خطاب هنية يعيد التأكيد على "المواقف" ويفتقر لتقديم "حلول عملية"

هل حمل خطاب حركة حماس الذي القاه رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية في مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء"، شيء جديد فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والأزمات التي تعيشها الحركة وسكان قطاع غزة، ما يعكس تغيرا حقيقيا في المواقف ..؟

هذا السؤال طرحته "وكالة قدس نت للأنباء على القيادي في حركة فتح يحيى رباح، فقال معقبا على الجانب المتعلق بدعوة هنية الى انجاز المصالحة، " المصالحة منذ بداية شهر شباط 2012 م، متوقفة على نقطيتين جرى الاتفاق عليهما في اعلان الدوحة ، وهما تشكيل حكومة وحدة وطنية التي وافق الرئيس الفلسطيني ابو مازن، ان يتولى رئاستها لفترة محدودة لا تزيد عن ستة شهور، واعلان حركة حماس قبولها بالذهاب الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية ".

واضاف رباح " هاتين النقطيتين والالتزامين يجب اتمامها حتى تحقيق المصالحة الفلسطينية وتجديد الشرعية الوطنية لصياغة نظامنا الداخلي ما يجعله قادرا على مواجهة التحديات القادمة ، ونحن ما زالنا ننتظر خطوة عملية من حركة حماس ".

وقال " حماس تحدثت عن حكومة لكن حتى الان لم توافق نهائيا على اجراء انتخابات ، ولو حدث ذلك فإن الرئيس خلال مدة قصيرة سيشكل حكومة الوحدة والوطنية ، ويصدر مرسوما الى لجنة الانتخابات المركزية لتحديد موعد الانتخابات والعمل لاجراءها ".

واعتبر رباح ان "خطاب اسماعيل هنية عن المصالحة مكرر وقد سبق وان كان كلام مثله على مدار سبع سنوات من الانقسام ولكن دون خطوات عملية تخلق وضعا جديد."

وعن دعوة هنية ، لتشكيل لجنة تحقيق وطنية في الاتهامات التي وردت على لسان الرئيس ابو مازن والنائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان قال يحي رباح " بعض ما دار من اتهامات هي معروضة على لجنة فتحاوية ومعروضة على القضاء الفلسطيني ويتم متابعة أي معلومة جديدة ترد ، لكن القضاء الفلسطيني بالنهاية هو صاحب القول الفصل".

في رده على ذات السؤال قال، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية راح مهنا، ان" خطاب هنية ، اقتصر فقط التأكيد على التمسك بالثوابت والمقاومة كمنهاج لحركة حماس ، ولم يحمل شيء جديد ".

وقال مهنا، الذي حضر مهرجان حماس في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" لم اجد شيء جديد في خطاب هنية الا نقطة واحدة من خلال تأكيده على ان حماس جزء من حركة تحرر وطني."

واضاف " لكن المهرجان كان كبير ، تم التأكيد فيه على الثوابت والمقاومة واسماعيل هنية ، تحدث عن انهاء الانقسام كما يتحدثون دائما حركتي (حماس وفتح ) لكن لم اشعر ان هناك شيء جديد في الخطاب "

وتابع مهنا " كنا ننتمي ان يحتوي خطاب حماس توجه جدي نحو انهاء الانقسام ، وهو ما لم يحدث فالمواقف مازالت كما هي عند حركة حماس وفتح ".

بدوره عقب المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني طلال عوكل على المهرجان بالقول ان " حماس ما تزال قوة فاعلة وتحظى في حضور ودعم جماهيري معقول ، يجعلها تبقى في كفة الميزان المقابلة لحركة فتح ".

واعتبر عوكل ، ان الرسائل التي اطلقتها حماس خلال خطاب اسماعيل هنية ، ليس فيها جديد وهي اعادة تأكيد على المواقف السابقة للحركة ، فيما يتعلق بالمصالحة والوضع الداخلي والاحتلال الاسرائيلي ، والمفاوضات والعلاقة مع مصر"، مضيفا " طالما هي مكررة وصلت الى اصحابها منذ زمن ولم تؤدي الى تبديل الواقع والحال ".

واضاف عوكل متحدثا لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" الازمة ما زالت قائمة الحصار كما هو والانقسام كما هو ، لذلك كان يفترض ان يكون على الاقل رسائل مختلفة فيما يتعلق بالمصالحة من خلال تقديم مباردة اكثر قوة وايجابية تكسر الجليد القائم" ، مشيرا الى ان جميع الملفات الاخرى كالحصار والعلاقة مع مصر مرتبطة بالمصالحة الفلسطينية ".

فيما قال المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب ،" كنا نفضل ان تحتفل حماس على اساس عملية مراجعة حقيقية للوضع الذي تعيشه ، ومدى قدرتها على ادارة شؤون الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة ، وان تحاول بقدر كبير الاهتمام إصلاح المتغيرات التي تمت والتوجه الى عملية تقويم لمعالجة الاخطاء وهو ما لم نلتمسه ".

واشار الى ان خطاب حماس اكد على المقاومة والمبادئ "لكن كان يفتقر لتقديم حلول عملية للمشاكل الذي يعيشها سكان قطاع غزة ، فيما ان الرسالة الاساسية في خطاب حماس الذي وجهه اسماعيل هنية ، كانت الى الاحتلال الاسرائيلي ان المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان وان ما تملكه وتخفيه اكثر مما اظهرته ، وان لديها استعداد عالي للمواجهة ".

وتابع حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" الخطاب ، تحدث عن الوضع الداخلي بما يتعلق بالمصالحة من ناحية والازمة داخل حركة فتح في ضرورة تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات مستدركا ً " لكن اعتقد ان المهرجان ادى مهمته في ايصال الرسائل."

 وحول حجم حشد حماس خلال المهرجان ، رأى حبيب ان ، قوة الرسائل تكون بقوة الحشد من ناحية (...) لكن يجب ان ننتظر لنرى كيف ستكون النتائج ، فقد سبق وان حشدت حركة فتح اكثر من هذا الحشد ، ولم تستطيع ان تستثمر فتح حشودها في مواجهة الاستحقاقات المطلوبة ، فالقدرة تكمن في كيفية استثمار الحشد الى الاستحقاقات الت يجب اتخاذها ".

وكان رئيس وزراء حكومة غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية قال ، إن" أى عدوان جديد على قطاع غزة سيكلف اسرائيل غاليا"، مشددا على أن ما تخفيه المقاومة الفلسطينية من إمكانيات "أكبر" من التقديرات الإسرائيلية

وقال هنية فى خطابه أمام مهرجان أقامته حماس فى ساحة السرايا وسط مدينة غزة إحياء للذكرى العاشرة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، "نعلنها للكون أجمع ونقول للعدو ولمن يهدد (وزير الخارجية الإسرائيلى أفيغدور ليبرمان) بعودة احتلال غزة، أن زمن تهديداتكم قد ولى إلى غير رجعة، وأى عدوان أو جريمة أو أى حماقة ترتكبونها ستكلفكم غاليا".

وأضاف هنية أن "ما أخفته المقاومة عنكم أكبر مما تقدرون."

ودعا هنية إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني والعمل سريعا على بناء استراتيجية وطنية واحدة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، ليتسنى لفصائل المقاومة التحرك على الأرض نضاليا وميدانيا ودبلوماسيا وفا لهذه الاستراتيجية.

وقال هنية، "إن حماس تمر بمرحلة صعبة وتحديات قاسية، ولكنها ليست مأزومة ومرعوبة"، مشيرا إلى أن هذه المرة ليست الأشد، والصراع مع المحتل ليست قضية خاضعة للحسابات البشرية المادية".

واعتبر أن غزة مُحاصِرة وليست مُحاصَرة، وقال "هي تصنع من العدم توازن الرعب ومن الركام تزلزل تل أبيب"، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يتوحد بالمقاومة وتشتته المفاوضات والمساومات.

واستحضر هنية ما جرى أمس في مخيم جنين، ليؤكد أن المقاومة الفلسطينية توحد الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الفصائلية،كما خاطب السلطة الفلسطينية في رام الله قائلا"لسنا طلاب مناصب وكراسي، خذوا كل الكراسي والمناصب، وأبقوا لنا الوطن، لا تفرطوا بالقدس وحق العودة"، مشددا على عدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي..

وأكد هنية أن حماس ليست طرفا في الإشكالات والخلافات الداخلية في حركة فتح، كما أنها لا تقتات على صراع الآخرين، داعيا إلى الخروج من دائرة الاتهامات عبر تشكيل لجنة تحقيق وطنية في كل ما يقال

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -