صور.. "ابو بكر" يبعث ياسر عرفات من جديد الى غزة !

عادة ما يرتدي المسن إبراهيم النحال (52عامًا) من سكان محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، الكوفية الفلسطينية، والنظارات السوداء، ويخرج في كل مناسبة خاصة تُعنيه، وبشكلٍ مفاجئ، ودون تخطيط مسبق، وهو يقف أمام المرآة قبل نحو ثلاث سنوات، اكتشف وجود شبه بينه وبين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار).
ومنذ ذلك الحين، أصبح النحال الشهير بـ (أبو بكر) يتقمص شخصية الرئيس الراحل، وبدأ يخرج بالزي العسكري الذي كان يرتديه أبو عمار في كل مناسبة، ويضع نياشين عسكرية وصورًا صغيرة للراحل على كتفيه معتمراً الكوفية الفلسطينية والنظارة السوداء ومطلقاً لحيته التي اشتعل جزءًا منها شيبًا كما الرئيس  الراحل.
ويخرج أبو بكر في كل مناسبة رسمية وشعبية مرتديًا لباس الرئيس الراحل العسكري ويحمل في جعبته مسدسًا يمتلكه، كمناسبة "يوم الأرض، الاستقلال، النكبة، إحياء ذكرى الشهداء، المهرجانات الجماهيرية.."، وما إن يعبر المناسبة وهو يسير على قدميه كما كان يسير الرئيس الراحل يبدأ الحاضرين بالتقاط الصور له..
ونجح أبو بكر في تقمص شخصية أبو عمار إلى حدٍ كبير، برفع شارة النصر، وتوزيع القبلات بيديه للجماهير كما كان يفعل الراحل، ما جعله يبهر الفلسطينيين، وخير دليل على ذلك التفاف الناس من حوله في كل مناسبة، لالتقاط الصور..
ولا يمانع شبيه أبو عمار أن يلتقط معه أحدًا الصور، ويحمل الأطفال ويقبلهم، ويقبل أيدي الصغار والكبار والجرحى..، كما كان يفعل الرئيس الراحل ، ويحرص حرصًا شديدًا على حضور جميع الفعاليات والمناسبات التي تُقام في قطاع غزة، حتى بات حضوره كحضور الرئيس في كل مناسبة..
فلا تكاد تخلوا فعالية وطنية من حضوره، حيث يضيف أجواء مميزة على كل مناسبة، كما حدث اليوم، أثناء مشاركته في حفل أقامته الشبيبة الفتحاوية الإطار الطلابي لحركة فتح في جامعة القدس المفتوحة –فرع رفح، لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات .
وما إنّ انتهى الحفل بدأ أبو بكر برفع يديه يرسل سلامًاته للجماهير، رافعًا شارة النصر، حيث تدفقوا من حوله لالتقاط الصور عبر هواتفهم المحمولة، وهو يقف بينهم مرحبًا سعيدًا بذلك، وتنقل فيما بينهم حتى أكمل التقاط الصور في ربوع المكان الذي كان يتواجد فيه.
ووقف أبو بكر يردد كلمات كان دائمًا ما يرددها الرئيس الراحل في حياته "على القدس رايحين شهداء بالملايين..، سيأتي يوم يرفع فيه شبل من أشبال فلسطين أو زهرة من زهرات فلسطين علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائب القدس..، إنها لثورة حتى النصر.. حتى النصر..، يا جبل ما يهزك ريح.. يا جبل ما يهزك ريح.."
وقال أبو بكر لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أنا سعيد جدًا بأنني أشبه الرئيس الرمز الراحل الحائز على جائزة نوبل للسلام ياسر عرفات (أبو عمار)، صاحب الشهرة الكبيرة، والمحبوب لدى كافة شرائح شعبنا، وبكافة ربوع العالم، حتى تحول من زعيم لرمز لقضية مهمة".
وأضاف "اليوم ومن خلال ما أقوم به منذ أن اكتشفت أنني شبيه الرئيس قبل ثلاث سنوات، أذكر الأجيال بشخصيته المميزة، وأحرص على المشاركة بكافة الفعاليات والمناسبات، وسأبقى أرتدي الكوفية التي كان يرتديها وملابسه العسكرية، وأتمنى أن أدفن عند موتي بها..!".
وصدح أبو بكر وهو يتحدث لـ "وكالة قدس نت للأنباء" بصوتٍ عالِ _كما الرئيس_ يقول : "أوجه التحية لأبناء شعبي في كل مكان، خاصة في مواطن اللجوء، (الأردن، لبنان، سوريا..)، ويا جبل ما يهزك ريح..، وسيأتي يوم ترفع زهرة من زهراتنا أبو شبل من أشبالنا علم فلسطين فوق أسوار ومآذن وكنائب القدس.. إنها لثورة حتى النصر.. حتى النصر".
وشدد "أقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إنّ القدس، حيفا، يافا، تل أبيت، صفد، كل فلسطين لي، وهي موطني وبلدي، أهرب منها واذهب للجحيم، كما من سبقوا من الصليبيين والرومان..، فالسماء تتكلم والأرض والشجر والحجر "أنا فلسطيني" فلا مكان لكم بفلسطين..)..".
وعبر عن فخره بالكوفية الفلسطينية وبالرئيس أبو عمار الذي كان يحرص على ارتدائها، وأضاف "في كل مهرجان أو مناسبة من شدة إعجاب الجماهير بشخصيتي التي تجسد شخص الرئيس، أخرج بعناء، من كثرة تهافت الجماهير من حولي لالتقاط الصور، حتى أن بعضهم قال لي (أبو عمار بعث من جديد..!)..".
وتابع "أنا أبو بكر النحال، وحب الناس وإعجابهم بي، ليس لأنني أبو بكر فحسب، بل لأنهم يحبون شخص الرئيس الرمز الراحل، ومتعلقين به كثيرًا، كيف لا وهو من أعلن استقلال دولتنا، وأعاد فلسطين للخارطة، بعدما حاولت بريطانيا مسحها بجعلها وطنًا لليهود..".
وعبر عدد من الشبان عن إعجابهم وسعادتهم بشخصية أبو بكر التي تُشبه إلى حد كبير الرئيس الراحل، بتشكيله حضورًا مميزًا في المناسبات التي يشارك بها، كذلك تأثيره في نفسياتهم كونه أعاد لهم ذكريات أبو عمار في الماضي.

ويحيى الفلسطينيون في هذه الايام، الذكرى العاشرة لرحيل الزعيم ياسر عرفات الذي قضى عن عمر يناهز( 75 عاما) في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دوكلامار العسكري الفرنسي قرب باريس، بعد تدهور مفاجئ في صحته، بينما كان يحاصره الجيش الإسرائيلي في مقره برام الله منذ ديسمبر 2001.

ولا تزال ظروف رحيل عرفات غامضة حتى يومنا هذا، والتحقيق الذي تجريه لجنة وطنية مكلفة بهذا الشأن مستمرة، رغم الإعلان في أكثر من مناسبة أن وفاة أبوعمار لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سميّة تتهم اسرائيل بالوقوف وراء ايصالها الى جسده.

المصدر: رفح- وكالة قدس نت للأنباء -