وأخيراً انهارت الرواية الغربية ، وانكشف الإرهاب التكفيري عارياً ، وظهرت عمالة الواجهات السياسية العربية ، وبانت الحقيقة الساطعة أن سورية تتعرض منذ أربع سنوات لحرب كونية إرهابية قذرة تستهدف قلب وتغيير النظام السياسي الحاكم المناهض ، واستبداله بنظام رجعي عميل للامبريالية العالمية ، وكذلك تدمير الوطن السوري وتفكيك الشعب السوري وتجزئته لمجموعات طائفية ، سنية وشيعية وعلوية ، علاوة على ضرب ومحاصرة فكر وثقافة المقاومة . وأن أمريكا والسعودية ومشيخة قطر وتركيا الاردوغانية هي التي تدعم عصابات الإرهاب التكفيرية ، التي تعيث قتلاً وتدميراً وخراباً في الأرض السورية ، وتقترف المجازر الدموية والمذابح الوحشية بحق أبناء الشعب السوري . وثمة قوى وأوساط وقطاعات شعبية سورية متعددة توصلت إلى قناعة بأنه لا مناص من العودة إلى أحضان النظام السياسي القائم ، بعد أن أدركت حقيقة ما يجري في الواقع السوري .
لقد صمدت سورية ، شعباً وأرضاً ووطناً وقيادة وجيشاً ونظاماً ، بوجه الحرب الإرهابية العالمية ، وسطرت ملاحم بطولية أسطورية في تصديها لعصابات وجماعات الإرهاب التكفيري ، وحقق الجيش السوري انتصارات باهرة في الميدان وساحات الوغى والتحرير ، واستعاد الكثير من المواقع التي كانت قد استولت عليها هذه الجماعات الجهادية المتطرفة .
ويوماً بعد يوم يتضح الدور الوظيفي الذي تؤديه هذه المجموعات الإرهابية في خدمة المشاريع الامبريالية والمخططات الاستعمارية في المنطقة لزعزعة استقرار دولها وتفكيك شعوبها ، وتحقيق الأهداف والمآرب الامبريالية والصهيونية . ولا ريب أن فشل المؤامرة على سورية بات أمراً محققاً ومؤكداً ، وسيكون لهذا الانتصار التاريخي أثره الاستراتيجي لانحسار نفوذ وتغلغل أمريكا في المنطقة والعالم .
لقد أن الأوان لصحوة جماهيرية عربية لإدراك مدى الخطر الاستعماري والغزو الامبريالي والامتداد الواسع للإرهاب الداعشي الداهم الذي تتعرض له منطقتنا العربية ، وضرورة فهم خيوط المخطط التآمري الذي يستهدف شعوبنا وامتنا وأقطارنا العربية لاستنزاف القدرات والطاقات العسكرية والمادية العربية ، والسيطرة على الخيرات والثروات الطبيعية والنفطية العربية ، وإغراق الوطن العربي ، من محيطه حتى خليجه ، بآتون الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية ، كما هو حاصل الآن في ساحات عربية كسورية والعراق ومصر واليمن وليبيا وغيرها .
عاشت سورية حرة أبية، وعاش شعبها البطل المقدام الملتف حول النظام السياسي الحاكم ، والمنتصر على الإرهاب والتطرف.
بقلم/ شاكر فريد حسن