الجميع ينتظر ما سيقدم عليه الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي من تغيرات تقود مصر الى التغيير الاستراتيجي وتقود لبناء الجمهوريه الثالثه ، الشارع المصري منقسم على نفسه منذ ثورة 30 حزيران 2013 ، وان الانقسام الحاد في صفوف الشعب المصري له انعكاسات على الوضع الداخلي مما يتطلب من الرئيس المنتخب في كيفية التغلب على حدة الانقسامات وينتصر على الارهاب الذي يستهدف الامن القومي المصري ويعيد الامن والامان للمصريين ، وهذا يتطلب وقف الخطاب الاعلامي التحريضي وتوحيد لغة الخطاب السياسي لتجمع بين المصريين وتوحدهم حول برنامج وطني يقود مصر للتغيير المطلوب حيث فشل الاخوان المسلمين في ذلك وقبلوا للانخراط في المشروع الامريكي للشرق الاوسط الجديد ، حقيقة لا يمكن لأحد الغاء الاخر ولكن لا بد للجميع ان ينتصر لمصر ولا بد للغة الحوار ان تسود وان يجمع الجميع على المصلحه الوطنيه العليا خاصة وان هناك غالبيه من المصريين كانت غير راضيه عن اداء الرئيس المخلوع محمد مرسي وان الشعب المصري بغالبيته قد اطاح بحكم الرئيس المخلوع ، نحن امام واقع يفرض نفسه وان استمرار الصراع يضر بالمصلحة الوطنيه المصريه ويضر باقتصاد مصر وموقع مصر.
ان الشعب المصري بانتظار تحقيق مطالبه ، وهو بانتظار خطه طارئة تنقذ الشعب المصري من واقع ما يعاني منه وهذا يتطلب اتخاذ قرارات ومواقف حازمه تقود نحو التغيير لتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد بكل اشكاله وألوانه ومحاسبة ومساءلة الفاسدين وتامين الحياة الكريمة للمصريين وتامين العمل للجميع وذلك بالتغلب على البطالة المستشرية ومواجهة اسباب الانهيار الاقتصادي ، ان الاقتصاد المصري منهك وهو يعاني منذ ثورة 25 يناير بفعل الفوضى والاضطرابات التي تعيشها مصر ، اذا كان الرئيس المنتخب يقود ثوره نحو التغيير فان مفهوم الثوره تعني النظر برؤية جديدة وانقلاب على الوضع القائم والسابق وذلك نحو عملية تغيير تقود مصر للأفضل والأحسن بأسلوب ثوري يلبي طموحات الشباب المصري الذي ثار على حكم مبارك وأطاح بحكم الرئيس محمد مرسي ، ان نجاح مصر بثورتها هو بادراك الرئيس المنتخب للتاريخ ، تاريخ مصر بعمقها العربي وقوة مصر بقربها من الشارع العربي ووصولها لقلب العالم العربي.
ان مصر امام مفترق تاريخي حقيقي وان الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي اصبح يتحمل مسؤولية تاريخيه تتطلب منه احداث تغيير استراتيجي في مفهوم الحكم في مصر ، لقد احدثت ثورة يوليو 1952 تغير استراتيجي لم يشهد العالم العربي مثيلا له لغاية تاريخنا وحتى يومنا هذا ، وان الجميع بانتظار تغير حقيقي وجوهري على الموقف المصري حيث جنحت مصر وتقوقعت على نفسها حين رهنت مصيرها وشعبها باتفاقية كامب ديفيد ورهنت قرارها واستقلالها الوطني بالتبعية الامريكيه وكل ذلك مقابل منحه امريكيه سنوية بثلاثة مليارات دولار ، الرئيس المصري المنتخب على المحك للمواقف التي سيتخذها وللقرارات ا لتي سيقدم عليها لتقود نحو التغيير الثوري والنهج الثوري الذي يتطلع المصريين لتحقيقه ، الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي يمتاز بثقافه عاليه في مختلف نواحي الحياة السياسيه والاقتصادية والاجتماعية وعلوم الاداره وهو خريج المدرسه العسكريه المصريه ، وان الرئيس المصري السيسي عليه اليوم ان يسخر طاقاته وقدراته لكيفية الاستحواذ على العالم لكيفية انقاذ اقتصاد مصر الذي يحتضر وان الرئيس المصري عليه ان يستغل التغير الدولي والإقليمي وإنهاء التحكم القطبي الاحادي لكيفية الاستفادة من ذلك بما يخدم اهداف الثوره المصريه ، والسيسي يعلم كيف ان عبد الناصر قد انقلب على الغرب وامم قناة السويس وخاض حرب السويس وانتصر ، وان ثورة يوليوا تغلبت على حصار امريكا والغرب لها لمنع مصر من بناء السد العالي وبني السد العالي وان مصر استعادت قوتها بعد هزيمة حزيران 67 ورفضت الاستسلام ، هي المدرسه النضالية الفكرية التي يجب الاقتداء بها وتطويرها وفق التغيرات التي حدثت وعلى مر العقود ، مصر امام تحديات جسام وأمام تغيرات يجب ان تقود مصر لبر الامان وللتغيير ، ان حقيقة ما تواجهه مصر اليوم بجمهوريتها الثالثه هو ان امريكا والغرب لا يريد ان يخسر وجوده في مصر وان اسرائيل لا ترغب بعودة مصر لتاريخها ولعروبتها وان هذه القيود تتمثل في ضغوطات اقتصاديه قد تتعرض لها مصر ، وعليه لا بد من اختراق كل التحديات والقيود التي تقود شعب مصر للتحرر والاستقلال الحقيقي وتقود للقرار الوطني المستقل وهذا ما يتطلب موقف استراتيجي يقود لإعادة موضع مصر وإعادة وصياغة تحالفاتها العربية والاقليميه والدولية وذلك بعودة مصر لتتبوأ مركزها الاقليمي من خلال نسيج من علاقات تربطها بدول الاقليم تعيد لمصر اهميتها وقيادتها للعالم العربي.
وان الرئيس المصري مطالب اليوم ان لا يرهن ثورة مصر وما تحقق لشعب المصري من تغيرات بمواقف وقيود تؤثر على القرار الوطني المصري ، مصر امام التاريخ والكل بانتظار التغيرات ألاستراتجيه التي تقود للتحول المصري بإعادة موضع مصر الاقليمي والدولي وذلك بما يخدم اهداف وغايات ثورة الشعب المصري التواق للحرية والديموقراطيه والعدالة الاجتماعية والمساواة ومحاربة الفساد وتواق لان يعود لمصر عزتها وكرامتها وذلك بقدرتها على تجميع العرب وإنقاذ ألامه العربية والأمن القومي من المخطط الامريكي الصهيوني الذي يهدف لإعادة تقسيم ألامه العربية لدويلات ، فهل ينجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقيادة مصر نحو التغيير وهل يكون بمقدور السيسي ببناء الجمهوريه الثالثه لمصر التي تتسم بالعزة والكرامة وبالقرار الوطني المستقل وبعدم التبعية والاستظلال بالمظلة الامريكيه الغربيه ويحرر مصر من قيود كامب ديفيد ، وهل يملك السيسي قرار استراتيجي يقود لهذا التغيير الذي ينتظره الجميع.