العراق في محور الصراع الاقليمي ضمن مخطط الفتنه المذهبيه الطائفيه

بقلم: علي ابوحبله

الاستراتجيه الامريكيه بعد احتلال العراق بالتعاون مع الدول الخليجيه التي مهدت وسهلت للقوات الامريكيه استخدام اراضيها لغزو واحتلال العراق استندت الى بث الخلافات الذاتيه – الذاتيه والتي تظهر نتائجها وافرازاتها فيما يشهده العراق من حرب مذهبيه طائفيه ، ان ما يحدث في العراق من صراع دموي واقتتال انما يهدف الى تدمير مقومات الدوله العراقيه لخدمة دول الجوار العراقي في صراع المحاور الذي يدفع ثمنه العراقيون ويؤدي بوحدة العراق ، ان العنف والمواجهة بين العراقيين هدفه تشويه صورة الاسلام الحقيقيه هذه الصوره التي يتسم بها اسلامنا الحنيف الذي يقوم على الوسطيه والتسامح وينبذ العنف ويؤمن بحرية الاديان السماويه ، ودليلنا على التسامح الاسلامي انه حين تسلم الخليفة العادل عمر بن الخطاب القدس من صفرينيوس وحان وقت صلاة العصر طلب صفرنيوس من الخليفة عمر بن الخطاب للصلاة في كنيسة المهد حيث رفض الخليفة عمر بن الخطاب قائلا اخشى ان صليت في الكنيسة ان يأتي المسلمين من بعدي ليهدموا الكنيسة ليقيموا مسجدا ويقال هنا صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومسجد عمر بن الخطاب بجوار الكنيسة خير شاهد على ذلك ، ما تقوم به الجماعات الاسلاميه المتشددة من هدم للكنائس ومن قتل وإعدامات واغتصاب هو في واقعه وحقيقته تشويه لصورة الاسلام الحقيقيه وان امريكا والغرب هم من يدفعون الى هذا التشويه للإسلام التسامحي الوسطي بين كافة الاديان ، العراق بعد احتلاله وضعفه وحل الجيش العراقي بقرار من الحاكم العسكري الامريكي برايمر يعيش مرحله تعد من اسوأ ما يعيشه العراق في تاريخه الحديث بفعل التعصب والتعنت الذي عليه الصراع بين الطوائف العراقيه والتي سببها الاحتلال الامريكي للعراق ضمن مخطط امريكي صهيوني يقود لتقسيم العراق لدويلات طائفيه متنافرة ومتحاربة ، الصراع الاقليمي المحوري ينعكس على العراق ويحول دون اعادة بناء العراق القوي الموحد ، وان السياسة الامريكيه الصهيونيه تستهدف العمل على تاجيج عملية الصراع الاقليمي بالسياسة الناعمة التي تتبعها وبخلق حاله من التوتر في المنطقه لتنعكس على دول المنطقه ، امريكا التي تربطها تحالفات استراتجيه مع السعوديه وقطر والكويت والخليج عموما وان هذه الدول تعد حليف استراتيجي لأمريكا في تنفيذ مخططها للشرق الاوسط الجديد فقد برزت خلافات بين هذه الدول المتحالفة مع امريكا بسبب التغير في السياسة الامريكيه والتقارب مع ايران بعد فتح الخطوط الامريكيه مع ايران والتحسن التدريجي الذي يحصل في العلاقات الايرانيه الامريكيه ونجاح محادثات فينا بشان المفاعل النووي الايراني ، احتلال امريكا للعراق جعله منطقة جذب للصراعات المحوريه الاقليميه وادخل العراق في دوامة العنف المذهبي الطائفي ، الصراع بين السعوديه وإيران انعكس سلبا على العراق والتقارب الايراني مع تركيا عجل فيما يشهده العراق من احتدام للصراع يتجسد في عناوينه المختلفة والتي جميعها تقع تحت عنوان الوقوع في الفتنه المذهبيه الطائفيه ضمن محاولات كل محاور الصراع الاقليمي لتحقيق مكاسب في العراق على حساب العراق والعراقيين وذلك بفشل المخطط التآمري الذي يستهدف سوريا ، ان البيانات والتصريحات جميعها تصب في عملية تأجيج الصراع الدامي الذي يشهده العراق ، رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ القرضاوي يحرض المسلمين بعضهم على بعض بدلا من العمل على تجميع وحدة المسلمين ونبذ العنف والاقتتال المذهبي وسبق لرئيس تجمع علماء المسلمين الشيخ القرضاوي ان افتى بجواز تدخل حلف الناتو في ليبيا وأفتى بتشريع التدخل الاجنبي في سوريا وأفتى ضد الجيش المصري وحرض المصريين بعضهم على بعض ، وان التعرض لعلماء المسلمين في العراق والشعب العراقي واغتصاب النساء دون اية ادانه من رئيس علماء المسلمين القرضاوي يحمل الشكوك حول مصداقية الفتاوى والتصريحات التي جميعا تتعارض وتعاليم الاسلام السمحة ، مجلس الوزراء السعودي دعا كافة اطياف الشعب العراقي الى الشروع في اتخاذ الاجراءات التي تكفل المشاركه الحقيقيه لجميع مكونات الشعب العراقي في تحديد مستقبل العراق والمساواة بينها في تولي السلطات ، علما ان هناك صراع على محوري حقيقي فيما يشهده العراق وتشكل السعوديه والكويت وقطر احد المحاور المتصارعة مع ايران في كيفية الاستحواذ والهيمنة على القرار العراقي وسلب العراقيين لقرارهم المستقل وسيادتهم على ارض العراق بفعل التدخلات من قوى محوريه تعد ايران وتركيا من الاقطاب المتصارعة ويعود ذلك للتدخلات الامريكيه الصهيونيه في الشؤون الداخليه للدول العربية وتحريك الفتن الداخليه والاضطرابات وفق سياسة تهدف لاستدامة الفوضى الخلاقه وبث الفتن وإشعال نيران الحرب المذهبيه الطائفيه في ظل غياب استراتجية عربيه لحفظ الامن القومي العربي ، تصريحات المسئولين الامريكيين والبريطانيين جميعها تصب في اذكاء الصراع بين المحاور الاقليميه لتنعكس على حمى الصراع في العراق وان ادعاء واشنطن ولندن بمد جسور التعاون مع طهران بشان ألازمه العراقيه المتفاقمه بحسب تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان الضربات الجوية في العراق احد الخيارات ، في حين ان السعوديه وعلى الطرف الاخر من الصراع الاقليمي حملت السياسة الطائفيه والاقصائيه لحكومة نور المالكي في العراق مسؤولية تصاعد العنف ، ان امريكا التي تدفع بهذا الصراع في العراق الذي يعد امتداد لما تشهده سوريا وذلك ضمن سياسة امريكيه تقوم على التحريض بين دول الاقليم ضمن سياسة الاحتواء التي تمارسها تحت عناوين مختلفة وهي ان امريكا منفتحة على احتمال اجراء مناقشات مع ايران بشان العراق ، ضمن مسعى تأجيج للصراع الذي يشهده العراق ، كيري في مقابله مع ( ياهوا نيوز ) عن احتمال توجيه ضربات جويه ضد داعش فقال انها لا تشكل الجواب الكامل ولكنها ستكون احد الخيارات المهمه ، وتابع كيري ان الولايات المتحده منفتحه على المباحثات مع ايران لمساعدة الحكومه العراقيه في محاربة اعمال العنف المسلحه ، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكيه البنتاغون الاميرال جون كيربي اوضح ان الولايات المتحدة لا تنوي اجراء مشاورات عسكريه مع ايران بشان احتمال القيام بعمل عسكري في العراق لكنه لم يستبعد مع ذلك اجراء مشاورات دبلوماسيه ، التناقض في التصريحات الامريكيه تحمل في طياتها الرغبه الامريكيه في الدفع في الصراع الذي يشهده العراق بما يحقق اهدافه وأهداف المتحالفين مع المخطط الامريكي لتقسيم وتدمير العراق وسوريا والمنطقه ، ان عملية التحريض من قبل الشيخ القرضاوي وغيره من شيوخ الفتنه الذي يهدفون لتأجيج نيران الصراع بين ايران والدول العربيه وحرف العرب عن اولوية صراعهم مع اسرائيل انما هدفه استدامة الصراع ومزيد من القتل خدمة لأهداف وأطماع اسرائيل في المنطقه ومخططات امريكا للاستحواذ على كافة مقدرات المنطقه لخدمة الوجود الامريكي في الخليج العربي والشرق الاوسط وتحقيق وترسيخ امن اسرائيل ، العقلاء في هذه الامه يدعون لتطويق الخلاف حتى لا يستفيد منه المهووسون بالمعارك الطائفيه ، الاستاذ فهمي هويدي كتب مقالا في صحيفة الدستور المصريه في 26 سبتمبر الماضي مقالا بعنوان ( الطائفه ام الامه ) سلط الضوء فيه على تيارين أو نمطين من التفكير في الساحة الإسلامية، أحدهما مهجوس بالدفاع عن الطائفة، والثاني مشغول بالدفاع عن الأمة. وبسبب انشغال االطائفة الأولى بالمعتقدات والثانية بالسياسات، ظهر تيار ثالث من المتعصبين والمهيجين ومثيري الفتن، (ورغم قلة عدد هؤلاء إلا أن التقنيات الحديثة في وسائل الاتصال أثبتت لهم حضوراً لا نستطيع أن نتجاهل تأثيره علي تسميم الأجواء وإشاعة التوتر بين بعض أركان التيارين المذكورين، وفي حين يدور الحوار بينهما بلغة أهل العلم فإن المتعصبين والمهيجين استخدموا لغة مغايرة وفرضوا علي الحوار مفردات يتأبي عليها الحس السليم فضلاً عن أدب المتعلمين.كما تحدّث المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا من موقعه كأمين عام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعبارات ملؤها الحرص على وحدة الأمة الإسلامية وقيمها النبيلة، وسفّه في اتصال هاتفي مع قناة (الحوار) اللبندنية خلال شهر رمضان المبارك دعاوى الذين يصطادون في الماء العكر. كما عبّر المفكر الإسلامي البروفسور أحمد كمال أبو المجد في رسالة للشيخ القرضاوي نشرتها صحيفة (الدستور) القاهرية في 30 سبتمبر الماضي قال فيها (أقطع قطع العارف أن هناك من يهمه تفتيت الأمة في هذا الظرف). وشدّد أبو المجد على سحب القضية من التداول وإدخالها في المجامع العلمية والتمسّك بالمناقشات الودية والإلتزام بآداب الحوار سواء (ما يتعلق منها بأطرافه وما يتعلق بالمنهج العلمي المنضبط . ان حقيقة ما يشهده العراق من صراع المحاور وانعكاسه على المنطقه حيث ان الخلاف المذهبي يجري استغلاله ببشاعه من قبل اطراف اقليميه وخاصة لجهة توظيف الخلاف الذي تشهده المنطقه بصراعها مع ايران لاهداف سياسيه محضه وليست دينيه ولا تخدم اهداف وتطلعات المنطقه وان هناك من قبل الشيعه من يستغل الاجواء المتوترة ليزيد في عمق الانقسام وتازيم الوضع مما يتطلب من علماء ألامه بالتحرك لوضع حد لهذه الحرب القذرة التي تشهدها المنطقه والتي تدفع امريكا واسرائيل لاشعالها لخدمة اهداف التوسع الاستراتيجي ضمن استراتجية اسرائيل لتقسيم وتفتيت المنطقه.