الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في شريط ساحل اللاذقية واستعادته السيطرة على كسب والسمرا في ريف اللاذقية وانتشار وحدات الجيش العربي السوري على الحدود السوريه التركية ، مكنت الجيش العربي السوري من استعادة زمام المبادرة العسكريه في ادارة المعركة وهزيمة المجموعات المسلحه في منطقة كسب ، مما اضطر عناصر المجموعات المسلحه للهروب عبر المنافذ التركية ، وهذا ما دفع القوات التركية لإغلاق المنافذ الحدودية في وجه المجموعات التي ولت للهروب لداخل الاراضي التركية لمنعهم من الانسحاب ودفعهم للموت ، لقد حدثت احتكاكات ومشادات كلاميه بين المجموعات المسلحه الهاربة وقوات الامن التركي الذي لم يسمح بالعبور من النقاط الحدودية لهذه المجموعات سوى للجرحى من المجموعات المسلحه المنهزمة ، مما اضطر هذه المجموعات التوجه الى ادلب ،
موقف حكومة رجب طيب اردغان هو التخلي عن هذه المجموعات المسلحه وتركها لتواجه مصيرها امام ما تتعرض له من ضربات على ايدي قوات الجيش العربي السوري ، وان هزيمة المجموعات المسلحه في كسب وضعت حكومة اردغان في موقف مخجل ومربك ، لقد راهن اردغان والقوى المتحالفة والمتامره على سوريا على معركة الساحل السوري في ريف اللاذقيه وأطلقت عليها المجموعات المسلحه معركة الانفال ، تمكنت المجموعات المسلحه في 20 مارس من عبور الاراضي السوريه عبر المنافذ الحدودية التركية وتمكنت من السيطرة على كسب والنبعين وبرج 45 وجبل النسر ونبع المر والسمرة والتقدم نحو راس البسيط تحت غطاء مدفعي من الجيش التركي المتواجد على شريط الحدود التركية السوريه ، لقد راهنت امريكا وحلفائها والمعارضة المتمثلة في قوى الائتلاف السوري المدعومة من تركيا ودول عربيه على هذه المعركة لتغيير المعادله العسكريه على الارض بعد الخسائر التي لحقت بالمجموعات المسلحه في غوطة دمشق وفي معركة القلمون ، ووفق ما اكده عضو الائتلاف المعارض بسام يوسف للشرق الاوسط في معرض تعليقه على معركة الساحل السوري ان المنطقه تتمتع بطبيعة جبليه وعره تسهل على المعارضة الاحتفاظ بموقعها وأنها ستكلف قوات النظام اثمان باهظة على صعيد الاليات العسكريه او على الصعيد البشري ،
هذا في وقت عبرت فيه المعارضه المدعومة من قوى متا مره على سوريا عن ثقتها وقدرتها على احراز مزيد من التقدم في ريف اللاذقية الا انها كانت تتخوف عن توقف امدادات السلاح التي تصلها عبر الحدود مع تركيا نتيجة صفقه سياسيه مع الدول المتحالفة مع سوريا ، حظيت معركة ريف اللاذقية بأهمية استراتيجية بالنسبة لمعارضة ظنا من المعارضه السوريه انها قد جعلت الحدود التركية - السورية خالية تماما من القوات النظامية للجيش العربي السوري ،
إضافة الى ان المجموعات المسلحه كانت تتطلع للوصول الى شواطئ البحر المتوسط عبر اللاذقية تصريحات العميد أحمد رحال الذي يشغل قائد تجمع ما يسمى «قوى الثورة لتحرير سوريا، بحسب تصريحاته اكد ان معركة الساحل فتحت من قمة النبي يونس وحتى قرية السمر على البحر المتوسط بعمق يصل إلى 30 كلم وبطول جبهة يصل إلى 95 كلم، والنظام الآن غير متوازن ويتلقى الضربة تلو ألأخرى وأهمها توقف مطار حميميم عن العمل بعد استهدافه بصواريخ المعارضة. واليوم بعد ان خسرت المعارضه السوريه لمعركتها في الساحل ألسوري حيث الهزائم والخسائر المتتالية تلحق بالمجموعات المسلحه على ايدي قوات الجيش العربي السوري ، وبعد ان تأكد لهذه المجموعات ان حكومة رجب طيب اردغان قد اخلت مسؤوليتها عنهم ولن تسمح لهم بالعودة الى تركيا وأنها تدفع بهم للموت فلن يبقى امام تلك المجموعات سوى تسليم انفسهم لقوات الجيش العربي السوري ومفاوضة الجيش العربي السوري حقنا للدماء وحفظا لحياتهم من الموت ، خاصة وان الدول المتامره على سوريا قد غررت بهم لمقاتلة الجيش العربي السوري لخدمة اهداف المشروع الامريكي الصهيوني لتقسيم سوريا ولتحقيق الامن للكيان الاسرائيلي ،
امريكا والغرب والقوى المتحالفة والمتامره على سوريا تسعى وراء مصالحها ، وزج هذه المجموعات المسلحه من جنسيات مختلفه للقتال في سوريا هو لاجل المقايضه عليهم ضمن صفقه تؤمن لأمريكا وحلفائها مصالحهم وان خسران المجموعات المسلحه في تحقيق اهداف المتآمرين دفعتهم للتخلي عنهم وان اغلاق الحدود التركية التي عبروا من خلالها للأراضي السوريه هو دليل التآمر عليهم ، وحقيقة الواقع ان هذه المجموعات المسلحه مغرر بها لان اولوية الصراع والجهاد ليست سوريا وان وجهتها الحقيقيه هو تحرير القدس والأقصى من يد المحتل الاسرائيلي ، وان ما تدفع امريكا والصهيونيه العالميه لتحقيقه هو هذا الاقتتال والفوضى التي تعم عالمنا العربي ضمن مخطط يستهدف تقسيم الدول العربيه وتجزئتها واذكاء نار الفتنه المذهبيه الطائفيه بهدف تحقيق امن اسرائيل والابقاء على هيمنتها وسيطرتها على المنطقه وذلك ضمن استراتجية اضعاف نظرية الامن القومي العربي والعمل على تفكيك منظومة الجيش العربي السوري والجيش العربي المصري بعد ما تم حل الجيش العربي العراقي