جولة الحوار الثانية لمؤتمر جنيف 2 تفتقد المعارضة السورية للاجنده الوطنية

بقلم: علي ابوحبله

مؤتمر جنيف 2 في جولته الثانية هوة واسعة بين المتحاورين خاصة وان كل الدلائل تشير إلى عدم تحقق نجاح يذكر بين الوفد الحكومي ووفد قوى الائتلاف السوري المعارض وان الوسيط الاممي الأخضر الإبراهيمي اقر بان هناك فجوه واسعة بين وفد ألدوله السورية ووفد المعارضة الممثلة بقوى الائتلاف السوري ، إن الائتلاف الوطني السوري لا يمتلك سلطه حقيقية ولا تمثيل يفوضه لتمثيل كافة أطياف المعارضة السورية وبخاصة الوطنية منها ، ومن غير المرجح الوصول لاتفاق ، حتى وان تم التوصل لأي اتفاق لن يكون بمقدور قوى الائتلاف تنفيذه على ارض الواقع ، هناك في سوريا أكثر من معارضه سوريه متنوعة الأهداف والغايات والاتجاهات وان هناك مجموعات ضالعة في عمليات اجراميه وإرهابيه وهناك مجموعات متطرفة وهناك إرهاب يمارس على الأراضي السورية وان هذه المجموعات تعمل جميعا بشكل مستقل ولكل مجموعه أهدافها الخاصة وأجندتها وفق ألدوله التي تتبع لها أو وفق أجندتها الخاصة بها ، الائتلاف الوطني السوري المعارض معظم أعضائه يعملون في المنفى وهم يكرسون أنفسهم لخدمة المصالح الامريكيه والدول الغربية وهم مدعومون من دول مشاركه في التآمر على سوريا وهم في الأساس لا يملكون أجنده وطنيه تستمد شرعيتها من الشعب السوري وان هدفهم هو في كيفية الوصول لكرسي الحكم أو أن يكون لهم تمثيل في أي سلطه انتقاليه حيث تسعى أمريكا وحلفائها لتحقيقه من وراء تأمرهما على سوريا ، إن التنظيمات الأكثر نفوذا في سوريا حاليا هي تنظيم ألدوله الاسلاميه في العراق والشام وحركة أحرار الشام الاسلاميه إذ تسيطر الأولى على الغالبية العظمى من المواقع التي وقعت في أيدي المتمردين السوريين وأصبح لديها عدد كبير من المتطرفين وما يسمون أنفسهم بالجهاديين وقد توافدوا للحرب على سوريا من خارج سوريا وهم يتبعون جنسيات مختلفة وان حركة أحرار الشام وهي جماعه قتاليه سلفيه يبلغ تعدادها ما يقارب عشرون ألف مسلح وهم في غالبيتهم سلفيون ، إن الجماعات المتشددة تقاطع مؤتمر جنيف وهي تصف المشاركين في المؤتمر من قوى المعارضة بالخائنين ، كما أن هناك غالبيه ممن ينتمون للجيش الحر يرفضون أية قرارات تتمخض عن مؤتمر جنيف ، إن عدم الاتفاق على أسس مشتركه للتفاوض ورفض قوى المعارضة الخارجية للثوابت الوطنية التي يتطلبها الشعب السوري وإصرارها على تشكيل هيئه انتقاليه للحكم وفق المشيئة والاراده الامريكيه التي توجه وفد قوى الائتلاف للتفاوض يجعل من عملية التقارب شبه مستحيل بين الوفدين المتفاوضين ، إن عنوان فشل جولة الحوار الثانية في جنيف 2 هو في الخلاف حول الحكم الانتقالي والإرهاب وفد المعارضة إلى جنيف 2 يهدف إلى تشكيل حكومة انتقاليه بينما الوفد الرسمي يتمسك للثوابت ويضع في أولوياته محاربة الإرهاب الممارس على الأراضي السورية ، وفي ضوء فشل الجولة الأولى للحوار في التوصل لحلول جديه ، وحالة الشد والجذب التي هيمنت على الجولة الأولى للحوار فان الفشل هو عنوان الجولة الثانية للحوار لبعد المسافة بين الفريقين ، وان حقيقة ما يجري في سوريا بات مرتبطا بقضايا لها علاقة بإعادة رسم مناطق نفوذ القوى الاقليميه في المنطقة ، وهذا ما يجعل الوفد السوري الرسمي ينطلق في مفاوضته من أجنده وطنيه تهدف إلى تدعيم وحدة سوريا الجغرافية والحفاظ على استقلالها وهويتها الوطنية ، وهو ما يجعل الوفد الرسمي السوري متمسك بضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا لحماية الشعب السوري وقطع دابر المؤامرة التي تستهدف تقسيم سوريا وإضعاف قدراتها الامنيه من خلال استهداف واستنزاف قدرات الجيش العربي السوري ، أمريكا تهدف من جنيف 2 لتحقيق تسويه يكون بمقدورها ومن خلالها تمرير أجندتها التامريه على سوريا من خلال حلفائها من قوى الائتلاف السوري ، وبحسب تصريح مايكل مولر المدير العام الحالي لمقر الأمم المتحدة يأمل أن تكون جنيف هي المكان الذي يشهد على الأقل بادره لإنهاء الصراع الدموي المتواصل في سوريا بقوله ل بي بي سي الجميع يأمل ان يتحقق هذا وان لم يحدث فإننا لا يمكننا التفاؤل بمستقبل أصدقائنا الذين يعانون في سوريا ، الأخضر الإبراهيمي المبعوث الاممي لم يخشى الفشل في مهمته رغم أنها فاقت قدرات الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي انان ، ويدرك الإبراهيمي بحقيقة الدور الروسي وبالأسباب التي أدت إلى إحباط مهمة كوفي انان وأهمها عدم حصوله على دعم كل القوى العظمى المشكلة من مجلس الأمن ، ومع أن الإبراهيمي حيث يصفه العديد من منتقديه بأنه ليس سوى أداة لتعريب معظم الترتيبات الامريكيه للعالم العربي والإسلامي وهذا ما يجعله أحيان كثيرة يفتقد للحيادية ويحاول الخروج عن مهمة الوسيط بميله لجهة المعارضة ومحاولة تبني أطروحاتها للحكم الانتقالي ، ويبقى السؤال الأهم هل يقود جنيف 2 لتحقيق الأمن والاستقرار لسوريا وهل تقود جولات الحوار لاتفاق يجمع شمل السوريين ، وما لم يتحقق الاتفاق على أجنده وطنيه تجمع فرقاء الصراع في سوريا حول قواسم مشتركه وهي التي تضمنتها الورقة السورية والتي ترسم الثوابت الوطنية السوري وهي مستمده شرعيتها من غالبية الشعب السوري وما لم تبتعد المعارضة السورية الخارجية عن تبعيتها لأمريكا والغرب وتبتعد عن كونها أداة للتآمر على سوريا فان جنيف 2 سيفشل في تحقيق أهدافه لتحقيق الأمن والسلام لسوريا وان الأمل بين السوريين هو بنجاح الحوار السوري الوطني الذي يجمع جميع أطياف المعارضة الوطنية على طاولة الحوار على ارض سوريا واتفاق السوريين فيما بينهم لإتمام عملية المصالحة وإنهاء الصراع المسلح ومواجهة الإرهاب الممارس ضد ألدوله السورية وهو الطريق الاصوب والأفضل لإنهاء هذا الصراع والعودة بسوريا لتتصدر موقعها الإقليمي بنجاحها وقدرتها على ترسيخ وحدتها واستقلالها