هل ادركت حركة حماس خطأها في المراهنة على ثورات الربيع العربي ، هذا ما كشفت عنه مصادر في حركة حماس ، المتمثل في سوء التقدير الاكبر الذي ارتكبته حماس في راي الكثيرين، والمتمثل سقوطها في مصيدة الاستقطاب المحوري في المنطقة الذي رعته وضخمته وحرضت عليه بعض الدول لخليجية، حيث تم تقديم الانتماء الايديولوجي (لحركة الاخوان) على المظلة الاوسع والاشمل في المفهوم الذي عليه الوضع الاقليمي والدولي مبتعدة في ذلك عن عدم وقوفها الى جانب المقاومه بمفهومها الاشمل والتي بوصلتها الصراع مع اسرائيل واصطفافها مع الموقف الفلسطيني بما يخدم الاجنده الوطنيه الفلسطينيه وذلك من مفهوم ان حركة حماس حركة مقاومه فلسطينيه ،مما يتطلب ان تكون على مسافة واحدة مع جميع الطوائف والاعراف، ان اصطفاف حماس الى جانب ثورات الربيع العربي ضمن سياسة التمحور الاقليمي انعكس سلبا على القضيه الفلسطينيه وعلى حركة حماس التي بسبب تلك السياسه تعرض الفلسطينيون لحصار خانق من مصر في ظل حكم المشير عبد الفتاح السيسي واسرائيل معا بعد ثورة الثلاثين من يناير التي ادت الى سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر ، وهذا الموقف انعكس على جسم قيادة حركة حماس وادى الى انقساما في الحركة نفسها ومكتبها السياسي وقاعدتها التنظيمية ثم بين قيادتها السياسية وجناحها العسكري، وهو انقسام ظهر الى العلن رغم كل محاولات اخفائه.رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل لم يكن وحده صاحب مشروع الطلاق مع محور المقاومة والممانعة، وادارة الظهر لسوريا التي احتضنت حركة حماس وقدمت لها الدعم الكامل وادى هذا الموقف الى الخروج من دمشق بطريقة اعلامية صادمة جرى توظيفها في مصلحة ما سمي ثورات الربيع العربي الذي وظف في محاربة سوريا مدعوما من قبل بعض دول الخليج العربي وتركيا بالتحالف مع امريكا سوريا وايران هي التي قدمت لحركة حماس الصواريخ ومكنتها من الصمود والمقاومه ، مثلما قدمت لها الدعم المالي والمعنوي، بينما لم يقدم لها اصدقاؤها في المعسكر الآخر الذين حرضوها على مغادرة دمشق ولبنان، وقطع “شعرة معاوية” مع طهران البديل الافضل، والاكثر من ذلك انهم، حاصروها ونبذوها، ولم يستخدموا الحد الادنى من علاقاتهم مع المشير عبد الفتاح السيسي لتخفيف الحصار، وان تضييق الخناق على حركة حماس كان بسبب محوريتها وتحالفها مع حركة الاخوان المسلمين ، وتعاطفها مع الرئيس المعزول محمد مرسي. ان دول الخليج العربي قدمت مئات المليارات من الدولارات لدعم المعارضه السوريه لاسقاط النظام في سوريا بينما هذه الدول تنبذ حركة المقاومه في فلسطين ولا تقدم لها الدعم اللازم لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ، هذا هو التنافض الاكبر، الذي لم تقع فيه طهران التي استمرت، ورغم قطيعة حماس لحليفها السوري ودعمها المعارضة المسلحة السورية، معنويا على الاقل، في ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة معها، وقدمت لها مساعدات مالية، والشيء نفسه فعله حزب الله، وليس سورية، وكان لافتا ان السيد حسن نصر الله لم ينطق بكلامة نقد واحدة ولو خفيفة لحركة حماس وموقفها، وهذا هو الفرق الشاسع في بعد النظر والصبر وكظم الغيظ.رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ادرك الخطأ الذي وقعت فيه الحركه بابتعادها عن دمشق وادرك الفخ الذي وقعت فيه حركة حماس بمراهنتها على ثورات الربيع العربي الذي تبين ان ثورة الربيع العربي فرقت العرب وعملت على تعميق الفجوه في العالم العربي ضمن مخطط امريكي صهيوني هدفه تصفية القضيه الفلسطينيه ، اشادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بالرئيس الاسد اثناء لقائه مع السيد عبد اللهيان، وقوله صراحة “ان حماس لا يمكن ان تنسى دعم الرئيس الاسد وشعبه للمقاومة والقضية الفلسطينية، وترحيبه بحل الازمة عبر الحل السياسي، وموقف ايران الذي يطالب بتوحيد جهود المعارضة الى جانب الجيش السوري لمواجهة الارهاب و”التطرف” قد تكون ضمن مراجعة الحسابات لحركة حماس ضمن محاولة اعادة فتح ابواب دمشق امام حركة “حماس″ مجددا، او حتى ابقائه مواربا، ، ان تصريحات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل وتسريبها الى قنوات وصحف ايرانية او قريبة من ايران ومحور المقاومة مثل “الميادين” كان مقصودا ولم يكن صدفة وذلك بهدف العوده الى محور سوريا ايران مع ان ذلك قد جاء متاخرا ، ان فحوى ما دار في الاجتماع الذي عقده اعضاء المكتب السياسي لحركة حماس المتواجدين في غزة وأعضاء مجلس الشورى المصغر لبحث حالة التقارب مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان. ، وأن الاجتماع جاء بطلب من القيادي في حركة حماس محمود الزهار الذي طلب من نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الدعوة لاجتماع للبحث في حقيقة ما يجري وتسهيل اعمال لدحلان في غزة والسماح لعناصر مقربة منه بتنظيم مسيرات مناهضة للرئيس محمود عباس ،
وأوضح أن الزهار طالب بتوضيح حقيقة هذه العلاقة وما يثار في الإعلام بشأن وجود اتصالات بين بعض قيادات حماس ودحلان، مبينا أن أبو مرزوق طلب من القيادي إسماعيل الأشقر توضيح ذلك على اعتبار أنه ممثل حماس في لجنة التكافل الوطني التي تم تشكيلها مع عدد من الفصائل، والتي يقدم لها دحلان ومقربون منه أموالا لدعم مشاريع مختلفة.وحسب المصدر، فإن الأشقر نفى وجود اتصالات مباشرة مع دحلان، وأن ما يجري يتم فقط في إطار تقديم خدمات مالية للعائلات المحتاجة في غزة ولذوي الشهداء والجرحى، ودعم مشاريع اجتماعية ليس لها علاقة سياسية مباشرة بدحلان أو غيره.وفي المقابل قال أبو مرزوق ان السماح لدحلان بتنظيم مثل هذه المشاريع لم يكن هدفه التقرب السياسي من دحلان، بقدر أننا (في حماس) لا نرفض أي خدمة تقدم للمواطنين في غزة الذين يعانون ظروفا قاسية نتيجة الوضع الآني المعروف، مشددا على أنه لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يكون هناك اتفاق سياسي مع دحلان دون إنهاء ملف المصالحة المجتمعية، وقد لفت الدكتور محمود الزهار إلى أن حالة غليان كبيرة تسود أوساط قاعدة حماس بشأن التقرب من دحلان، مطالبا بالخروج بتوضيح حقيقة العلاقة من خلال إصدار تعميم يتعلق بهذا الشأن، فيما رد أبو مرزوق على الزهار بالقول أن حماس لن تكون لعبة في يد أي طرف فلسطيني أو خارجي، وأن قرار الحركة سيبقى في يد المكتب السياسي ومجلس الشورى وفقا للواقع السياسي الذي تمر به المنطقة.وأشار أبو مرزوق إلى أن الاتصالات ما تزال متواصلة برعاية أطراف مختلفة لتحسين العلاقة مع إيران، وأن هناك خلافات في هذا الصدد بشأن الأزمة السورية التي تصر قيادة حماس في الخارج على أن لا تمثل خلافا مجددا.وقاطع الزهار أبو مرزوق موجها له تساؤلا في هذا الصدد وقال: "ما الذي يدفعنا لأن نكون جزءا من الأزمة السورية؟!". مبينا أن الوضع في سوريا أعمق مما كانت تعتقد الحركة في بداية الأحداث، ولذلك عليها أن لا تكون مناصرةً لجهات تكفيرية تحاول وضع يدها على سوريا، وأن لا تتدخل فيما يجري، وعدم الحديث من قبل اي قيادي فيها للإعلام حول ما يجري هناك والتركيز على تحسين العلاقة مع أطراف المحور.ورأى إسماعيل هنية أنه من الضروري التحرك من أجل فتح اتصالات مع إيران، وكذلك مع الجانب المصري، وعقد لقاءات لوضع حد للخلافات مع النظام المصري الجديد. وهو ما أيده غالبية المجتمعين. وقال أبو مرزوق حينها، انه سيتكفل بهذا الملف ويعمل جاهدا من أجل ترميم العلاقات مع مختلف الأطراف.وخلص الاجتماع الى إصدار تعميم في محاولة لامتصاص حالة الغليان لدى قاعدة حماس الجماهيرية تشير فيه قيادة الحركة إلى أنه لا يوجد أي علاقة رسمية مع دحلان، وأن ما جرى هو مجرد عملية تسهيل لبعض الأعمال الخيرية، وأنه لن يسمح لدحلان بالعودة الى غزة وممارسة أي مهام سياسية رسمية إلا بإنهاء بعض الخلافات المتعلقة بقضايا كثيرة ارتبطت بوجوده في غزة سابقا. مجريات الاحداث داخل حركة حماس تشير ان هناك حراك داخل الحركه قد يقود لتصويب توجهات الحركه ويعيد توجهاتها السياسيه وتصويبها ضمن اعادة تصحيح البوصله ضمن عملية التمحور الذي لا بد وان يخدم القضيه الفلسطينيه ويقود الى عملية انهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني بعيدا ان اية تمحورات اقليميه ودوليه لا تخدم القضيه الفلسطينيه وتدخل القضيه الفلسطينيه لاتون الخلافات التي لا تصب في صالح فلسطين والوحدة الوطنيه الفلسطينيه ويبقى السؤال هل ادركت حماس خطأها في المراهنة على ثورات الربيع العربي وهل ادركت حقيقة ان وحدة الصف والموقف الفلسطيني هو السبيل الافضل لخدمة اهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني بعيدا عن المماحكات الفلسطينيه والردح الاعلامي لتفويت الفرصه على المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس والتوسع الاستيطاني والتصدي للمشروع الصهيوني الذي هدفه استنزاف قدرات الامه العربيه والذي يهدف التامر على سوريا لتفكيك محور المقاومه والذي تمثل في استهداف كوادر حزب الله في الجولان السوري ويستهدف التامر على سوريا في استنزاف قدرات الجيش العربي السوري ضمن مخطط يستهدف الى فلسطنة الصراع