رغم انشغالنا بالموضوع الفلسطيني والحرب الإجرامية الوحشية والهمجية الإسرائيلية على غزة ، وبالمشهد العراقي وما يجري في الموصل من عمليات تطهير عرقي بحق المسيحيين ، لم ننس للحظة واحدة ما يجري في سورية من تواصل شلالات الدم على أيدي عصابات داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية والأصولية والسلفية المتطرفة .
ولا يخفى على احد أن هذه الأحداث مترابطة ويجمع بينها خيط المؤامرة الصهيو أمريكية ، التي تشارك فيها أنظمة عربية وخليجية ونفطية وإقليمية تحرض على الفتنة وتعمل على تمزيق وحدة الشعب الوطنية ونشر الفوضى الخلاقة ، وتستهدف ضرب قوى وحركات المقاومة في الوطن العربي ، ودق الأسافين بين الجماهير الشعبية والأنظمة التقدمية والوطنية المناهضة لقوى الاستعمار والامبريالية العالمية ، وتأجيج الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة ، ونهب الثروات والموارد الطبيعية ، وإجهاض النضال البطولي التحرري الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية ، وإعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وفق المنظور والتصور الأمريكي .
إن سورية الشام تخوض معركة الهوية والوجود والقومية والعروبة والدفاع عن الحضارة والتاريخ والإسلام الحقيقي ، إسلام العدل والتسامح والانفتاح ونصرة المظلوم ، لا "إسلام " التعصب الداعشي المتطرف الذي يسيء للدين الحنيف ولمبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة . وقد أظهر الشعب السوري وعياً منقطع النظير لأبعاد أخطر وأشرس مؤامرة تتعرض لها الدولة السورية عبر التاريخ من خلال التفافه حول قيادته السياسية والقائد الدكتور بشار الأسد الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة ، ووقوفه إلى جانب جيشه الوطني العقائدي الذي يدافع عن سيادته الوطنية وعزته وكرامته ومستقبله .
لقد عجزت قوى الشر والعدوان والظلام والتكفير والإرهاب عن النيل من إرادة المقاومة السورية بفضل صمود شعبها وتضحياته . وبلا شك أن الصمود السوري كالصمود الفلسطيني الأسطوري بوجه اعتى عدوان على غزة ، سيصنع فجراً مشرقاً وساطعاً ويكتب تاريخاً جديداً في المنطقة والعالم .
إن سورية اليوم أقوى من ذي قبل ، وستنتصر على القتل والإرهاب والفكر الظلامي الوهابي السلفي التكفيري المتطرف ، وعاشت حرة أبية بقيادتها التاريخية والسياسية الحكيمة وجيشها الوطني المقاتل بلا هوادة . ومن واجب المثقف السوري والعربي أن يجعل كلمته مقاتلة وداعمة أمام الهجمة الشرسة التي تريد النيل من كيان سورية ، وأخذ دور أكبر بالانحياز لفكر وثقافة المقاومة وتعرية الجماعات التكفيرية ، وتحشيد التجمعات الثقافية العالمية دعماً لسورية والعراق وفلسطين ، وكشف حقيقة المؤامرة التي ستتحطم على صخرة صمود الشعب السوري والعراقي والفلسطيني . فلا حياد للمثقف في المعركة وواجبه أن يكون على قدر المسؤولية وفي مقدمة الحدث مقاتلاً وقائداً ومدافعاً ومسانداً وداعماً للمقاومة ، فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين ولن يتسامح مع المثقف الذي لم يكن بمستوى شعبه وقيادته وجيشه .