.................................................
التغيير مفهوماً يحظى بمكانة مرموقة و اهتمام بالغ لدى المجتمعات بمختلف أطيافها و تباين شرائحها الاجتماعية لما له من اثر كبير و منعطف مهم في حياة الأمم و المجتمعات الإنسانية ، فالتغيير يحمل بطياته قلب الواقع من حال إلى حال أو من التأخر الى الازدهار و التطور على مختلف الأصعدة الحياتية بالإضافة إلى أن التغيير ينقل الأمم من الفكر المتخلف إلى الفكر النير الوهاج المتطور الذي تتباهى به الشعوب وتشرئب إليه الأعناق ، فالتغيير في نظر أهل العرف اللغوي يعني التحول من نقطة التوازن الحالي إلى نقطة التوازن المستقبلي من خلال عدة عمليات مخطط لها و معدة وفق المناهج و الأساليب الجيدة و المعتبرة التي من شأنها أن تعطي الثمار الجيدة الناضجة و تكون كفيلة بإحداث نقلة نوعية تحن إليها النفوس و الأرواح البشرية وهذا ما تطمح إليه الشعوب و البلدان العالمية و أما في العراق فكان المتوقع أن يجري التغيير على وفق معطياته المنشودة و المعروفة لدى الإنسانية جمعاء فبعد سنوات من القحط و الجدب التي مر بها العراق من تسلط الدكتاتورية اردفتها ثلاثة عشر سنة شهدت سيطرة شبح الفساد و السرقات و الدمار و الطائفية و الاحتلال و محاربة الحريات و تصدير أدواتها و قتل أقلامها و خنق الوطنية و التنكيل برجالها الشرفاء و تكميم الأفواه من خلال محاربتهم أو زجهم في السجون و المعتقلات بل حتى انتهاك الأعراض و تدمير المقدسات و اهانة حرماتها كلها دعت إلى المطالبة و المناشدة المتواصلة إلى التغيير و التغيير هرباً من الواقع المرير الذي رسمته و طبقته حكومة الاسلامين المزيفين أبان حكمهم بعد 2003 فاليوم العراق يشهد تغييراً في الوجوه الحاكمة و المتصدية لإدارة دفة الأمور بشتى عناوينها كان من المتوقع أن يأتي التغيير بثماره الناضجة التي تطيح بتلك الثمار الفاسدة و تنهي وجودها إلى الأبد فجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فتسلطت على رقاب العراقيين وجوه من كل حدب و صوب شرقية و غربية يشوبها التبعية و الفساد و الانحطاط و تجسد ألوان خارجية و تفضلها على اللون العراقي و تخدم مصالح الفئوية بل و تقدمها على المصالح العراقية التي أصبحت بفعل تلك الوجوه الغريبة عرضةً للاندثار و الاضمحلال حتى غدت الأطماع و الأهداف للغرباء سواء الأمريكيين و الإيرانيين هي المقدمة و المفضلة لدى الساسة و الرموز المؤسسة الدينية الغير عراقية التي الآن هي الآمر و الناهي في دفة الحكم بالعراق وهنا أصبح التغيير الوبال الجديد و الوباء الذي يشتكي منه العراقيون بشتى طوائفهم و شرائحهم الاجتماعية و يحتاج تشخيص علته و العلاج منها إلى عقل عنوانه الولاء للعراق و مفكر دقيق في قراءته للواقع العراقي المرير بعد التغيير و تشخيص العلة و إعطاء الحلول الناجعة لذلك الداء فانبرى المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني لهذه المهمة المحفوفة بالمخاطر التي تصل إلى القتل و التشريد و التطريد كونها تخالف مراد الغرباء و تكشف مخططاتهم التي تحاك خلف الكواليس فلقد حذر في أكثر من مناسبة من التغيير الذي يراد به تغيير الوجوه دون التغيير في المواقف و الأساليب المتبعة التي تسعى إلى تحقيق مآرب الاحتلال و رموزه المتنفذين في السلطة سواء السياسية أو الدينية الشيعية أو السنية ففي إحدى محاضراته الأسبوعية الحادية والعشرين ضمن محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي في 12/6/2014 دعا المرجع الصرخي إلى التغيير المنطقي و الموضوعي للمعنى الحقيقي للتغيير من خلال إحداث الانقلاب النوعي و الكمي في العراق و الإطاحة بكل رموز الفساد و الإفساد ومحذراً من واقع مأساوي لا يبقي و لا يذر أن هبت رياحه على العراقيين و استحكمت عليهم
https://www.youtube.com/watch?v=RVMhRj8JF7o
وقد تجدد هذا الموقف من لدن المرجع الصرخي في معرض جوابه على تساؤل وجه لسماحته خلال اللقاء الصحفي الذي أجرته صحيفة الشرق معه في 17/3/2015 عن التغيير وهل حدث فعلاً في العراق فأجاب سماحته قائلاً : ((الأوضاع من سيئ إلى أسوأ(( . مشيراً إلى أن الوضع العراقي لم يتغير بذهاب المالكي و مجيء العبادي قائلاً :((لا عداء لنا مع أشخاص، فنحن نتمسك بقضية ومشروع رسالي إصلاحي، وعليه فإن المواقف لا تتغير بتغيّر الوجوه مادامت المشاريع الفاسدة الهدامة موجودة)) .
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207
بقلم / احمد الخالدي