الاهداف الاستراتيجية الإسرائيلية من حملتها الأمنية في الضفة الغربية

بقلم: علي ابوحبله

الحمله الامنيه الاسرائيليه في الضفة الغربيه المتمثلة في حملات الدهم والاعتقال والاغتيال للفتيان والشبان الفلسطينيين عقب عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين جعلت العديد من المراقبين يتشككون بالرواية الاسرائيليه حول واقعة الاختطاف من عدمها ، بنك الاهداف للعملية الاسرائيليه بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلي اخذ في النفاذ وان حكومة نتنياهو استنفذت مجهودها لجهة عملية تحرير او عودة الاخوه كما اطلقت عليها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ، دخل الاسبوع الثاني لعملية الاختفاء دون ظهور اية بوادر من قبل الجهة الخاطفه للإعلان عن مسؤوليتها وشروطها مما يزيد في التعقيدات التي اصبحت عليها حكومة نتنياهو ، مسئولون في حكومة نتنياهو يبددون عملية الغموض والأهداف من وراء عملية اختفاء ثلاث مستوطنين خاصة وان الحاله التي ظهر عليها ذوي المستوطنين الثلاثة مع رئيس الدوله المنتهية ولايته شمعون بيرس لا توحي اصلا ان هناك عملية اختطاف لأولادهم لأنه بالتحليل النفسي لآسر المختفين تبدوا على ملامحهم حاله من الاستقرار النفسي ولم تظهر عليهم علامات القلق او الحزن على ابنائهم ، تصريحات المسئولين الاسرائيليين ترجح فرضية الاختفاء للمستوطنين الثلاثة وتغلبها على عملية الاختطاف خاصة وانه لغاية تاريخه ورغم الحمله الامنيه الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني ، لم ترجح معلومات عن وجود ما تدعيه حكومة نتنياهو عملية اختطاف ، واستنادا الى تصريحات وزير الماليه الاسرائيلي يائير لبيد ان الحمله العسكريه في الضفة المحتله لها ثلاثة اهداف ،

وفصل لبيد تلك الأهداف بأنها "إعادة المستوطنين ألمختطفين وتدمير حماس، بالإضافة إلى تفكيك حكومة الوحدة الفلسطينية".وتابع لبيد في مقابلة مع القناة الثانية ألإسرائيلية مساء الجمعة "يجب علينا إدارة عملية عسكرية بعقلانيه خاصة ونحن نقترب من شهر رمضان، لذلك أنا أقف ضد الاحتكاك مع الفلسطينيين".

وأشار لبيد إلى أن "العملية العسكرية في الضفة والخليل معقده مع التأكيد على أننا لا نسعى لانتفاضة جديدة".

وقال لبيد إن "إسرائيل وأمنها متأكدان 100 % أن حماس هي من يقف وراء عملية الخطف".

استنادا لتصريحات لبيد ولمسئولين اسرائليين فان الاجراءات الامنيه ضد الضفة الغربيه لا تزال في مرحلتها الاولى لأنه يستدل من التصريحات الاسرائيليه الى ان هناك اهداف تريد حكومة نتنياهو تحقيقها في الحال وفي الميدان وهذا ما سبق للصحف العبريه ان تناولته باستفاضة وان هناك اهداف استراتجيه للحملة الامنيه التي ترافقت مع عملية الاختطاف وهي تدمير البنية التحتية الفلسطينيه ضمن خطة اسرائيليه تهدف الى محاولة القضاء على فكرة اقامة دوله فلسطينيه مستقلة ، حيث اعترفت الامم المتحدة بالدولة الفلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 67 وعرفت حدود الدوله الفلسطينيه المحتله وان المصالحه الوطنيه الفلسطينيه وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني وحدت الجغرافيه للدولة الفلسطينيه وهذا مزعج لحكومة نتنياهو ،كما ان حكومة نتنياهو تسعى من وراء حملتها قتل الاراده الفلسطينيه ضمن محاولات اجهاض اية خطه لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي حتى لو كانت سلميه ، ولا شك ان اسرائيل تريد تنفيذ هدفها الاستراتيجي من وراء عملية الاختفاء بتوجيه ضربه استباقيه للفلسطينيين ، خاصة وان الديبلوماسيه الفلسطينيه الحقت هزيمة منكره في الديبلوماسيه الاسرائيليه وكشفت امام الرأي العام الاوروبي حقيقة اسرائيل كدوله عنصريه وان اسرائيل تعاني من عزله دوليه ، وان هدف اسرائيل الاستراتيجي من وراء العمليه فك عزلتها ومحاولة الصاق تهمة الارهاب بحق الشعب الفلسطيني ، هناك مخاطر تتهدد الوضع برمته بفعل الممارسات الاسرائيليه الهستيريه ، وهذا ما اعرب عنه الموفد الاممي لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سري ، حيث عبر عن قلقه من الحمله الامنيه الاسرائيليه منذ حادثة الخطف او عملية الاختفاء حيث طالت اعتقال اكثر من ثلاثمائة فلسطيني وتسببت باستشهاد العديد من الفلسطينيين فضلا عن اصابة عدد كبير من الفلسطينيين ، وقد دعا المبعوث الاممي في بيان اصدره وتناقلته وسائل الاعلام مساء الجمعه الى اطلاق سراح الشباب المخطوفين وحث سري اسرائيل على التحلي بضبط النفس والتصرف وفقا للقانون الدولي والتحقيق في الادعاءات بشان الاستخدام المفرط للقوه ومقتل مدنيين ، اسرائيل تحاول توجيه اصابع الاتهام لحركة حماس لتبرير حملتها الامنيه التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتستهدف حكومة التوافق الوطني الفلسطيني ، كما تهدف الى فلسلطنة الصراع على الساحة الفلسطينيه ضمن محاولات تمرير المخطط الاسرائيلي بحسب تصريحات اعضاء في حكومة نتنياهو ، الصحافه الاسرائيليه من جهتها تقوم بدورها لجهة التحليل والتحريض لخدمة الاهداف ألاستراتجيه لحكومة نتنياهو حيث كتب موقع يديعوت احرنوت ان الصوره العامه تشير الى ان حركة حماس الان في مرحله لا تعتبر واضحة ، حيث انها واجهت في السنتين الاخيرتين حصارا اقليميا متصاعدا ،وأنها اتجهت للمصالحة بهدف الخروج من الحصار وادعى الموقع ان تقديرات حماس كانت باتجاه التنازل عن السلطة في قطاع غزة لتسيطر على الضفة الغربية أيضا بعد ألانتخابات بيد أن الواقع أكثر تعقيدا، حيث أن المصالحة تتقدم بشكل بطيء جدا فهناك أزمة الرواتب لعشرات آلاف الموظفين في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ومعبر رفح لا يزال مغلق وعهد الأنفاق قد ولى والعلاقات سيئة مع نظام السيسي في مصر، والواقع في قطاع غزة ليس بسيط بينما تتعاظم الضغوطات على حركة حماس".

وفي ألمقابل بحسب "واينت"، فإن إسرائيل بدأت عملية واسعة النطاق في الضفة ألغربية وتستغل فرصة الاختطاف لتقوم بحملتين في الوقت نفسه: الأولى البحث عن المخطوفين والخاطفين، والثانية ضرب البنى المدنية لحركة حماس في الضفة الغربية.ورغم أن الحملة الأخيرة لا تقرب إسرائيل من ألهدف إلا أنها تسمح لها باستغلال فرصة لا تتكرر لتوجيه ضربة لمؤسسات ورموز وقادة حركة حماس تحت مظلة دوليه وصمت مدو من الدول العربية. كما ان الصحافه الاسرائيليه تحاول استغلال التصريحات للرئيس محمود عباس لتستغلها في السياق الذي يخدم اهداف اسرائيل ضمن محاولات الوقيعة بين السلطة الوطنيه الفلسطينيه وحركة حماس ، وقد اشار موقع يديعوت احرنوت في موضوع الاختفاء بالإشارة الى الرئيس محمود عباس إلى أن الأمور لم تتوقف عند هذا ألحد حيث أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن من نفذ عملية الاختطاف يسعى إلى تدمير السلطة الفلسطينية. وبحسب الموقع فإن تقديرات السلطة الفلسطينية مماثلة لتقديرات إسرائيل من جهة أن حماس هي التي نفذت عملية ألاختطاف ما يعني أن إعلان عباس يضع المصالحة في دائرة الخطر. وبحقيقة الواقع فان اسرائيل تهدف من وراء تجنيد كل طاقاتها لتمرير مخططها لضرب وحدة الشعب الفلسطيني وان محاولاتها لإخراج تصريحات الرئيس محمود عباس عن السياق الصحيح والمعنى الصحيح هو بهدف احداث الوقيعة بين السلطه الوطنيه الفلسطينيه وحماس ، وإذا ما وضعت تصريحات الرئيس محمود عباس في السياق الصحيح ووفق التقديرات ان عملية الاختفاء كان الهدف منها تدمير السلطة الوطنيه الفلسطينيه وتمرير حكومة نتنياهو لمخططها الهادف لضم اجزاء من الضفة الغربيه وإعلان فصل احادي الجانب شبيه بقطاع غزه وضمن هذا المفهوم وفي اطاره فان تصريحات الرئيس محمود عباس تكون في سياقها الصحيح لتفسير عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين لان اسرائيل تريد ان تتهم حماس بشتى الوسائل لتبرير الحمله الامنيه الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني والتي تعتبر غير مبرره وان الهدف الاستراتيجي الاسرائيلي ان حكومة نتنياهو تريد ان تنهي المصالحه الوطنيه الفلسطينيه وتعطل مسيرة حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني التي حازت على الاعتراف الدولي ، حيث رفضت امريكا الطلب الاسرائيلي لمقاطعة حكومة الوفاق الوطني ، وان الاتحاد الاوروبي اعلن اعترافه بالحكومة الفلسطينيه ، هذه المواقف للمجتمع الدولي من حكومة الوفاق والمصالحة الفلسطينية اقلقت حكومة نتنياهو وجعلتها عاجزة عن اتخاذ اجراءات عقابيه بحق حكومة الوفاق ، مما دفعها لهذه العملية لاختفاء ثلاثة من مستوطنيها وتوجيه اتهاماتها لحركة حماس لتبرر ما تقوم به من اعمال واستهداف لحكومة الوفاق الوطني ، مما يتطلب من الفلسطينيين الوعي والحذر لخطورة الاهداف ألاستراتجيه من وراء الحمله الامنيه الاسرائيليه.