تنعقد مساء اليوم في شرم الشيخ قمة مشتركة برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب لإعلان اتفاق وقف الحرب في غزة وترسيخه. ويشارك في القمة قادة من أكثر من ثلاثين دولة، بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وتركيا وقطر، مع توقّعات بأن توقّع دول الوساطة وثيقة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وصل الرئيس الأميركي ترامب إلى شرم الشيخ قادمًا من إسرائيل—بعد زيارة خاطفة ألقى خلالها خطابًا أمام الكنيست—وقال إن «إسرائيل حققت كل ما يمكن بالقوة العسكرية، والآن وقت ترجمة ذلك إلى سلام وازدهار». وأضاف أن وقف إطلاق النار أفضى إلى إطلاق 20 رهينة إسرائيليًا أحياء، مقابل 1,968 أسيرًا فلسطينيًا أفرجت عنهم سلطات الاحتلال.
يسجَّل غياب وفد إسرائيلي رسمي وغياب حركة حماس عن القمة. وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت مشاركة محمود عباس وبنيامين نتنياهو، قبل أن يؤكد مكتب نتنياهو لاحقًا تعذّر حضوره؛ وتقاطعت تقارير عن حساسية التوقيت مع نهاية عيد العُرش وضغوط وانتقادات من اليمين المتطرف، فيما أفادت «فرانس برس» نقلًا عن مصدر دبلوماسي بأن تركيا مارست ضغوطًا لمنع مشاركته.
وعند وصوله، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستضطلع بدور خاص إلى جانب السلطة الفلسطينية في إدارة غزة «مع ضرورة إجراء الإصلاحات المطلوبة لليوم التالي»، معتبرًا مشاركة عباس «إشارة جيدة واعترافًا بشرعية السلطة». وفي واشنطن، وصف نائب الرئيس الأميركي اليوم بأنه «إنجاز تاريخي في مسيرة ترامب نحو السلام»، فيما قال ترامب لقناة «فوكس نيوز» إن «العالم متحمّس وهذه اللحظة تعني السلام للشرق الأوسط»، مشيدًا بدور الوسطاء.
تأتي القمة تتويجًا لمسار دبلوماسي مكثف لإرساء هدنة دائمة، وتثبيت آليات التبادل وتدفق المساعدات، مع بحث «اليوم التالي» في غزة ودور السلطة الفلسطينية ضمن الترتيبات الأمنية والإدارية المقبلة.