حولت وسائل الاعلام الاسرائيلية السفاح أرئيئل شارون وقيصرها المجرم الى بطل اسرائيل القومي وحامي حدودها من الارهاب الذي حافظ على حدودها من أي اعتداء، وابرز كبار الصحافيين الاسرائيليين انسانية شارون العظيمة وميزاته الشخصية وروحه الفكاهيه التي كان يتمتع بها، وحبه للطعام خاصة اللحوم. وتغنى كثر من هؤلاء الصحافيين من اليسار واليمين بما قام بالملك شارون من خدمات جليلة لإسرائيل، وتناسوا عن عمد الجرائم التي ارتكبها بحق الفلسطينيين، وما سببه من حرج لإسرائيل بجرائمه ورعونته وغطرسته.
و مع ان الجميع في اسرائيل كان يتحدث في السابق عن توريطه لإسرائيل في الحرب على لبنان عام 1982، وتضليله رئيس حكومته مناحيم بيغن التي أرادها توغلاً لأربعين كلم ولمدة 48 ساعة، امتدت حتى بيروت وطالت 18 عاماً، وكلفت إسرائيل أكثر من ألف جندي قتيل وشارون نفسه خسارة منصب وزير الدفاع في أعقاب تحميله مسؤولية مباشرة عن مجزرة صبرا وشاتيلا.
شارون كان صقراً متطرفاً وكان "أبو الاستيطان" في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسبب في اندلاع الانتفاضة الثانية الاقصى، وتمسك بمواقف متشددة تدعو إلى إقامة الدولة الفلسطينية في الأردن، وضم الضفة الغربية الى إسرائيل.
وهو من نفذ مذبحة قبيه في العام 1953، وراح ضحيتها 69 فلسـطينيا وهدم 41 منزلا، ومجزرة قطاع غزة في العام 1970، وقمعه انتفاضة الاقصى، و إعادة احتلال الضفة الغربية في العام 2002، و ما عرف بعملية السور الواقي، وحصار الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ونفذ خلالها جرائم بحق المدنيين خاصة في جنين، وهو من وضع حجر الاساس لسياسة الاغتيالات التي طاولت عدداً كبيراً من القياديين الفلسطينيين منهم الشهيد ابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين.
هذا هو السفاح شارون التي عمدت الصحافة الاسرائيلية الى الابتعاد عن الحديث عن الجرائم والمذابح التي ارتكبها، لكن الناس في قطاع غزة ما زالوا يتذكرون جرائم شارون في قطاع غزة، سواء عندما كان قائداً للمنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي من 1969 الى 1973، وعندما كلفه وزير الدفاع الصهيوني آنذاك موشي ديان "ضبط الوضع في غزة"، وذلك في العام 1970، أو في فترة توليه رئاسة الحكومة ما يين الاعوام 2001، 2006، وارتكابه جرائم لمواجهة العمل الفدائي.
وقام بترحيل ألاف العائلات الفلسطينية والبدوية الى سيناء، و طرد اهل الاطفال الذين يرمون الحجارة الى الصحراء، ومعهم قطرة ماء ورغيف خبز فقط لا غير.
و في بدايات السبعينيات من القرن الماضي نفذ شارون عملية تطهير في مخيمات قطاع غزة، وابتدع أسلوب هدم البيوت بشكل واسع وإنشاء "اوتوسترادات" شوارع عريضة في مخيمات قطاع غزة، بقصد عزل أحيائها للقضاء على العمل الفدائي والتمكن من التحكم فيها.
إلى أن وصل الى أعلي سلطة في الدولة العبرية لتصبح إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يحكمها سفاح، و هذا ما قام به في فترة ولايته رئيساً للوزراء الممتدة من العام 2001 لغاية العام 2006، و ارتكابه جرائم في مخيم رفح تحت مسميات مختلفة منها الحل الجذري في الاعوام 2001، و 2002، 2003، وهدم ألاف المنازل الواقعة على الشريط الحدودي، وقتل المئات من الفلسطينيين.
وكانت اخطر عملية عسكرية نفذت في مخيمات رفح تحت مسمى قوس قزح وامتدت من 12 الى 24 مايو/ ايار 2004، حيث استشهد 58 فلسطينيا منهم 12 طفل، وإصابة 200 فلسطيني نصفهم من الاطفال، وهدم 532 منزل منها 261 كلي تأوي 7000 ألاف انسان.
هذا شارون الذي وصفه اكثر من مسؤول وصحافي اسرائيلي بأنه كان موضع خلاف، لكن مساهمته لأمن إسرائيل وحدودها فوق كل خلاف، فقد اكتشف كل هؤلاء هويته الاجرامية بالحديث عن مناقب شارون الانسانية، وانه يمثلهم جميعا حتى وان اخطأ من وجهة نظرهم، فهو لم يرتكب جرائم ولم يورط اسرائيل اخلاقيا وإعلاميا، انما هو بطل قومي بالنسبة لهم، وهو من حقق لهم طموحاتهم، وقام بالجرائم التي ربما ارتكبوها مثله، وان كان هو اكثر وقاحة وعنفا وإجراماً منهم، طالما ان الضحية هو عربي فلسطيني.
[email protected]
mustaf2.wordpress.com
12/1/2014