فلتسقط الشرعية التي تجعل من المجرم ضحية !!

منذ طفولتي وانا استمع لمصطلح الشرعية الدولية دون ان ادرك معناه , ففي كل ازمة كانت تحل في هذا العالم يدخل الساسة العالمين في سباق التغني بهذا المصطلح الذي لايصل له مستوى ادراكي في حينها, فكنت دوما اربطها بمصطلح الشريعة التي ناخذها في دروسنا المدرسية وانها هي اساس التشريع فاعتقدت لوهله انها التشريع الذي ينظم حياة البشر على هذه الأرض فعندما اعتقدت ان عقلي استوعب معنى هذا المصطلح داهمتني اسئلة عديدة اثارت الحيرة لدي ومنها من الذي شرع هذه التشريعات العالمية؟؟ ومن يملك الحق في ان يشرع حياة البشر ؟ وهل هو تشريع انزل من خالق البشر ؟ ام هو تشريع البشر لحياة البشر ؟!

ليس هناك عاقل على هذه الأرض يرفض ان تكون هناك قوانين وتشريعات تنظم حياة البشرية واسلوب عيشهم وليس هناك عاقل أيضاً يقبل في ان تشرع هذه التشريعات بناءاً على اسس وقواعد غير عادلة تنصف القوي وتظلم الضعيف , وهنا يتوجب علينا ان نقف على أزمات كثيره حدثت على ارض امتنا لنحكم بانفسنا مدى عدالة القوانين والتشريعات العالمية وهل هي منصفة لنا وتقوم على اساس عادل ام هي جائرة في حقنا لنحدد موقفنا منها وبكل وضوح .

فإحتلال الوطن العربي وتقسيمة الى اجزاء متناثره هنا وهناك ونهب ثرواته كان ايضاً بإسم الشرعية الدولية , وكذلك تم شرعنة الإحتلال تحت مسميات عديدة كالإنتداب والوصاية وغيرها الكثير من المصطلحات التي تعني في جوهرها الإحتلال بإسم الشرعية الدولية , واقتطاع العديد من المساحات من ارض امتنا العربية و الإستئثار بها بإسم الشرعية الدولية , فأين هي الشرعية الدولية من اقتطاع لواء الإسكندرونا من قبل تركيا واين هي من إحتلال الأحواز وفلسطين والعراق والجزر العربية في الإمارات والجزر العربية بالمغرب؟ , اليس حقاً علينا ان نتسائل اين هي من حقوقنا المببده والمنهوبة؟

فالشرعية الدولية لا نعرفها نحن العرب الا عند تذوق عقوباتها ومرارها, وكأنها السوط الذي وجد لجلدنا والسيف المسلط على رقابنا .

لقد خسرنا الكثير من الأرواح باسم هذه الشرعية فقد حوصر العراق و أزهقت ارواح ما يزيد عن مليون ونصف المليون طفل عراقي وحوصر أكثر من 35 مليون شخص لمجرد ادعاءات كاذبه تحت ستار الشرعية الدولية , وشرعت أيضاً قتل الفلسطنيين بالأسلحة المحرمة دوليا وغضت بصرها وأبكمت واصمت نفسها عن حصار وتشتيت شعب باكملة لتحول مدنه وقراه الى سجون كبيره , فقد شهدت شوارعنا واحيائنا التنكيل بالأسرى والجرحى والإغتيالات اليومية المتواصلة واعتقال الاطفال وانتهاك حقوقهم على مرأى ومسمع من العالم دون ان تحرك تلك الشرعية ساكن سوى الشجب والإستنكار والتوعد للمجني عليه إن علا صوت انينه وتلوعه من الألم , فالسؤال عن الشرعية الدولية هو من باب التندر و الإستنكار وليس اكثر , فكيف لنا ان نشتكي الخصم اذا كان هو ذاته الحكم !!!

ففي أحد اللقائات المقتضبة التي اتيح اجرائها لأحد الصحفين المصريين مع السيناتور الأمريكي جون ماكين توجه اليه بسؤال عن من الذي اعطى وسمح للولايات المتحدة الأمريكية ان تتدخل في شؤون كل دول العالم وأن تنكر هذا وتعترف بذاك , ولماذا لاتمتلك مصر الحق بتوجيه جيشها وطائراتها لضرب الولايات المتحدة الأمريكية والتدخل في شؤونها الداخلية كما تفعل الولايات المتحدة مع دول العالم الأخرى؟؟!! , فكانت الإجابة بصمت قليل مع ابتسامة ساخرة لتتبعها اجابة مختصرة مصحوبة بذات الإبتسامة بإعتذار السيناتور الأمريكي جون ماكين عن الإجابة على السؤال لأنه يدعوا للسخرية !!! , فعلا ان هكذا سؤال يدعوا للسخرية فأين نحن من هذا العالم ومن هذه الشرعية؟ اما اّن لنا ان نفهم الواجبات المناطه بنا بحسب هذه الشرعية كي نحمل انفسنا الوزر الأكبر بتلويث سيوف من يقتلونا بدمائنا؟!!!