اسرائيل وتركيا يدعمان انفصال اقليم كردستان عن العراق

بقلم: علي ابوحبله

بينما النظام العربي منشغل في التآمر على سوريا ، ومنهمك في الصراع الذي يشهده العراق ، حيث ان السعوديه والكويت كانتا من الدول الداعمة للغزو الامريكي للعراق ، مخطط ما يستهدف المنطقه لن يستثني ايا من الدول العربية وان خطر تمدد داعش والتنظيمات الاسلاميه يتهدد الجزيره العربيه وبلاد الشام من خطر التقسيم وان امن السعوديه والكويت والاردن في دائرة الاستهداف ، ان غياب الصحوة العربيه لخطورة مستجدات الاحداث تجعلها جميعا في دائرة الخطر خاصة وان اسرائيل وتركيا تعدان لاعبان رئيسيان في المنطقه ويجمعهما مصالح مشتركه في السعي للهيمنة على مقدرات المنطقه والاستحواذ عليها ، تركيا تسعى لتحقيق مصلحتها في تقسيم العراق والحصول على الموصل وإسرائيل تهدف للوصول الى قلب العالم العربي بتكريس وجودها وقواعدها الاستخباريه في كردستان مما يجعلها على حدود ايران مباشرة وفي قلب وعمق الجزيره العربيه وعلى حدود سوريا ، لقد ابلغت اسرائيل الولايات المتحدة الامريكيه ان الاستقلال الكردي امر مفروغ منه ، اسرائيل ستكون او من يعترف بالدولة الكردية اذا تم اعلانها.

اسرائيل تربطها علاقات عسكريه ومخابرتيه وتجاريه مع الاكراد منذ ستينات القرن الماضي ، وان اسرائيل انشئت قواعد استخباريه لها في اقليم كردستان العراق ، اقليم كردستان يستغل احداث العراق والاضطرابات والفوضى التي عليها العراق بعد ان احتلت داعش الموصل حيث تمكنت قوات البشمركه الكردية من احتلال محافظة كركوك وضمها لمنطقة الحكم الذاتي لإقليم كردستان وهي منطقه غنيه بالنفط والغاز وتحقق حلم الاكراد في بناء دوله مزدهرة اقتصاديا لغنى الاقليم بالنفط والموارد ألاقتصاديه ، اللوبي الصهيوني وتركيا يبذلان مجهودهما من اجل تقسيم العراق وفصل اقليم كردستان عن العراق ، تصريحات المسئولين الامريكيين تصب في صالح تقسيم العراق المتحدث باسم ليبرمان نقل عن كيري قوله العراق يتفكك امام اعيننا وسيتضح ان اقامة دوله كرديه امر مفروغ منه ، الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس وجه رسالة مشابهة للرئيس الامريكي اوباما الذي يستضيفه بالبيت الابيض لتاييد اقامة دوله كرديه في شمال العراق ، تركيا من جانبها ستقبل وضع الاكراد المستجد لأنه سيساعدهم في ضخ النفط للتصدير.

لقد حصلت اسرائيل نتيجة ثمرة مساعدتها للأكراد ودعمهم بتوجههم للاستقلال عن الدوله العراقيه على اول شحنة نفط من النفط الخام المتنازع عليه من خط انابيب جديد لمنطقة كردستان ، ان خطورة اعلان كردستان للانفصال على العراق هو في تمدد الدوله الكردية لتشمل اجزاء من تركيا وسوريا حيث يوجد ما يقارب 30 مليون كردي في مساحة من الارض تمتد عبر جنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا وشمال العراق وغرب ايران ، وان استقلال اقليم كردستان عن العراق سيغير الديموغرافيا للمنطقة المحيطه في العراق وهو هدف استراتيجي تسعى اسرائيل لتحقيقه لزرع وجودها في المنطقه ، هناك علاقات سريه تربط اسرائيل بالأكراد وقد ساهمت اسرائيل بتدريب قوات البشمركه الكردية وتقدم لهم الدعم العسكري والتدريبي ، وزير الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد يرى ان الصمت في هذه المرحله هو الافضل ، لان التصريحات تؤدي الى الاضرار بالأكراد ، وبحسب تصريحات جلعاد في حديث لراديو الجيش الاسرائيلي اشار الى قوة الشراكة الاسرائيليه الكردية في الماضي وقال يمكن للمرء ان ينظر للتاريخ ويستخلص استنتاجات عن المستقبل.

ويقول مسئولون مخضرمون في المخابرات الاسرائيلية إن التعاون اتخذ شكل التدريب العسكري للأكراد في شمال العراق مقابل مساعدتهم في تهريب اليهود إلى الخارج وأيضا في التجسس على نظام صدام حسين في بغداد وكذلك على ايران في الآونة الأخيرة.وقال اليعازر تسافرير وهو رئيس سابق لمكتب للموساد في المنطقة الكردية بشمال العراق لكنه تقاعد من الخدمة بالحكومة الاسرائيلية إن السرية حول العلاقات فرضت بناء على طلب الأكراد.وأضاف لرويترز "نحب أن تكون في العلن وان تكون لنا سفارة هناك وأن تكون العلاقات طبيعية. لكننا نبقيها سرية لأن هذا ما يريدونه."وقالت عوفرا بنجيو وهي خبيرة في شؤون العراق في جامعة تل أبيب ومؤلفة لكتابين عن الأكراد إن شحنة النفط التي سلمت الجمعة الماضي وغيرها من العلاقات التجارية بين اسرائيل وكردستان هي "بوضوح" جزء من حنكة سياسية أوسع.وقالت "أعتقد بالتأكيد أن اللحظة التي يعلن فيها (الرئيس الكردي مسعود) البرزاني الاستقلال سترفع درجة هذه العلاقات إلى علاقات مفتوحة." واضافت "الأمر يعتمد على الاكراد."امام هذه الوقائع ومستجدات الاحداث فان ما يحدث في المنطقه العربية اصبح محفوف بالمخاطر وان اهداف اسرائيل وتركيا في المنطقه واضحة.

وان هذا الصمت العربي المريب لمجريات الاحداث في سوريا والعراق يعد خطر داهم يتهدد الدول العربية بما فيها الدول المتامره على امن سوريا والعراق ، اسرائيل وتركيا اليوم في قلب الوطن العربي وان الامن القومي العربي مهدد وان الدول العربية مهدده بالتقسيم وان اسرائيل الكيان الغاصب لفلسطين تتمدد في قلب الوطن العربي وفي قلب القاره الافريقيه بعد تقسيم السودان ومساهمة اسرائيل في بناء سد النهضه في اثيوبيا وان تركيا تسعى لعودة نفوذها واستحواذها على مقدرات المنطقه ، وان مخاطر ما يتهدد العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان وفلسطين اصبح يتطلب اعادة النظر في السياسات العربية وان امام مصر دور هام لاستعادة وجودها وحضورها الاقليمي في المنطقه وأصبح من الضروري استعادة اتفاقية الدفاع العربي المشترك والعمل باتجاه استراتجيه تجمع وتوحد العرب في استراتجيه عربيه تقود للتصدي لمؤامرة التقسيم ومنع انفصال اقليم كردستان عن العراق لان المسبحة ان انفرطت فان المنطقه في طريقها للتقسيم وهي تتعرض للمخاطر التي تتهدد وجودها لصالح اسرائيل وتركيا الداعمتان لاستقلال اقليم كردستان وانفصاله عن العراق ضمن مخطط ما هو مرسوم للمنطقة