عمال العالم يحتفلون باليوم العالمي لعيد العمال وعمال فلسطين محاصرون في لقمة عيشهم

بقلم: علي ابوحبله

ان العالم يتحمل مسؤولية ما يعاني منه عمال فلسطين ، هؤلاء الذين يعانون من الحصار ومن الجوع ومن تفشي البطالة نتيجة معاناتهم من الاحتلال الاسرائيلي ، اسرائيل تضيق الخناق على عمال فلسطين وهي تضع كل الموانع امام ايجاد فرص عمل لاستيعاب الايدي العامله الفلسطينيه عن العمل ، الالاف من العمال الفلسطينيين بلا عمل وهؤلاء جميعهم يعيشون تحت خط الفقر بسبب الاجراءات الاسرائيليه وغلق ابواب العمل تجاههم ، وان الذين يعملون فهم في حالة من الضيق والعوز بفعل المعاناة ألاقتصاديه والحالة التي عليها الاقتصاد الفلسطيني.
هناك عراقيل امام بناء اقتصاد فلسطيني يكون بمقدوره ان يستوعب الايدي العامله الفلسطينيه وهناك استغلال للأيدي الفلسطينيه المحتاجة اصلا للعمل من قبل اصحاب راس المال في اسرائيل ومستغلي عمال فلسطين ، ان العالم الذي يحتفل في اليوم العالمي لعيد العمل او عيد الشغل حيث عمالنا في فلسطين ينظرون في هذا اليوم لغد افضل ولواقع افضل ولحياة كريمه تؤمن لهم ولأسرهم لقمة العيش الكريم ، ان اول احتفال في عيد العمال جرى في الولايات المتحدة الامريكيه في الخامس من سبتمبر ايلول 1882 في مدينة نيويورك ، وفي اعقاب وفاة عدد من العمال على ايدي الجيش الامريكي ومارشالات الولايات المتحدة خلال بولمان سترايك وإضراب بولمان عام 1894 وضع الرئيس غروفر كليفلاند تسويات مصالحه مع حزب العمل باعتباره اولويه سياسيه ، وخوفا من المزيد من الصراعات تم تشريع عيد العمال وجعله عطله وطنيه من خلال تمريره الى الكونغرس والموافقة عليه بالإجماع ، فقط بعد ستة ايام من انهاء الاضراب ،وكان الرئيس كليفلاند يشعر بالقلق لتواؤم عطلة عيد العمال مع الاحتفالات بيوم مايو الدولي ، والذي يثير مشاعر سلبيه مرتبطة بقضايا هايماركت عام 1886 عندما اطلق افراد شرطة شيكاغو النار على عدد من العمال اثناء اضراب عام مطالبين بحد اقصى لعدد ساعات اليوم الواحد لا يزيد عن ثماني ساعات.
ومع انتشار الفكره في جميع انحاء العالم تم اختيار الاول من مايو من كل عام ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدوليه الثانيه للأشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886 التي وقعت نتيجة للإضراب العام في كل من ولايتي شيكاغو والينوى الامريكيتين التي شارك فيها عموم العمال والحرفيين والتجار والمهاجرين وفي اعقاب الحادث التي فتحت فيه الشرطه النار على اربعه من المضربين فتم قتلهم في شركة ماكورميك للحصاد الزراعي وتجمع حشد من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت ، وظل الحدث سلميا الى ان تدخلت الشرطه لفض الاحتجاج ، فالقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطه وادى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب الى وفاة ما لا يقل عن اثنى عشر شخصا بينهم سبعه من رجال الشرطه وتلا تلك الواقعه محاكمه مثيره للجدل حيث تمت محاكمة ثماني من المدعى بسبب معتقداتهم السياسيه وليس بالضرورة عن أي تورط في التفجير وآدت المحاكمة في نهاية المطاف الى اعدام سبعة اشخاص وبهذا صارت قضية هايماركت مصدرا لغضب الناس في ارجاء المعمورة.
هذه كانت السبب في احتفال العالم باليوم العالمي لعيد العمال حيث يحتفل العمال اليوم باليوم العالمي لعيد العمال احتفالهم للانجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العماليه ، وبالرغم من ان الاول من مايو قد استمد الهامه العالم من الظلم الامريكي للحركة العماليه إلا ان العديد من المحتفلين في هذا اليوم في العالم يتخذونه يوم احتجاج ضد السياسات لحكوماتهم واحتجاج على بعض الاجراءات الحكوميه التي تستهدف التظلم من ارتفاعات غلاء المعيشة وغيرها او تلك التي يستغلها العمال للمطالبة بتحسين حياتهم ، اما عمال فلسطين في هذا اليوم يتطلعون لان ينصف العالم عمال فلسطين بوضع حد للاحتلال الاسرائيلي ورفع يد الاحتلال عن الطبقه العامله ا لفلسطينيه ا لتي تستغل من قبل الاحتلال ابشع استغلال حيث العامل تهضم حقوقه ويفقد المعامله الانسانيه بفعل الاجراءات والممارسات الاسرائيليه والقيود المفروضة على عمال فلسطين ، ان الاحتلال بممارساته وأفعاله لا يختلف عن تلك الممارسات التي في مورست في القرون الماضيه وكانت السبب في ثورات العمال واحتجاجهم على تلك المعاملات حيث انتصر العالم جميعه لحقوق العمال وسؤال عمالنا في فلسطين متى يتنصر العالم للحقوق الوطنيه الفلسطينيه لينتصروا لحق العامل الفلسطيني ، عمال فلسطين في احتفالية العالم بيوم العمال العالمي يتطلعون لغد افضل ولحياة كريمه تؤمن لهم ولأسرهم المعيشة الكريمة فهل ينتصر العالم باحتفالية اليوم العالمي لعمال فلسطين لتتحرر فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي ويحتفل عمال فلسطين وقد تحققت امالهم وطموحاتهم بالأمن والاستقرار اسوة بعمال العالم الذين يحتفلون بالعيد العالمي لعيد العمال