قال نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو احمد فؤاد إن"من مصلحتنا كشعب فلسطيني أن تبقى سورية موحدة و قوية و ممانعة و مقاومة للاحتلال الاسرائيلي" معتبرا بان التدخل الخارجي هو الذي أدى إلى هذه المأساة التي أصابت سورية "وتهدف إلى تدميرها كدولة و كمجتمع".
ورجح احمد فؤاد في حوار صحفي تنشر "وكالة قدس نت للأنباء" نصه كاملا، بأن الأمور في سورية" ذاهبة باتجاه بقاء سورية موحدة و قوية و داعمة للقضايا العربية العادلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية ".
وقال "إن موازين القوى في المشهد الدولي راهنا ، تدفع باتجاه خيار الحل السياسي للأزمة في سورية "، و رأى بأن ما طرح من قبل الوفد الرسمي السوري في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف2 يمهد لان ينفتح المجال لقوى المعارضة الوطنية السورية أن تدخل في هذا المسار و تدافع عن سورية و وحدتها و استقلالها .
وعلى صعيد المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية المقيم في دمشق، "أنها (المفاوضات) و التسوية السياسية وصلتا إلى طريق مسدود ، محذرا من خطة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية .
وأشار إلى احتمال فرض طروحات من نوع اتفاق إطار و ما شابه ذلك تصب كلها في مصلحة الاحتلال و"علينا جميعا مواجهتها " ، داعيا إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال، و متوقعا اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة .
وفيما دعا إلى انجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن أكد أبو أحمد فؤاد ، أن أزمة مخيم اليرموك آيلة إلى الحل ، مشيرا إلى أن عامل الوقت ليس في مصلحة الميليشيات المسلحة .
تاليا نص الحوار :
-1عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤخرا مؤتمرا عاما جديدا لها أفضى الى تغييرات في بعض مؤسساتها ، و تم انتخابكم نائبا للأمين العام للجبهة . غير أن ما جرى وصفه البعض بالانقلاب الأبيض في ظل متغيرات المنطقة . كيف ترد على ذلك ؟
- هذه أول مرة أسمع مثل هذا الطرح منك اذ لم يحصل أي سوء فهم لما جرى داخل الجبهة ، لأن موضوع المؤتمر كان ضاغطا و تأخرنا كثيرا في عقده ، خاصة و ان المؤتمر السادس قد مضى عليه نحو ثلاثة عشر عاما في حين أن مؤتمرنا حسب النظام الداخلي ، يجب أن ينعقد كل خمسة أعوام .لكن الظروف و التطورات التي شهدتها المنطقة بشكل عام و الساحة الفلسطينية بشكل خاص خلقت ارباكا لدينا وعند الجميع فيما يتعلق باعادة عقد المؤتمرات ،و اعطاء جهد لهذا الموضوع الديمقراطي و يجب أن يتم في المواعيد المحددة حسب اللوائح و الانظمة الداخلية لكل تنظيم .. نحن دون أدنى شك تأخرنا في عقد المؤتمر و هذا ترك أثرا سلبيا على بنيتنا الداخلية و لدى الرأي العام داخل الجبهة ، لأن مؤتمراتنا قد تفرز نتائج قد ينظر لها البعض أنها مفاجئة أو أنها غريبة عما يجري لدى التنظيمات الاخرى .. نحن مؤتمراتنا مرهقة لسبب رئيسي هو أن الجميع يجب أن يدلي بدلوه في المسائل السياسية و التنظيمية ، و أيضا في المسائل المتعلقة بالانتخابات و تشكيل الهيئات القيادية المختلفة و بالتالي تأخذ منا وقتا طويلا ، لأن الجبهة مطاردة أمنيا خاصة في الضفة الغربية و أيضا في الخارج لأنها ما زالت على قائمة الارهاب .و الكل يعرف أننا بالضفة العربية نعاني من الاعتقالات و المطاردة باستمرار من قبل العدو الصهيوني بشكل رئيسي و أحيانا من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية تحت مبررات غير مقنعة و غير مقبولة على الاطلاق . لكن في كل الحالات تمكنا من عقد المؤتمر العام السابع للجبهة بصعوبة داخل و خارج فلسطين المحتلة .
أما حول النقطة الاخيرة في سؤالك يمكنني القول ان تخلي بعض القادة عن مناصبهم أمر طبيعي في التنظيمات الديمقراطية ، لكنهم يبقون أعضاء في الجبهة وما فعلوه كان بمحض ارادتهم لاسباب تتعلق بهم و لم يفرض عليهم و بالتالي جاء المؤتمر لينتخب قيادات جديدة .
-2 و لكن هناك من يعتقد ان ترك السيد عبد الرحيم ملوح لمنصب نائب الامين العام كان نتيجة خلافات داخل الجبهة ازاء التعاطي مع القضايا السياسية ذات الارتباط الوثيق بالقضية الفلسطينية و المواقف منها ؟
- الرفيق عبد الرحيم ملوح مناضل و قائد تاريخي داخل الجبهة و هو منذ عدة سنوات قدم طلبا للهيئات القيادية بأن يعفى من موقعه كنائب أمين عام و ليس أن يخرج من صفوف الجبهة ، و المكتب السياسي و اللجنة المركزية تمنيا عليه الانتظار حتى عقد المؤتمر العام للجبهة غير أنه بقي مصرا على طلبه و رأى أن يكون هذا الموقع لرفيق اخر بعد هذه السنوات الطوال في مهمته .و تم قبول اعتذاره دون أي حساسيات او مشاكل داخلية و هذا الامر حسمه المؤتمر العام . و الهيئات المركزية أبقت الرفيق ملوح ممثلا للجبهة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .
3-ما المغزى من نقل منصب نائب الامين العام للجبهة الى خارج الارض المحتلة ؟
- كما ذكرت انفا ان الجبهة مستهدفة كما هو حال عدد من الفصائل الفلسطينية .و الرفيق ملوح عندما كان نائبا للامين العام اعتقل من قبل سلطات الاحتلال لمدة تزيد على خمس سنوات و هذا دليل واضح على أن أي شخص في موقع قيادي بالجبهة مهدد باستمرار ليس فقط بالاعتقال و لكن ربما بالاغتيال ،و اكثر من ذلك بتعطيل كل امكانياته فيما يتعلق بالسفر أو بالعمل أو بمهماته خاصة موقع أمين عام أو نائب أمين عام .و الجميع يعرف أن الامين العام للجبهة أحمد سعدات و عددا من أعضاء اللجنة المركزية العام للجبهة هم قيد الاعتقال في سجون العدو منذ نحو اثني عشر عاما ، و قسم منهم حكم عليه بعدة مؤبدات و الرفيق سعدات صدر حكم بحقه مدة ثلاثين عاما .كما ان كل الرفاق الذين كانوا بالهيئات القيادية للجبهة اعتقلوا من قبل العدو الصهيوني بعد اتفاق أوسلو، و هناك من هو مطارد حتى الان .هذه بعض الحيثيات ، و لكن نحن في الجبهة الشعبية دائما نأخذ بخط التغيير في المواقع للهيئات القيادية و لدينا نص في النظام الداخلي يدعو الى التجديد باستمرار في كل مؤتمر أقله خمسة و عشرون بالمئة ، لكننا في هذا المؤتمر وصلنا الى ما يزيد على ستين بالمئة على صعيد التجديد في اللجنة المركزية و المكتب السياسي .
4 -هذا يقودنا الى دور الجبهة الشعبية اليوم على صعيد المقاومة بمختلف أشكالها و في المقدمة منها الكفاح المسلح في ظل المتغيرات الراهنة فلسطينيا و عربيا و دوليا .. كيف قيم مؤتمركم ذلك؟
- أكد المؤتمر الوطني على الثوابت السابقة خاصة فيما يتعلق بالاهداف الاستراتيجية و الاخرى التكتيكية للجبهة .المؤتمر أكد مجددا أن الهدف الاستراتيجي للجبهة هو تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، و المؤتمر انعقد تحت هذا الشعار . و فيما يتعلق بالبرنامج المرحلي و برنامج منظمة التحرير الفلسطينية فان المؤتمر أكد على ذلك كشعار مرحلي على طريق استكمال الهدف الاستراتيجي و هو تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني و اقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية كل فلسطين .و من هنا نؤكد على البرنامج المرحلي لأنه برنامج الاجماع الفلسطيني في هذه المرحلة أو برنامج المجالس الوطنية الفلسطينية و ما تفرع عنها ، و لذلك هناك فرق كبير بين فهمنا للبرنامج المرحلي و بين فهم قوى أخرى و خاصة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية .نحن نقول ان البرنامج المرحلي هو حق العودة بشكل رئيسي و تقرير المصير و اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس ، و لا نحيد عن هذا قيد انملة .و لذلك ندعو جميع القوى الى التمسك بهذا الثابت الوطني و عدم اخضاعه للمفاوضات و للبرامج التي تتضمن تنازلات نلحظها بين فترة و اخرى بدءا من أوسلو و انتهاء بالمفاوضات الجارية الان .نحن لا نرى أن هناك امكانية لتحرير فلسطين أو لتحقيق أهدافنا الوطنية الا عبر الكفاح المسلح مترافقا مع كل أشكال النضال الاخرى ذات الطابع الشعبي و غيره .
5 -و لكن يبدو أن ذلك لا ينسجم مع خط قوى اخرى في اليسار الفلسطيني و كذلك العربي ؟
- اعتقد ان كثيرا من القوى خاصة في الساحة الفلسطينية بعد تجربة عشرين عاما من مفاوضات اوسلو و حتى منذ سبعينيات القرن الماضي الى الان ، اكتشفت أن المفاوضات و التسوية السياسية وصلت الى طريق مسدود. وبصراحة شديدة ان كل المفاوضات و الاتفاقات كانت لمصلحة الكيان الصهيوني و ليس لمصلحة الشعب الفلسطيني و الحقوق الوطنية الفلسطينية و حتى للأمة العربية بشكل عام .و لذلك على هذه القوى أن تغير نهجها السياسي و ممارساتها و ترجماتها العملية التي تضر بالقضية الوطنية الفلسطينية من حيث يعلم البعض أو لا يعلم .و أيضا بات من المؤكد و المكشوف و المعروف لدى أي انسان فلسطيني أو عربي أن الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن على الاطلاق ان تكون وسيطا نزيها ، و انما هي داعمة و مؤيدة للعدو الصهيوني في كل برامجه و في كل سياساته من الاستيطان الى يهودية الدولة الى كل الجرائم التي يرتكبها هذا العدو و الى تهويد القدس ثم الى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية ، و ايضا في الجوهر الولايات المتحدة هي التي تدعم الكيان الصهيوني بكل شيء و هذا الامر بات معروفا للجميع . اذا لماذا البعض لا يزال يراهن على الولايات المتحدة و على الغرب بأنه سيدفع باتجاه ايجاد حل وطني للشعب الفلسطيني و للقضية الفلسطينية .و لذلك ان الاوان بأن يتخلص البعض من هذه الاوهام و أن يعرف بوضوح كامل أن هناك حلفاء اخرين يمكن أن يقفوا الى جانبنا حتى لو كان على قاعدة قرارات الشرعية الدولية .و هنا ندعو الى اعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديمقراطية حتى تمثل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ، كما يجب أن تستكمل هذه المنظمة بدخول التيار الاسلامي السياسي و اعني هنا حركة حماس و حركة الجهاد الاسلامي و غيرهما على أساس انتخابات ديمقراطية.أيضا يجب انهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية على قاعدة الاتفاقات التي تمت في القاهرة .و لذلك فان الامر الهام و الملح جدا الان و على ضوء التطورات الفلسطينية و العربية و الدولية هو ضرورة دعوة الجهات التي كلفت في اتفاقات القاهرة لاجتماع طارئ لمعالجة موضوع الانقسام في ظل ما يسمى خطة كيري التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية .
6 -البعض قال ان وزير الخارجية الامريكية جون كيري يسعى لتمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري ، فيما رأى اخرون ان كيري لم يقدم شيئا حتى الان ، بينما هناك من يعتقد أن اوسلو جديدا سيعقد قريبا . ما هو موقفكم من كل ذلك ؟
- نحن ضد المفاوضات كليا ، ولم نكن في يوم من الايام مع هذا البرنامج السياسي و لا مع هذا النهج السياسي ، و لا مع هذه التسوية السياسية المطروحة . و ما يجري الان يحمل في طياته مخاطر جدية ، لأن هذا الجهد المبذول من قبل الادارة الامريكية يدلل على ان الولايات المتحدة تريد ان تمرر تصفية القضية الفلسطينية في ظل انشغال العالم و الامة العربية بقضايا داخلية باتت معروفة للجميع و خاصة قضايا متعلقة بالاقتتال و الصراعات الداخلية و بالتالي ان الاوضاع القطرية تغلبت على موضوع القضية المركزية للامة و هي القضية الفلسطينية و لم نعد نسمع لا فعاليات أو نشاطات للجماهير العربية مؤيدة للشعب الفلسطيني أو ضد الكيان الصهيوني، كما لم نعد نسمع في الميادين العربية التي تعترض على أوضاعها الداخلية أي شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني و لحقوقه أو رفع العلم الفلسطيني و هذا دليل على ان القضية الفلسطينية تراجعت عند أبناء أمتنا للاسباب التي ذكرتها ،لكننا نحن متأكدين ان أمتنا تقف دائما مع القضية الفلسطينية و ضد العدو الصهيوني و سياسات الولايات المتحدة ، و لذلك ان مشروع كيري يحمل مخاطر جدية . و هناك احتمالات أن نجد أنفسنا امام طروحات من نوع اتفاق اطار و ما شابه ذلك تصب كلها في مصلحة الاحتلال الصهيوني و علينا جميعا أن نقاومها ،من هنا أدعو القيادة المتنفذة في الساحة الفلسطينية أن تتوقف عن هذه السياسات المضرة بالقضية الفلسطينية و العودة الى الصف الوطني و اتمام عملية المصالحة الوطنية و تشكيل حكومة واحدة موحدة في الضفة و القطاع تهيئ لانتخابات المجلس التشريعي و انتخابات المجلس الوطني بشكل ديمقراطي كخطوة اولى للمرحلة المقبلة ، فالشعب الفلسطيني لا يشعر الان بأن له مرجعية واحدة و انما مرجعيات عديدة مع الاسف الشديد .
-7 اعتمدتم على الدور المصري في المرحلة السابقة ، و هو اليوم معطل كما هو حال الدور العربي . فكيف للقائكم ان يتم و للمصالحة أن تنجز ؟
- لا شك أن الامور كانت اسهل بكثير مما هي عليها الان سواء في مصر أو على الصعيد العربي .و تبدو القيادة المصرية الجديدة غير متحمسة للقاءات فلسطينية في ظل الوضع الذي تعيشه مصر و في ظل الخلافات مع حركة حماس . و هناك صراع اعلامي واضح بين الطرفين ، غير ان ذلك لا يجب أن ينعكس على العلاقة بين الشعب الفلسطيني و مصر كدولة و كشعب و خاصة أهلنا في غزة الذين يجب ان يعاملوا كأبناء الشعب الفلسطيني بعيدا عن الانتماءات السياسية لهذا التنظيم او ذاك ، و نحن نفضل ان تعود مصر لأخذ دورها بالموضوع الفلسطيني .لكن اذا كانت هذه العقبة الوحيدة يمكن البحث عن أي مكان اخر اذا كانت الامور عندنا في الساحة الفلسطينية ناضجة خاصة لدى الاخوة في حركتي فتح و حماس على قاعدة اتفاقات القاهرة .
-8 على ضوء الخلاف الكبير بين حماس و القيادة المصرية الجديدة ، هل تتوقعون هجوما عسكريا مصريا ضد غزة ؟
- أستبعد ذلك تماما ، لان ثقافة الجيش المصري و القيادة السياسية المصرية هي ثقافة قومية ، و ان العدو الرئيسي هو الاحتلال الصهيوني اليوم و غدا .لكن الاجواء الاعلامية يمكن ان تترك أثرا سلبيا . و هنا أعود و أقول نحن كشعب فلسطيني نعتبر أن مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل القضية الفلسطينية و هي معنية بالصراع العربي – الصهيوني .لذلك علينا ان نوحد صفوفنا كفلسطينيين اولا لاستعادة العلاقة مع مصر الى سابق عهدها .
9-بالمقابل هناك تهديد صهيوني بشن عدوان جديد في وقت قريب على غزة .. اذا وقع هذا العدوان بر سم من سيكون برأيك ؟
- الكيان الصهيوني لا نستبعد عنه شيئا ، فهو كيان مجرم يرتكب الجرائم و الارهاب يوميا . و ليس بالضرورة أن تكون الجريمة فقط محاولات اجتياح أو ما شابه ذلك .هناك جرائم الاعتقال و الاستيطان و القتل و التشريد .. الخ . التهديد سيستمر لكن أستبعد أن يكون هناك عملا عسكريا واسعا ضد غزة دون الحصول على ضوء أخضر أمريكي، و الادارة الامريكية في هذه الفترة ليست بصدد تصعيد التوتر ما بين الفلسطينيين و الاسرائيليين ، و انما هي بصدد تصعيد التوتر الداخلي في سورية و مصر و العراق و في أي مكان اخر ، لان الصراع مع العدو الصهيوني يوحد الشعب الفلسطيني و جزء من العرب على الاقل .و جميعنا يدرك الكاسب التي يحصل عليها الكيان الصهيوني من خلال المفاوضات في ظل الزلزال الذي يضرب الامة بكاملها .و لذلك لا بد من تصعيد الحراك الشعبي والمقاومة بكل أشكالها ضد العدو الصهيوني.
10-ماذا عن راهن و مستقبل العلاقات الفلسطينية – السورية على ضوء أزمة المخيمات الفلسطينية و خاصة مخيم اليرموك ؟ و هل من أفق لحل هذه الازمة ؟
- نحن في الجبهة الشعبية و كافة الفصائل المتواجدة هنا على الاقل و باجتماعات متكررة بيننا و مع منظمة التحرير الفلسطينية اتفقنا منذ البداية على تحييد الفلسطينيين و المخيمات في كل الاقطار العربية فلا مصلحة لنا في الدخول بالخلافات الداخلية لأننا لدينا هدفا رئيسيا هو استمرار النضال ضد الكيان الصهيوني حتى تحقيق أهدافنا الوطنية و في المقدمة حق العودة .و لذلك اعلنا عن مبادرة نسعى من خلالها الى اخراج المسلحين بالكامل من مخيم اليرموك و فتح مداخل المخيم بالكامل امام أبناء شعبنا للدخول و الخروج و أيضا ليعود هذا المخيم أمنا للجميع كما كان سابقا و هذا المنطق اقتنع به الجميع تقريبا و الان الامور ذاهبة بهذا الاتجاه ، و نريد أن نبقي علاقاتنا مع جيراننا و مع الدولة السورية علاقات ايجابية .و هذا ما أكدت عليه منظمة التحرير و الفصائل ال14 . و نؤكد هنا أن عامل الوقت ليس لمصلحة المسلحين اطلاقا . كما نؤكد ان سورية وقفت و لا تزال مع القضية الفلسطينية و قدمت للفلسطينيين طوال أكثر من خمسة و ستين عاما على أرضها كل الدعم و الحقوق التي ساوتهم مع المواطنين السوريين ، و هذا الامر لن يتغير فيه أي شيء.
-11أخيرا ما هي رسالتكم للسوريين بعد انتهاء الجولة الاولى من مفاوضات مؤتمر جنيف الثاني ؟
- اعتقد أن القطار وضع على السكة ، و هذا المسار برأي سيستمر، و هناك موازين قوى على الصعيد الدولي كلها دافعة باتجاه ان الخيار هو الحل السياسي و ليس هناك أي حل اخر، و أرجح ان ما طرح من قبل الوفد الرسمي السوري يمهد لأن ينفتح المجال لقوى المعارضة الوطنية ان تدخل في هذا المسار و تدافع عن سورية ووحدتها و استقلالها لأن هذا هو الهدف الرئيسي الذي اعتقد انه يجب السعي له من قبل كل سوري و كل عربي ، و من مصلحتنا أن تبقى سورية موحدة و قوية و ممانعة و مقاومة للاحتلال .فالتدخل الخارجي هو الذي أدى الى هذه المأساة التي أصابت سورية و تهدف الى تدميرها كدولة و كمجتمع و لكني أرجح ان الامور ذاهبة باتجاه بقاء سورية موحدة و قوية و داعمة للقضايا العربية العادلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية .
حاوره : نعيم إبراهيم