دعوة للمجتمع الدولي للتدخل الفوري للحد من معاناة الأسرى

أوصى مشاركون في يوم دراسي نظمته كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري والسريع للحد من معاناة الأسرى والعمل بشكل جدي للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عنهم ومعاملتهم كأسرى حرب.

ودعا المشاركون في اليوم الدراسي الذي عقد تحت عنوان: "الأسرى الفلسطينيون بين سندان الاحتلال والواجب الوطني والإنساني" إلى إنشاء مراكز للإحصاء وقاعدة بيانات ومراكز للدراسات والأبحاث المتخصصة بمجتمع الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بهدف دراسة أهم السمات والخصائص والأوضاع الجغرافية والديموغرافية وتحديث بياناتها بشكل دوري.

وحث المشاركون على التنسيق الكامل بين الجهات المشرفة والمتابعة لكافة قضايا وشؤون الحركة الوطنية الأسيرة وبين الجهاز المركزي للإحصاء بما يضمن توفير قاعدة بيانات وإحصاءات لسد النقص في البيانات المتعلقة بالخصائص والأوضاع الجغرافية والديموغرافية للأسرى، مع التأكيد على ضرورة حوسبة البيانات والإحصاءات بما يضمن دقة العمل وعدم التلاعب بقاعدة بيانات الأسرى إلا من خلال الجهات الفلسطينية المشرفة والمسئولة عن قضايا وشؤون الحركة الأسيرة .

وأوصوا في اليوم الدراسي الذي حضره ممثلو القوى الوطنية والجامعات والمؤسسات التعليمية، بتعزيز وجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتوسيع نشاطاتها لحماية المدنيين الفلسطينيين بما فيهم الأسرى ومراقبة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومتابعتها في تقديم إحصاءات دورية شاملة تخص الأسرى في السجون.

وشدد المشاركون على دعوة كافة المؤسسات الحقوقية والإعلامية إلى تكثيف الجهود من اجل إيصال رسالة الأسرى ، إلى كافة المحافل الدولية وكشف الانتهاكات المستمرة ، التي تمارس بشكل يومي وممنهج  من قبل إسرائيل، والتي بدورها تضرب بعرض الحائط ، كافة الأعراف والمواثيق الدولية التي كفلت للأسرى حقوقهم.

وأكدوا ضرورة قيام المنظمات والجمعيات الحقوقية، برصد الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، والتحرك من خلال سلسلة من التقارير المتخصصة، للضّغط على حكومة الاحتلال لتحسين ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، ووقف الاعتقال الإداري التعسفي.

وحثوا على تنظيم حملات دولية للدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال، بالتنسيق بين المنظمات المحلية والعربية والدولية المهتمة، لتسليط الضوء على الانتهاكات الفاضحة لحقوقهم، وإبراز صور معاناتهم التي لا يمكن أن توصف، وإسماع العالم صرخاتهم.

وأشاروا إلى ضرورة إنشاء موقع الكتروني وطني عام وموحد، باللغتين العربية والإنجليزية، وبلغات أخرى، ليتسنى لكافة شعوب العالم الاطلاع على معاناة الأسرى، ومشاركة المؤسسات الحقوقية في فضح تلك الممارسات، وتخصيص زاوية إعلامية خاصة للأسرى في المواقع الإخبارية على الشبكة الإلكترونية، وتخصيص مساحات كافية ودورية في الصحافة المكتوبة، تتحدث عن واقع ومعاناة الأسرى.

ونبه رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي عبد القادر حماد إلى خطورة استمرار سلطات الاحتلال في احتجاز آلاف الاسرى في سجونها، منوها الى أنه بعد مرور أكثر من عقدين على قيام السلطة الوطنية وبالرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلت لتحرير الأسرى المحتجزين في سجون الاحتلال بكافة السبل والطرق، إلا أن سلطات الاحتلال مازالت متعنتة إزاء هذه القضية الوطنية الهامة، مما يحول دون تحرير الآلاف من هؤلاء الأسرى الأبطال ومنهم من يقضي حكماً مكرراً بالسجن مدى الحياة، ومنهم المرضى الذين في حاجة ماسة إلى العلاج، وغير ذلك الكثير.

وأضاف أن هذا اليوم العلمي يلتئم في ظل ظروف عصيبة يمر بها شعبنا من تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا، واستمرار الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 6 سنوات، وتزايد معاناة آسرانا في سجون الاحتلال، واستمرار الانقسام البغيض بين أبناء الوطن الواحد، كما ينعقد في ظروف عربية وإقليمية خطيرة.

وشدد حماد على أهمية الكشف عن ما آلت إليه أوضاع الأسرى الذين تضاعفت معاناتهم في غياهب السجون في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية للعيش البشري إضافة إلى ما يتعرضون له من استفزازات وإجراءات تعسفية وإهانات معنوية واعتداءات جسدية، وتسلط وشطط وإجراءات ظالمة وتعسفية.

من جهته، شدد النائب الأكاديمي في الكلية محمد شعث على أهمية الفعاليات الخاصة بنصرة الأسرى، مؤكدا التفاف شعبنا حول هذه القضية الوطنية الهامة، كما طالب بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

وتضمن اليوم الدراسي جلستين علميتين إضافة الى الجلسة الافتتاحية حيث تضم كل جلسة خمسة أوراق علمية، إضافة إلى استعراض تجربة حية لأسير قضى في سجون الاحتلال زهاء ثلاثة عقود من الزمان.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -