هنية لـ "إسرائيل".. زمن التهديات ولى ونحذركم من مفاجئات المقاومة

حذر رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية الاحتلال الإسرائيلي من شن عدوان جديد على قطاع غزة، مؤكدًا أن "عهد التهديدات ولى إلى غير رجعة، والمقاومة تخفي عنكم أكبر مما تقدرون". 

وقال هنية خلال مهرجان "الوفاء والثبات على درب القادة الشهداء" : "نسمع ونرى تهديدات قادة الاحتلال لغزة وللمقاومة، ويتباهي بعضهم بها، ونقول له وأمام تلك التهديدات والمحاولات إنّ زمن تهديداتكم قد ولى إلى غير رجعة، وإن أي عدوان أو حماقة أو جريمة ترتكبونها ستكلفكم غاليا، وإنّ دم الياسين ما زال في رقبتكم"".

وشدد هنية "كما كنسناكم من غزة بسلاحنا وخبراتنا المحدودة، قادرون اليوم بإمكانيات على التي تعرفونها، على كنسكم من أرضنا، واليوم تطورت المقاومة أضعاف مضاعفة وما خفي أكبر مما تقدرون". 

ودعا هنية لإنهاء الانقسام وبناء وحدتنا ونظامنا السياسي في إطار السلطة والمنظمة على قاعدة الانتخابات والشراكة لنكن شركاء في سلطة واحدة ومنظمة واحدة وقيادة واحدة، والعمل سريعًا لبناء من أجل بناء إستراتيجية وطنية مشتركة.

وأضاف : "وسنجمع لها مختلف أوراق القوة وعلى رأسها المقاومة المسلحة وكافة أشكال النضال الوطني، لنتحرر بها على الأرض سياسيًا وميدانًا ودبلوماسيًا وقانونيًا وجماهيريًا، وبالإمكان أن نختلف فيما بيننا على كافة محطاتنا، لكن نبقى شركاء بالقرار السياسي الوطني".

وتابع هنية : "فالقرار هو حق الجميع، وأخطر من أن ينفرد به أحد، هذه هي خارطة الطريق نحو الأفضل، وسنديان بوجه أي هجمة على القضية الفلسطينية، وهي الطريق والخيار والاستراتيجي الحقيقي الفاعل لتغير واقعنا تحت الاحتلال ومواجهة تحدياته والتقدم على طريق التحرير والعودة واستعادة القدس وانجاز مشروعنا ".

ودعا هنية  لوقف المفاوضات وعدم تمديدها تحت أي سبب، مطالبًا المفاوض الفلسطيني للانسحاب من المفاوضات التي وصفها "العبثية" وعدم تمديدها تحت أي سبب.

وتابع  "فمسار المفاوضات عقيم ثبت فشله ولا يخدم سوى عدونا، ويوفر غطاء للممارسات العدوانية، ومن الناحية النظامية ليست خيار مجمع عليه، و لا يمكن القبول بهكذا مفاوضات بظل انحياز أمريكي ودولي واضح نحو إسرائيل".

تشكيل لجان وطنية

وحول الخلافات بين حركة فتح والتراشق الإعلامي بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، جدد هنية تأكيد حركته والحكومة بأنهم لم يكونوا طرفًا ولا يرغبون ولا يريدون أن يقحموا أنفسهم ببعض الإشكالات أو الخلافات الداخلية بحركة فتح_حسب قوله_.

وقال: "مصلحتنا وشعبنا وقضيتنا أن تكون فتح موحدة وكل القوى كذلك، وأن تكون جبهتنا موحدة حتى نكون أقدر على مواجهة العدو".

وفيما يتعلق بما تحدث به عباس ودحلان والاتهامات المتبادلة حول اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادي صلاح شحادة، رأي هنية ألا تنحصر التحقيقات والمعالجة بحركة فتح بعينها بل ضمن الإطار الوطني، داعيًا لتشكيل لجان وطنية بهذين الملفين..

وأضاف "دماء عرفات وشحادة غالية على كل الفلسطينيين، لذا ندعوا لتشكيل تلك اللجان للتحقيق بهذين الملفين والملفات الأخرى التي أديرت بمناكفات قضائية، فنحن لا نقتات على صراع الآخرين، وأي صراع يضر قضيتنا وقدسنا ومقاومتنا ونضالنا (..) ولا يفيد".

شئون الدول العربية

وبشأن مع يُشاع بتدخل حماس بشئون دول عربية ومنها مصر، جدد هنية تأكيد حركته على ما أكدت عليه مسبقَا، وهي "أن حماس لم تتدخل بشأن أي من الدول لا في مصر ولا سوريا ولا في غيرهما".

ونفى أن يكون لحماس أي دور أمني أو عسكري لا في سيناء ولا بأي مكان بمصر، فحماس حركة تحرر وطني فلسطيني معنية بقضيتها الفلسطينية كما يهمها أحوال أمتها وترغب وتحرص وتتمنى أن تكون الأمة بعافية وقوية وموحدة من أجل القدس وفلسطين.

وواصل حديثه "كل ما يوجه للحركة وكل ما نسمع بوسائل الإعلام بالتدخل هنا أو هناك، هو أمر عاري عن الصحة، بالتالي للخروج من دائرة الاتهامات التي لا أساس لها، والتوقف عن شيطنة حماس، والمقاومة الفلسطينية تحت تلك الذرائع".

وشدد هنية "يجب أن يتوقف عقاب غزة، وتساءل لماذا تعاقب غزة ألا لأنها صمدت وتصمد وتريد أن تحرر القدس وتواجه المحتل، هذا نداء لكل عاقل يجب التوقف شيطنة حماس ومعاقبتها والمبادرة سريعًا لكسر الحصار وفتح معبر برفح".

وجدد حرصهم على أمن ومصلحة مصر وكل الدول، وعلى الجميع أن يركز الخطر القادم وهو الكيان الإسرائيلي، ويعتقد العدو مخطاءًا أن أصبح في جبهة مشتركة مع بعض القوى والأنظمة والحكومات ضد قضيتنا، وأن الشعوب والحكومات ستبقى بجبهة واحدة ضد هذا العدو، ولا تبديل بالأولويات ولا تغير بالأجندات.

وأهاب هنية بالأمة لإعطاء حصار غزة والقدس وما يتهدد القضية الفلسطينية من جراء لمفاوضات ما تستحقه.

إستراتيجية المقاومة الجديدة

وفيما يخص اكتشاف اسرائيل لنفق جديد شرق خان يونس، أكد هنية أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام تدشن إستراتيجية جديدة في الصراع مع العدو، "إستراتيجية الأنفاق من فوق وتحت الأرض، ويظن البعض أن هدوء غزة هدوء الضعيف والمستكين، ليكون الرد عمليًا من فوق وتحت الأرض، في البر البحر الجو، غزة عاصفة كامنة وبركان ثائر وقادرة على أن تصنع الانتصار."

وأمضى "من النفق لجنين ومواجهة الرد من قبل الأخوة في سرايا القدس على اغتيال المجاهدين مؤخرًا إلى معركة الكرامة، غزة كلها مقاومة، والضفة مقاومة، وشعبنا بكل مكان مقاومة".  

وأستكمل هنية حديثه "سنمضي على ما مضى عليه القادة العظماء ولن نسقط الراية ولن نتنكب الطريق وعشرية مرت على استشهاد الشيخ أحمد ياسين والقادة وزرعهم أينع عزة ومقاومة وروحًا تسري بجسد شعبنا، هذه الدماء صنعت نصرًا، فكان تحرير غزة والانتخابات وتحرير الأسرى والنصر بحربين والثبات بوجه الحصار، هذه هي الحياة والنصر والعطاء لهذه الدماء".

معركة جنين

وبين هنية "ما جرى في مخيم جنين كان يتزامن مع لحظة استشهاد الشيخ أحمد ياسين، فكانت المواجهة والقتال قتال الرجال وكانت العزة والشهادة، إنّ ما جرى بين يدي المهرجان، يعطي الدرس لكل من يدب على أرض فلسطين وخارجها، أن الشهادة والمقاومة هي الطريق لتحرير أرض فلسطين لاستعادة القدس والأقصى".

وشدد "إن ما جرى يؤكد أن شعبنا يتوحد بالمقاومة وتشتته المفاوضات، لا وحدة على المساومة والتفريط والتنازل هذه رسالة الدم أمس، وهذه حقيقة شعبنا، وعندما حُوصر حمزة أبو الهيجا وكان الاستهداف وجرى الاشتباك،وتعرض البيت للقصف، نفر مقاتل من سرايا القدس ليقف بجنبه وينتفض ليلقى الله شهيدًا وشهيد من كتائب شهداء الأقصى ليدافع عن الأرض والعرض".

ولفت هنية"هذه هي حقيقة شعبنا أنه يتوحد على الشهادة والمقاومة في مواجهة الاحتلال، هذا كان هدفَا عظيمًا ساقه الله بين يدي المهرجان، خرجت غزة كأنها ترد على جريمة جنين، وتقول لأهل الضفة نحن معكم ولن نتخلى عنكم، ومعركتكم معركتنا، والمواجهة واحدة، والمصير واحد".

مُحاصرين ولسنا محاصرين

وقال هنية : "شرف أن نقف مكان القادة العظام الذين اعادوا كتابة التاريخ، كانوا البداية وسيكونوا النهاية بالتحرير والنصر والتمكين، فغزة تخرج اليوم إصرار وتحدي للحصار وللمُحاصرين، وأستطيع أن أقول (من قلب الحشود من بين الرجال والنساء الشباب والصغار والكبار، من بين القادة والجند، ممن هم فوق الأرض وتحت الأرض، اليوم غزة ليست محاصرة ولكنها مُحاصرة)..".

وأشار هنية "أننا في حماس وكشعب نمر بمرحلة صعبة وتحديات قاسية، لكننا لسنا مرعوبين أو مهزومين، وقد خبرنا الصعاب والتحديدات وليست الأشد هذه المرة، قضية فلسطين غير خاضعة لمنطق حسابات البشر المادية، من الشلل تنطلق حماس ومن العجز ينطلق مارد القسام، ومن الجوع نصنع التحدي، والألم ننسج الأمل، ومن العدم نصنع توازن الرعب، ومن الركام نزلزل تل أبيب، بأظافرنا نحفر الصخر ونصنع المستحيل".

وبين "اليوم تُكال التحديات بوجهنا ويرمينا عدونا وأبناء جلدتنا، وهي محاولة للضغط علينا للتخلي عن الثوابت والمقاومة، فمن حصار وحملات تشويه وتجويع وتنكيل له هدف واضح وهو أن نتخلى عن الثوابت والمقاومة، والضغط علينا وإشعار شعبنا أن فاتورة التمسك بالثوابت باهظة".

ونوه هنية "هذه الجماهير الضخمة ترد على الحصار والعدوان وعلى محاولات التركيع والإخضاع، وتقول لكل المتآمرين يجب أن تعيدوا الحسابات، لا تجيد معنا هذه اللغة، أقول : "إذا كان القرار هو الحصار، فإن قرارنا هو الانتصار".

وتابع "لا نركع إلا لله هذا قرارنا، وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة المهرجان، نحن قوم نعشق الموت والشهادة(...)، نحن لسنا طلاب الكراسي، خذوا كل الكراسي وابقوا لنا الوطن".

واستطرد "كل من يريد أن يوظف الأمور بغير حقيقتها وأن الصراع على السلطة والكراسي، خذوها وابقوا لنا الوطن، لا نفرط بالوطن ولا نفرط بالقدس ولا بحق العودة"، مشددًا : "بعد ثماني سنوات من الحصار وعشر سنوات على استشهاد القادة لن نتعرف بإسرائيل".

واليكم هذا التقرير من قلب مهرجان حركة حماس في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.

عدسة:عبد الرحيم الخطيب

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -