عبر المنتدى الأدبي للدكتور محمد البوجي.
بدأ الدكتور محمد البوجي اللقاء بكلمة قصيرة قال فيها ||
الروائية بشرى أبو شرار :
روائية تستحق القراءة بصورة معمقة ، كاتبة وزعت نفسها في نفوس كثيرة واحتست قراح الغربة والغربة حارقة ، فأحرقت جزءا من نفسها بأعواد ثقاب من صناعة الضعف العربي ، فألهبت خيالها بشريط ذكريات مغمسة بحكايات عشق منقوصة وحنين ملوث بعصا غليظة وبؤس حالك،لكنها كانت مشرقة بشمسها وفكرها وحضورها بحكايات متجددة ومنقسمة في أنحاء كثيرة ، بشرى أبو شرار كاتبة ممزقة الذات بين مكان النشأة ، ومكان الحنين ، ومكان الحياة ،إنها ترصد شموسا كثيرة ، حتى قمر الظهيرة العربي المهمل لم يسلم من عشقها،عشق الحرية ، فتحرجنا وتحرج التاريخ وتحرج الواقع ، بشرى كاتبة التحام بمكان غير ملتئم وحنين جارف ، فالذكريات مثل حكاية المكان ممزقة ومفقودة كالشهب في واد سحيق يحجبنا عنه جدار أو جدارية وهم صنعناه بأنفسنا ، وصاغته بشرى بلغة شعرية محيرة ، لغة تتسم بالعمق ، وتعدد الظلال والشظايا والرموز التي تفضح واقعا مؤلما ، رغم شموسه ورغم قمره ، لغة كاشفة مكنونات التناقض والتمزق النفسي لشخوصها. بشرى : أنت روائية رائعة ، لا زلت تمتلكين وحيا وقلما وذكريات ومآس تصنع المزيد من حكايات التوق في أدب روائي مميز . هل تسمحين لي أن أناديك بلقب سيدة الرواية العربية ) رغم ما في ذلك من مجازفة قد تزعج الكثيرين .
] باسم إدارة وأعضاء المنتدى نرحب بالكاتبة الكبيرة ، الروائية ، بشرى ابو شرار ، ونعتز بهذا اللقاء معها ، من هنا ، من ارض الوطن ، نتوجه بالتحية والتقدير لها ، فقد استاطاعت ان تجسد الذاكرة الفلسطينية بكل تفاصيلها ، منذ بداية الستينيات وحتى اللحظة ـ وللمكان دور كبير في وقائع احدات روايات بشرى ، فقد تمزق المكان كما تتمزق نفسية الكاتبة ، فهي من مواليد غزة ، واصل عائلتها من دورا الخليل ، وتعيش منذ ثلاثين سنه في الاسكنرية ، حيث تزوجت ، بشرى تعمل في المحاماة مثل والدها أبو ماجد رحمه الله ، وقد تخرجت في جامعة الاسكنرية [
السؤال الاول
] الكاتبة بشرى أبو شرار أولا أسعد الله مساءك وأتمنى أن تكوني بصحة جيدة, كتب عنك أستاذ النقد في جامعة الأزهر أ.دمحمد البوجي في حدود عشر صفحات في إصداره الأخير من كتاب التجربة الأدبية العربية في فلسطين و(شهادات أدبية), سؤالي بين روايتي (حنين وهي من إبداعاتكم ) و رواية (شوشا) ماذا تقارني وكيف تنظري إليهما بغض النظر أنك كتبت الأولى كنظرة ناقد وأديب؟ تحياتي لسيادتكم [
اجابة الكاتبة
] تحياتي أستاذ عمر ....بالنسبة لرواية حنين .... أنا لم يخطر ببالي أن أكتبها الى أن شاءت الظروف أن أهدى لي الاستاذ سمير أبو الفتوح رواية شوشا لكاتبها اليهودي سنجر , وهنا حدثت المفارقة والعامل التحريضي لأكتب رواية حنين حيث أرض اقتلعنا منها وسنجر يمهد لحكاية أرض ليست لهم ويقيموا عليها [
السؤال الثاني
]أ. بشرى ... هل وجدت بشرى نفسها في كتابة الرواية مقارنة بكتابة القصة القصيرة ؟ لماذا؟ [
اجابة الكاتبة
] ان حياتي أستمدها من حالات تسكنني في عالم الرواية , وهي رحلة جبلية صعبة , الرواية أكتبها على مدار عام أو أكثر , أعيش حالاتها وأزمات شخوصها , وحين أنتهي منها يسكنني الحزن لفراق شخصياتها .... الرواية تكتبني وأكتبها , اما القصة القصيرة فهي حالة لحظية أسجلها وأمضي .... لا انتمي لها كما الرواية التي هي عالم أحيا به [
السؤال الثالث
الكاتبة بشرى أبو شرار من أي الأبواب ندخل عالمها الروائي ؟هل تعتقدين فيما يسمى بالكتابة النسوية والى أي درجة من الجرأة والابداع والانتشار وصلت في مجتمعنا الشرقي ؟ [
اجابة الكاتبة || بشرى أبو شرار
الكتابة النسوية فريق أقرها وفريق لم يعترف أن هناك كتابة نسوية وأنا مع الفريق الثاني لأن الأدب لا يفرق بين هذه الأجناس ...حكاية الكتابة النسوية لجأ لها البعض حيث اتخذوا من الجرأة في التناول وبعض الأحيان بطريقة فجة لا تقدم أدبا .... فهنا ظهرت بدعة جديدة في عالمنا الأدبي في حكاية الأدب النسوي [
السؤال الرابع
أ . بشرى نحن نعلم أن اللغة الادبية تعتمد على الخيال ولكن نجد في روايات بشرى انها تجسيد للواقع أكثر ، ومن خلال هذا من أين تستوحى الروائية بشرى فكرة كتابة رواياتها ، وهل تعتقد أ. بشرى أن الادب النسوي يختلف عن الادب الذكوري ، ولو اختلف بماذا يختلف ؟ [
اجابة الكاتبة
أنا أستوحي فكرة رواياتي من ذاتي وواقعي المعاش , الرواية يا سيدي هي كأدراج الخزانة , كل درج يحمل مغاليقه وأسراره وحكاياته , أنا أقدم رواياتي من عذاباتي ومن حالات أنهكت قواي , فأكتب وأكتب لأتمرد في حالات غضب كاعصار .... وليس هناك أدب نسوي وأدب ذكوري يا سيدي , الأدب جنس مشاكس مراوغ , مدهش انساني , يجب كل الأجناس [
السؤال الخامس
استاذة بشرى.. ماذا يفعل المرء إذا مر بحالة تصحر فكري.. و لم يعد له القدرة على التعبير مع أن هنالك افكارا تعصف في ذهنه لكن ما من خالق لها يبدعها في صورة جميلة! لا اعرف إن فهمتي قصدي ام لا
كل التحية لك و للأستاذ محمد البوجي [
اجابة الكاتبة
أستاذة انجي .... تحياتي ...كل انسان في هذه الدنيا قادر وبكل جداره أن يعبر عما بداخله , وحالة التصحر هذه حالة وهم .... ولكن حين تعصف الأفكار , ندخل في حالة الاحتواء والتعايش مع الحالة , ثم تختمر الفكرة بعد هبوب العاصفة , ثم يبدأ القلم في تسطير وجع الحالة من روح الحكاية [
السؤال السادس
أ بشرى يسعد مساكى لفت انتباهى ان معظم روايات بشرى ابو شرار حملت اسم شمس فما القصد من وراء هذا الاسم [
اجابة الكاتبة
أستاذ محمد خالد .... شمس هي التي تسكن كل كائنات الأرض , الشمس هي النور , هي الأمل .... هي ديمومة الحياة الأبدية .... شمس في كل حكاياتها تعصف بها الأزمات , ولكن تبقى شمس هي روح الحكاية .. [
السؤال السابع
الروائية الفلسطينية بشرى أبو شرار أود أن أوجه لحضرتك سؤالا حول تقنيات السرد التي أوصلت النص الى نهايته الأخيرة في روايتك من هنا و هناك و عن توظيف الموتيفاتِ التي تساعد على توضيح صور المعاناة و النضال الفلسطيني. [
اجابة الكاتبة
أستاذ علاء ....تقنية السرد في رواية من هنا وهناك جاءت عفوية , من فكرة قد تقترب من الجنون , من حالات التشظي ما بين امرأة هنا مسكونة بهناك .... وما بينهما شخوص هما البطولة في عمر الحكاية ... وشخوص سقطوا قبل أن تكتب لهم أسماء [
السؤال الثامن
مرحبا بالأديبة بشرى .. رواياتك أكيد لاقت مواجهة قوية و شرسة سواء من الأشخاص التي كانت تسكن سطورها .. أو من الخبرات الشخصية و الخيال و من واقع ... أكثر مشاكل ممكن يتعرض لها أي كاتب خلال الكتابة .. ؟؟ [
اجابة الكاتبة
استاذة " رانيا " أكثر مشلات ممكن يتعرض لها كاتب أثناء الكتابة , هي أشياء لا تكن محسوبة في كيانه , أشياء تقطع الطريق عليه , وتبعده من حالة الابداع وتدخله في حالات لا يحبها , الكاتب مخلوق من مشاعر وحس مفرط , هو من يجب أن يقي نفسه متاعب ممكن تضيف متاعب أكثر مما هو فيه , الكاتب يا سيدتي لا يكتب من أرجوحة الوقت , بل يكتب من روح الوجع الذي يجدد فيه طاقات هائلة لهذا العطاء [
السؤال التاسع
حسب اعتقادك ما هي أهم عقبات النشر في البلاد العربية؟ وهل تعتقدي أن ثقافة الحكومة تلعب دوراً بارزاً في هذا الأمر
أبو شرار
أستاذ محمد غنام .... مشاكل النشر كثيرة ومعقدة , ونحن الآن نعيش في فوضى النشر , وغياب دور الدولة في انتقاء الأعمال الأدبية , المشهد الثقافي صار يعتمد على الشللية وغابت المعايير التي نؤمن بها .... وغابت أيضا ثقافات الحكومات , نحن نعيش حالة ضبابية , نتمنى أن ينقشع الضباب وتتضح الصور ونعيد المشهد من جديد كما يجب أن يكون [
السؤال العاشر
سلامات أستاذة بشرى عندي سؤال بخصوص صورة روايتك الي بالغلاف "أعواد ثقاب"
غلاف الرواية نفس غلاف رواية واسيني الاعرج باصابع لوليتا
وبكل روايته بيشير وبيشرح حاله هاللوحة ، وتقريبا رمزت لشخصية البطلة بالرواية ،، هل اختيارك لغلافك محض مصادفة او ؟؟[
اجابة الكاتبة
أنا روايتي طبعت عام 2003 ولا أعلم عن غلاف واسيني الاعرج , هي محض مصادفة أجمل السلامات.[
نهاية اللقاء
شكر الدكتور محمد البوجي الكاتبة الرائعة علي حضورها الجميل بالمنتدى ووجه الشكر والتقدير لكل من تواجد في هذا الصرح الادبي الرائع والبسيط.