين بورما واليرموك, أن بورما تصفيتها على أيدي عباد الأصنام , والأخطر منهم أولئك اللذين يدعون الإسلام هم مجرمي اليرموك في سوريا , كل يوم نصبح و نمسي على أخبار قتل وتدمير وتجويع , لأهلنا في اليرموك , فهم بين مطرقة قوات النظام وسندان من يدعون بأنهم ثورا وأحرار, والطرفين يقايضون على شعبي الضيف المؤقت لديهم المخطوف من قبلهم فهل هذه هي آداب إكرام الضيوف ؟! وهل هذه هي شيم الرجال؟!
زمن عجيب والأعجب والأخطر أننا نواجه تصفية مبرمجة لأبناء شعبنا الفلسطيني أينما كان , وبشتى مستوياته السياسية والشعبية فمنذ أيام قليلة استهدف سفير دولتنا في تشيك جمال الجمل, وخرجت طواقم التحقيق بإفادة أن سبب قتلة انفجار خزنة بالسفارة أساء المغدور فتحها وهي مؤمنه , ونحن ننتظر سماع أسباب تجويع وقتل وتهجير شعبنا في اليرموك فهل أساء أيضاً شعبنا الضيف في فتح خزانات مفخخة في سوريا أم ماذا؟!
فيوماً بعد يوم تزيد المعاناة وتزيد دون حلول , وأصبح التفاوض مع من يمانعون تفاوضنا مع إسرائيل ويتهموننا على الدوام بالتواطؤ والتهاون , من أبناء جلدتنا العرب والمسلمين في سوريا يفشلون جولات التفاوض والحوار فيما بيننا , على كيفية تأمين رغيف خبز لأبنائنا الضيوف على أرضهم , فنحن لا نفاوض على استقطاع جغرافيا من أراضيهم لإقامة كيان لنا عليها , نحن نفاوض لإدخال قطرة ماءٍ لشعبٍ يموت ويترمل كل لحظة دون مبرر, فقط لأنه فلسطيني ويجب عليه دفع الضريبة أينما كان , أفلا يكفينا بطش الاحتلال؟
فكفى للصمت و إضاعة الزمن هباءً من بين أيدينا فسيأتي يوماً لا نستطيع فعل شيء به , ولنعي هذا الاستهداف المنظم لأبناء شعبنا في الداخل والخارج , ولنرص الصفوف دون نقاش وجدل , ولتتكاثف الجهود في إنقاذ شعبنا في اليرموك وبشتى الوسائل دون استثناء. فما تلك المخططات إلا سلسلة لها علاقة وثيقة في إنهاء ملف حق العودة للاجئين الفلسطينيين , متزامن مع استحقاق تفاوضي مصيري مع إسرائيل , فما شهده أهلنا الفلسطينيون في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول , من تشريد وقتل وتدمير وطرد وتهجير لدول القارة الأوروبية , خير دليل على تصفية قضية اللاجئين وحق العودة , وبمشاركة أيادي متعاونة مع إسرائيل بطريقة غير علنية , فاحذروا واستيقظوا يا أبناء وقادة شعبي , وكفانا انقسام وانجرار خلف أهدافنا الحزبية الضيقة , ففلسطين وشعبها اكبر من كل الحركات و الأحزاب , ففلسطين هي الوعاء الأكبر للجميع , فكفانا إضاعة للوقت فنحن لم ولن نستطيع إيقاف آلة الزمان , والتاريخ لا يرحم , فلنسطر ذكريات البطولة والشجاعة, ولنتحد ونخطط وننفذ ما يجب تنفيذه بطرق سليمة , عسى أن نكون سبب من أسباب إنقاذ المسلمين في بورما وسوريا أعانهم الله على ما أصابهم , فنحن وهم وحدنا ولا احد معنا إلا الله , فلنعتصم بحبله فهو حبل النجاة لنا جميعاً وكفى للفراق فيما بينن


بقلم الباحث:فادي محمود صيدم 6/1/2014م

ا. [email protected]