كعارضات الازياء يتمخترن ويتجولن على مسرح في الهواء الطلق، هكذا تبدو النعمات في مزرعة المهندس عبدالرحمن ابراهيم ابو طير في قرية دار صلاح شرق محافظة بيت لحم.
في سابقة تعد الأولى من نوعها في الضفة الغربية وربما في فلسطين، انشأ المهندس عبدالرحمن المعروف بـ "عزيز ابو طير" اول مزرعة متخصصة لتربية النعام كمشروع اقتصادي يدر على الاسواق المحلية والاقليمية لحوما طازجة.
بدأت فكرة انشاء مزرعة لتربية النعام لدى المهندس ابوطير قبل قرابة 10 سنوات حين قرر اجراء ومراجعة عدة دراسات في الجدوى الاقتصادية والبيئية والصحية المترتبة على تربية طيور النعام؛ إلى ان تمكن في ربيع العام الماضي 2013 من افتتاح اول مزرعة لتربية النعام في الضفة الغربية.
ويقول المهندس ابوطير في حديث لصحيفة "القدس" الفلسطينية، "امضيت قرابة 10 سنوات وانا اجري دراسات واراجع بحوثا حول الجدوى الاقتصادية والبيئة والصحية لتربية النعام كما قمت بالعديد من الزيارات الميدانية لعدة مزارع متخصصة في تربية النعام".
وتابع "فوجدت أن تربية النعام مشروع مجدٍ اقتصاديا وبيئيا وصحيا ويتجاوز مردوده الاقتصادي اي ثروة حيوانية اخرى"، موضحا "أن الكثير من الاحصائيات أكدت ان تكلفة ما ينتجه النعام تكون اقل عند مقارنتها بتربية البقر اضف الى ذلك انها اكثر انتاجا".
وانطلق "ابوطير" بتربية 16 طيرا قبل نحو 18 شهرا، لكنه اليوم يمتلك قرابة 200 طير والعشرات من حبات البيض التي تحتاج الى(40-42 يوما) لتطرح اجيالا جديدة من النعام.
وعلى الرغم من حداثة هذا المنتوج الزراعي الحيواني، الا انه يبشر بولادة صناعة جديدة تدر على الاسواق المحلية والاقليمية لحوما طازجة فضلا عن المردود الاقتصادي العالي وايجاد مصدر غذائي جديد.
ويصف النعام بـ "الطائر الجمل" نظر لوجود العديد من الصفات المشتركة بينه وبين الجمل وخصوصا ضخامة جسمه وطول عنقه وقدرته على التكيف والعيش في مناطق صحراوية، وهو من الحيوانات النباتية التي تتغذى على الاعشاب الخضراء والجافة والحبوب.
ويعتبر لحم طير النعام من اجود اللحوم كونه شبه خال من الكولسترول والدهنيات فضلا عن امكانية استخدامه في صناعة بعض العقاقير مثل علاج المفاصل ومواد التجميل، بينما يمكن الاستفادة من الجلد في صناعة الملابس والموضى والبيض في صناعة التحف والهدايا المنزلية.
لكن في المقابل، لا يذبح "ابو طير" كميات كبيرة من النعام بسبب عدم اقبال الاسواق الفلسطينية على شراء لحوم النعام وهو ما سيؤثر سلبا على المشروع الذي بذل الغالي والرخيص من اجل انجاحه، "للاسف الاستثمار قليل وعمليات الذبح ايضا قليلة ونواجه صعوبة كبيرة في عملية التسويق في السوق المحلي، ومن شان ذلك ان يهدد استمرار المشروع خاصة أنني اقوم بدفع تكاليف الغذاء والتربية من مالي الخاص وليس لدي اي مردود مادي من هذا المشروع .. ناهيك عن ان مساحة الارض ليست كافية لتربية هذا النوع من الحيوانات التي تحتاج الى مساحة شاسعة للرعي، ونواجه صعوبة في تسويق لحوم النعام كونها جديدة على السوق الفلسطينية لذلك نضطر الى تصدريها الى الخارج وهذا ايضا مكلف جدا ويرفع من تكاليف الانتاج والبيع".
ويحمل "ابو طير" الكثير من العتب على المؤسسات التي تدعم المزارعين وخاصة وزارة الزراعة، "تواصلت مع العديد من المؤسسات المعنية والمهتمة في تطوير المنتج الزراعي والحيواني الفلسطيني ولا سيما وزارة الزراعة لتقديم اي مساعدة ممكنة لتطوير المشروع والعمل على ترويجه لكن لم نر اي شيء".
واوضح ابو طير "أنه في حال توفر الدعم وخاصة السوق المحلي والاقليمي يمكن توفير ما يقارب 2000 إلى 3000 طير بشكل سنوي اي ما يعادل 80 طنا من اللحوم الطازجة النقية بالاضافة إلى توفير العشرات من فرص العمل وتطوير الزراعة المحلية وفتح مجالات لتربية انواع اخرى من الحيوانات المتوفرة في البيئة الفلسطينية".