الأزمة الاوكرانيه التي هدفت أمريكا من ورائها تحقيق مكتسبات من خلال سياسة مقايضة روسيا بتحقق مصالح لأمريكا وحلفائها في سوريا ، إلا أن ما أقدمت عليه روسيا بسرعة التجاوب مع مطالب سكان الفرم للانضمام للاتحاد الروسي قد فوتت فرصة مقايضه أمريكا في ألازمه الاوكرانيه ، إن نجاح الجيش العربي السوري بتحقيق انتصارات على الأرض وحسم معركة القلمون فتح جبهة كسب وأعاد للواجهة معركة الساحل عبر اللاذقية بدعم لوجستي تركي عبر توفير الغطاء للمسلحين المدعومين من قبل قطر والسعودية بغطاء أمريكي صهيوني ، أمريكا تستشعر خسارتها للمنطقة تسعى جاهدة لاستعادة هيبتها ونفوذها وهي ما زالت تراهن على حسم الصراع في سوريا لمصلحتها ، زيارة اوباما للسعودية ونتائج ما تمخضت عنه الزيارة هو بالاتفاق على استمرارية التحالف الاستراتيجي بين السعودية وأمريكا وان هناك توافق بالرؤى بين أمريكا والسعودية تجاه ألازمه السورية والتصعيد في سوريا ، هذا وقد كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الامريكيه عن خطة امريكيه جديدة تتضمن دعم المجموعات المسلحة في سوريا ، وتهدف ألخطه بحسب الصحيفة لزيادة الدعم السري المقدم للمجموعات المسلحة من خلال التدريب والتسليح بالإضافة إلى فرض المزيد من الإجراءات للتأكد من الجهات التي سيتم تسليم الدعم والسلاح لها.
وبحسب خبراء فان أمريكا تهدف من خطتها إلى تغيير موازين القوى في سوريا ردا على ما تعتبره أمريكا وأوروبا تعويض عن خسارتها في أوكرانيا ، وان أمريكا تحاول أن تتجنب أية خسارة مباشره وهي تحجم عن التدخل المباشر في الصراع على سوريا وهي تخوض حربها وصراعها على سوريا عبر وكلاء ، وهي بهذا تتجنب أية خسائر تلحق بها لأنها لم تعد تتحمل خسارة ما لحق بها في حربها على العراق وأفغانستان ، تسعى أمريكا عبر برنامجها لتأهيل ما يسمى بالجيش الحر وتسليحه وعزله عن باقي التنظيمات التي تعتبرها متطرفة ، وتهدف ألخطه إلى رفع عدد المقاتلين الذين سيتم تدريبهم شهريا من 300 مسلح إلى ستمائة مسلح وذلك في معسكرات في الأردن والسعودية وقطر ، وتشرف المخابرات الامريكيه المركزية على إعداد وتأهيل وتدريب هذه المجموعات لضمان ولائهم وحسن أدائهم وتنفيذهم للمخطط الأمريكي الصهيوني ضد ألدوله السورية ، وسيتم منح هذه المجموعات المسلحة ذات الولاء الأمريكي مضادات للطائرات شرط ربطها بأجهزة للتعقب بالإضافة إلى ضرورة تصوير أي عمليات تستخدم فيها هذه الاسلحه.
كما أن الخطة تقضي بالتحقيق في طبيعة الملتحقين بالمجموعات المسلحة خلال وبعد التدريب لتجنب تجنيد أيا من مقاتلي المنضمين لما تدعي أمريكا أنهم منتمون للتنظيمات الاسلاميه المتطرفة وخاصة تلك التي تتبع أحرار الشام وجبهة ألنصره والدولة الاسلاميه في العراق والشام ، وان المخطط الأمريكي يهدف لتوحيد الجهود وتفادي الخلافات بين أصدقاء سوريا ، إن حقيقة الدور التركي في الخطة الامريكيه هو في تامين دخول المسلحين وتامين وصول السلاح وتامين الغطاء للمسلحين ، إن حقيقة ما تشهده سوريا هو أن الدول المتآمرة على سوريا ما زالت مصرة على مخططها التآمري الهادف لإسقاط ألدوله السورية لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني لتامين امن إسرائيل وترسيخ وجودها على حساب الأمن القومي العربي ضمن مسعى يهدف لتصفية القضية الفلسطينية ، وان الصراع على سوريا مرتبط بالصراع الإقليمي والدولي.
وان أمريكا التي افتقدت وجودها وهيبتها تسعى لتعزيز هذا الوجود واستعادة الهيبة من خلال العمل لإسقاط ألدوله السورية وذلك ضمن صراعها مع روسيا وان عملية التصعيد المستمرة في سوريا هو انعكاس لانعدام التوافق بين روسيا وأمريكا ، ان مؤتمر جنيف 2 أصبح من الماضي بحسب مؤشرات ومعطيات ونتائج ما تشهده المنطقة من صراع وان الحسم العسكري أصبح يتصدر الاولويه بين مختلف قوى الصراع ، وان من يدفع فاتورة الصراع هم شعوب المنطقة ، أن ينتقل الصراع لدول الإقليم أصبح قائم بفعل التدخل التركي المباشر والتدخلات لدول الإقليم في الصراع على سوريا ، وان استمرار الصراع على سوريا وأوكرانيا قد يقود لحرب عالميه ما لم يتم التوافق بين أمريكا وروسيا لإعادة اقتسام النفوذ بين القطبين وإعادة اقتسام المصالح وإنهاء للتحكم القطبي الأحادي الأمريكي لحكم العالم ، خاصة وان سوريا قد نجحت في تعزيز وترسيخ مكانتها الدولية والاقليميه وذلك بما يتحقق للجيش العربي السوري من نجاح على الأرض في حسم الصراع مع المجموعات المسلحة.