الاراده الوطنيه واستقلالية القرار الفلسطيني هي التي يجب ان تنتصر على كل المعيقات

بقلم: علي ابوحبله

بالرغم من التفاؤل بقرب الاعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الفلسطيني ، ورغم ان جميع التصريحات تطمئن الفلسطينيين جميعا بان عملية الانقسام قد انتهت وأصبحت من الماضي ، وان هناك نوايا صادقه من قبل فتح وحماس لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنيه الفلسطينيه ، وان هناك عوامل عدة ساهمت في هذا التوافق الذي تشهده الساحة الفلسطينيه ، إلا ان الانتظار والترقب يبقى سيد الموقف وتبقى حاله من التخوف تسود الشارع الفلسطيني خاصة لجهة الموقف للاطراف العربيه والاقليميه والدوليه ، اسرائيل تضع عقبات مقدما تجاه عملية المصالحه وتضع شروطا مسبقة للتعامل مع الحكومة القادمة التي لم تخرج بعد للنور ، وهناك كما يبدوا تحفظات من دول عربيه تجاه عملية المصالحه ، وتبقى المراهنة على الموقف المصري حيث ان مصر تجد نفسها في صراع مع حركة حماس وتعتبرها جزءا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وان فتح معبر رفح مرتبط ومرتهن بالموقف المصري ومباركته للمصالحة الوطنيه الفلسطينيه والتي لعبت فيها دورا مهم ،

كما ان السعوديه لم تعلن موقفها صراحة من الاتفاق بين فتح وحماس ولم تعلن مباركتها لانهاء الانقسام وهي من رعت اتفاق مكه بين الفريقين ، وان لقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان بالعاصمه القطريه حيث اكد مشعل على دور المقاومه باعتبارها السبيل الاهم لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ومؤكدا بتصريحاته ان حماس لن تنسى الدعم الذي قدمه الرئيس السوري بشار الاسد والشعب السوري لفلسطين هذه المواقف جميعها تلقي بظلالها وتلقي مزيد من الحذر للصراع الاقليمي الذي تشهده المنطقه خاصة في ظل التباين في المواقف وفي ظل الهجمه التي تتعرض لها حركة الاخوان المسلمين ،

وان التخوف الذي يلقي بظلاله هو ان تنعكس المواقف الدوليه والاقليميه بخلافاتها وتقف حجر عثره امام عملية اتمام المصالحه وتشكيل حكومة الوفاق الوطني لان امريكا تسعى بضغوطها على القياده الفلسطينيه للتمديد لعملية المفاوضات وان حكومة نتنياهو تتهدد وتتوعد الفلسطينيين في حال تم تشكيلة حكومة الوفاق الوطني وان الصراع العربي والاقليمي يلعب دورا مهما وينعكس على القضيه الفلسطينيه لاهميتها وترابط القضايا بعضها ببعض وخاصة ان هناك صراع اقليمي على اختيار الرئيس اللبناني القادم وان ذلك مرتهن هو الاخر بحقيقة الصراع الدولي والاقليمي وانعدام وجود افق للتوافق وان المحور الاقليمي بانتظار ما تسفر عنه المحادثات الايرانيه السعوديه في حال تمت زيارة وزير الخارجيه الايراني للسعوديه وتلبية دعوة وزير الخارجيه السعودي ويبقى الانتظار سيد الموقف ويبقى التفاؤل المدفوع بالحذر من مغبة حدوث طارئ يحول دون الاعلان عن حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني الهاجس الذي يؤلاق الفلسطينيين مع ان الارداه الوطنيه واستقلالية القرار الفلسطيني هي التي يجب ان تسود وتنتصر على كافة العقبات التي قد تحول دون اتمام عملية المصالحه