المشهد القادم في غزة

بقلم: طلال الشريف

في المرحلة الانتقالية وحتى موعد الانتخابات اذا كان هناك انتخابات ستشهد ظلما كبيرا للناس خارج محاسيب وموالين السلطتين وسينتعش المقربون للمسئولين القدامى والجدد فوق الظلم الموجود هنا في غزة منذ سبع سنوات.

فعلى صعيد السلوكيات المجتمعية والخبرات السابقة للجمهور ولأن حكامنا غير ديمقراطيين ولم تقو مؤسسات الحكم والتمثيل وتترسخ تحت مظلة القانون والعدل وسادتها الفئوية والقرابة زمنا طويلا فحال مجتمعنا السلبي في محاولة حماية نفسه وحقه في كل مرحلة انتقالية وما أكثرها يتصرف الحاكم والمواطن كلاهما بفردية وذاتية لمصلحة آنية ودون محاسبة سابقة وتلك الخبرات السابقة التي مررنا بها واللي نتش نتش دون محاسبة أو رقابة أو محاكمة رغم أنه يمكن تحصيلها كحقوق واجبة للجميع لو نظم المجتمع صفوفه ومطالبه دون فوضى يستغلها الحكام في السيطرة عليه وعلى حركته.

أما المشهد التصالحي الفصائلي المتحاصص القادم سيكون باختصار على النحو التالي:

ستكون صعوبات جمة نتيجة تداخلات الحالة الأمنية والاقتصادية المعقدة وقد تنفجر الاحتجاجات والمظاهرات بازدياد معاناة الناس وضياع حقوقهم والانتهاكات المتوقعة لقمع المعارضين فالمطلوب من أمن حماس قمع اي تذمر في غزة ولن تلبى الاحتياجات من قبل حكومة عباس لأهل غزة وسيطالب الناس بحقهم ومستلزماتهم وحماس ستقول نحن لسنا في الحكومة عباس هو المسئول وعباس يريد أصلا غزة راكعة ولا تؤيد دحلان وهو هدفه الرئيسي في التحالف مع حماس او الاستعانة بها ولهذا لن يعطيهم شيئا وسيزيد الضغط عليهم وسيبقي عباس يذلهم ليل نهار وحينما يتذمرون أو يخرجون للشارع ستكون حماس جاهزة لقمعهم بعسكرها دون مسئولية عن القرار فالقرار مصدره حكومة عباس .. هكذا ستمضي حياة اهل غزة في القادم من الايام .. حماس غير مسئولة لكنها عصا عباس القادمة .. إرهاب منظم ليس له مسئول واضح .. قصتنا أخطر من ليبيا هنا في غزة .. فمن سينقذ غزة من هؤلاء .. نحن بحاجة إلى سيسي أوحفتر فلسطيني. فما العمل في الطريق للعدل؟

يجب أن تكون المصالحة خطوة لاستعادة دور الشعب وعالمكشوف، فما جرى ويجري من قبل السلطتين سابقا وآنيا حين تركوا معاناة الناس وأداروا الظهر لها دون ضمير أو مسئولية تلك الصورة لا تزال حاضرة للأعيان ونحن مازلنا بها ولذلك فالمطلوب من نشطاء ومثقفي وقادة الرأي من أبناء شعبنا المظلوم طويلا أن يحولوا هذا التهديد والخطر إلى فرصة لتنظيم الصفوف في توجيه الضغط وتماسك الوعي الشعبي لصالح الجمهور بعكس ما يتصور الحكام أنها خطوة لإنقاذهم وتكريس مصالحهم الذاتية والحزبية واستقوائهم على الناس بعد أن تداعوا لإنقاذ أنفسهم هم من مأزقهم وليس لصالح الشعب كما يبدو حتى الآن .. يجب أن ينظر شعبنا كيف يجعل من المصالحة قوة مجتمعية للوقوف في وجه الاستقواء الجديد حتى هزيمتهم كلهم أمام مصالحه وأهدافه في الحرية والكرامة وينتصر على ظلمهم الطويل .

يجب ألا يذهب نشطاء شعبنا إلى النوم في انتظار ترتيب الصورة من قبل الحكام واستغوالهم على الشعب رغم أن دور هؤلاء المدافعين عن شعبهم من النشطاء في المراقبة والمتابعة والضغط في اتجاه تحقيق تنفيذ بنود الاتفاق وانتهاكات الحكام يبدأ الآن ويجب ألا يتوقف، فما يدور من أنانية وانتقام وقطع علاوات من حكام رام الله من أهل غزة وتثبيت درجات وذاتية مكسبية من حكام غزة قبل استرجاع الأدوار للحكومة الجديدة يدل على النوايا التي هدفها الخفي هو تركيع غزة في الوقت الذي يجب ألا يفقد النشطاء الحماس في اتجاه اليقظة والضغط والتظاهر والتعبير الحر والتغيير سواء بعملية الانتخابات التي قد لا تأتي أو بقوة الجمهور في التصدي للحكام والضرر والقمع الذي سيتفاقم كثيرا وبقوة في المرحلة القادمة.