دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل نظيره وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض تشكل اول بادره للتغير الحاصل في المنطقه نتيجة الصمود السوري وما حققه الجيش العربي السوري من انتصارات على المخطط التآمري الذي استهدف محور الممانعة والمقاومة ، وان الدعوة السعوديه تعطي اشارات بان هناك تفاهمات سابقه بين الايرانيين والسعوديين حول العديد من الملفات التي تهم المنطقه ، لا شك ان السعوديه ايقنت ان لا بد من توحيد المواقف بين القوى الاسلاميه المختلفة وتوحيد الجهد بما يخدم المنطقه ويجنبها مخاطر التدخلات الاسرائيليه حيث تسعى اسرائيل لان تصبح لاعب اساسي في الصراع الاقليمي وتستغل الخلافات الايرانيه السعوديه وتفرض وجودها كحامي لمصالح المنطقه كي يتسنى لها اقامة موطئ قدم يخدم اهدافها في مهاجمة ايران واستهداف مشروعها النووي ، زيارة الرئيس الامريكي اوباما الى الرياض نهاية اذار الماضي قد قلبت موازين القوى في المنطقه وذلك من خلال التأكيد الامريكي ان الاداره الامريكيه ماضيه قدما في خيار توقيع الاتفاق النووي النهائي مع طهران ، لقد فشلت فرنسا في حدوث اختراق تجاه التحريض الفرنسي للسعودية لاستعداء المحور الايراني السوري حزب الله وقوى المقاومه ، وان مواقف دولة الكويت وسلطنة عمان ساهمت في تهيئة المناخ الايجابي في الاتجاهين وبحسب التقارير ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني سيقوم بزيارة الى السعوديه قبل نهاية العام الحالي على الارجح بحسب المصادر ، السفير السعودي عبد الرحمن الشهري في طهران لعب دورا مهما في عملية التقريب في وجهات النظر واسهم من خلال اتصالاته بالمسئولين في ايران من تذويب الجليد الذي كان يكتنف العلاقات السعوديه الايرانيه ،لا شك ان الملف الامني يعد الاولويه على ما عداه من الملفات الاخرى وهو متداخل مع الملف السوري والعراقي واليمني واللبناني وان البحث عن قواسم مشتركه لهذه الملفات قد يقود لتبريد الاجواء الاقليميه ويؤدي لإيجاد فرص للتفاهم بين الايرانيين والسعوديين في الملفات الامنيه الخليجيه حيث ان مؤشرات الوضع تشير الى وجود فرص حقيقيه لإيجاد مظله سياسيه للاستقرار السياسي في المنطقه برمتها بخاصة ما يشهده لبنان منذ تشكيل حكومة تمام سلام وقد تساهم تلك التفاهمات بالاتفاق على رئيس توافقي للبنان ، ان حقيقة التقارب السعودي الايراني ان تم ان يترك اثار وانعكاسات ايجابيه على ملفات المنطقه المعقده وان ينعكس بالتهدئة على جميع الجبهات الساخنة من سوريا الى البحرين الى العراق الى اليمن ،
ان حقيقة ما واجهته العلاقات السعوديه الايرانيه من توتر وصراع انعكس بهذا الصراع الدموي الذي تواجهه المنطقه هو نتيجة خلفيات وصراع تاريخي وان التوصل لإطار من التفاهم يطفئ نيران الخلافات المذهبيه والطائفية ويجنب المنطقه حمى الصراع الذي تحاول اسرائيل اذكاء نيرانه وذلك لمصلحتها ولتعزيز تواجدها وحضورها الاقليمي في المنطقه ، ان حقيقة ما تشهده العلاقة التركية الاسرائيليه وان التقارب بين البلدين بعد الاعتداء على سفينة مرمره مرده للتخوف من التقارب السعودي الايراني بحيث تجد اسرائيل نفسها في عزله اقليميه بعد ان كانت تطمح وتسعى لتعزيز تحالفها ووجودها في المنطقه مستغلة ألازمه السوريه وما تعيشه المنطقه من اضطرابات كانت تسجل لصالح اسرائيل ومخططها الهادف لإشعال نيران الفتنه المذهبيه الطائفيه في المنطقه وتهديدها للتدخل في ضرب المفاعل النووي الايراني وتحريض دول الخليج العربي ضد ايران ، ان عودة التواصل الايراني السعودي من شانه ان يقلب العديد من المعادلات الاقليميه ويعيد النظر في التحالفات التي عصفت في المنطقه وأدت لهذا الصراع الدامي الذي تشهده سوريا وما تشهده البحرين وما يعاني منه العراق وما يواجهه اليمن وما تتعرض له مصر من مخاطر هو بفعل الانخراط من قبل البعض في المخطط الامريكي الصهيوني لتغيير معالم المنطقه ضمن مسمى الشرق الاوسط الجديد وان المخطط لا يستثني السعوديه وتقسيمها ، ان اعادة تقييم السعوديه لمواقفها وتيقنها بخطر ما يستهدف المنطقه وأعادة ترتيب البيت الحاكم السعودي قد اسهم بهذا الانفراج في المواقف وادى الى سياسة التقارب التي ان تمت ستترك اثارها وانعكاساتها على المنطقه برمتها وستترك اثارها الايجابية على القضية الفلسطينيه لان من شان هذا التقارب ان حصل ان ينهي تحكم اسرائيل في مسار المفاوضات ويزيد من قوة التحالف العربي الاسلامي لمواجهة اسرائيل ومخططها التهويدي والاستيطاني للقدس والمناطق الفلسطينيه المحتله ،
ان التفاهم السعودي الايراني من شانه ان يؤدي الى تعاون اقتصادي مثمر وان يؤدي لاستقرار سياسي وان يسد الفراغ في المنطقه بعد الانسحاب الامريكي من المنطقه في ظل التغير في موازين القوى الدوليه والاقليميه ، ان صمود سوريا ونجاحها في مواجهة الارهاب ومخطط التقسيم قد اسهم في عملية التغير الدولي والإقليمي وأصبح لزاما على الجميع ان تتوقف الحرب على سوريا وان تتوقف عملية دعم مجموعات الارهاب التي تستهدف البنى التحتية السوريه وتستهدف تفكيك بنية الجيش السوري ، وان اتفاق ايران السعوديه من شانه ان يخلق جبهة متراصة في مواجهة المخطط ا لإسرائيلي وحماية الحقوق ا لوطنيه الفلسطينيه وان يساهم في تعزيز الوحدة الوطنيه الفلسطينيه وتشكيل شبكة امان عربيه اسلاميه لتدعيم التوجه الوحدوي الفلسطيني ، لا شك ان العالم العربي والإسلامي بانتظار تحقيق خطوات التقارب والتفاهم بين ايران والسعودية وان تلبي ايران الدعوة السعوديه بزيارة وزير خارجيتها بأسرع وقت ممكن وان يتم التوصل لتفاهمات تعزز الامن الاقليمي للمنطقة وتدعم امن واستقرار سوريا وتدعم الامن والسلم في منطقة الخليج العربي وتعزز من سلامة وامن العراقيين واليمنيين وآلامه العربية والاسلاميه ليتسنى للجميع توحيد جهدهم وتدعيم استراتجيه عربيه اسلاميه تقود لتحرير القدس والأقصى وتعزز من فرص اقامة الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس
بقلم المحامي علي ابوحبله