بالأمس استفاقت قرية جلجولية الواقعة في المثلث الجنوبي على أعمال تخريبية طالت حياً كاملاً ، حيث تم الاعتداء على أكثر من 20 مركبة مركونة وقاموا بثقب إطاراتها وكتابة شعارات عنصرية عليها وعلى الجدران والبيوت .
ولا ريب أن هذا الاعتداء العنصري الذي نفذته مجموعة من العنصريين المهاوييس الذين يكنون الكراهية والبغضاء والحقد والعداء لكل ما هو عربي ، يكشف حقيقة العقلية والايديولوجيا العنصرية التي يؤمنون بها ، وهو عمل جبان بربري فاشي وإرهابي ، وليس موجهاً فقط ضد أهالي جلجولية ، وإنما ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية والمنزرعة في تراب أرضها ووطنها .
إنه جزء من الهجمة اليمينية الشرسة بحق هذه الجماهير ، واستمرار لمسلسل الزيارات العنصرية للمدن والبلدات العربية ، والاعتداءات على المساجد وأماكن العبادة والمقابر ، والمطالبات بحظر الآذان ومنعه في المدن الساحلية ، يافا وحيفا وعكا واللد والرملة .
ليس خافياً على احد أن كل هذه الاعتداءات العنصرية تستهدف الوجود الفلسطيني في هذه البلاد ، وتشويه الهوية ، وتضييق الخناق ، وتشديد الحصار على جماهيرنا ، سعياً لتنفيذ المشروع الترانسفيري وخطة "التبادل السكاني" ، التي يحلم فيها ليبرمان وغيره من الأوساط السياسية داخل المؤسسة الإسرائيلية .
ومع إدانتنا واستنكارنا لهذا العمل الإرهابي في جلجولية نؤكد أن جماهير الصبر والصبار لن تصمت ولن تسكت إزاء كل اعمال التطرف والإرهاب ، وستتصدى لكل من يتطاول عليها ويرفع يده عليها . فهذه الجماهير التي ولدت وترعرعت وعاشت وصمدت وبقيت في أرضها ووطنها ، وتمسكت بهويتها وتاريخها وتراثها ، شبت على الطوق ، وهي تناضل بلا كلل لأجل بقائها وتطورها ومساواتها وحقوقها العادلة ، وفي سبيل تحقيق السلام العادل ، الذي يضمن حقوق شعبنا الفلسطيني ، ولن ترحل ، وستبقى هنا في وطن الآباء والأجداد ، وستظل على صدورهم باقون كالجدار – كما قال شاعر الشعب والمقاومة الراحل توفيق زياد .