توقيع كتاب " روحي على راحتي " في مئوية عبدالرحيم محمود

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

لقد وقف بعض الشعراء بقامات تتسامى لتصل عِنان كلماتهم وشعريتهم، فلا تعود اشعارهم وبحورهم الشعرية، مجرد نَظم من الكلمات بل واقعاً يجسدونه بحياتهم ومواقفهم، وهكذا كان شاعرنا عبدالرحيم محمود، أستاذاً معلماً للأجيال، وأديباً، ومجاهدا مقاتلاً، استشهد في تموز (يوليو) 1948، في الخامسة والثلاثين من عمره، لقد تحول شعره لجزء من حياة ونضال الشعوب، لا تدرس قصائده في المدارس أو تقرأ من محبي الأدب والشعر وحسب، بل وتنطلق كلماته طلقاتٌ من أفواه من يرفضون الظلم ويرفعون أيديهم في مواجهة جنود الاحتلال والظالمين وهم يرددون كلماته.
بهذه الكلمات استهل عمار الكردي رئيس الهيئة الادارية لجمعية البيارة الثقافية، كلمة " البيارة " التي ألقاها مساء أمس الأول في حفل إطلاق و توقيع كتاب " روحي على راحتي " الصادر في مئوية الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود ، والذي نظمه إتحاد كتاب وأدباء الإمارات وجمعية البيارة الثقافية برعاية مجلس العمل الفلسطيني في أبوظبي في فرع الاتحاد بالمسرح الوطني بحضورالشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعلي يونس نائب السفير الفلسطيني لدى الامارات وحسين غنايم عضو مجلس إدارة مجلس العمل الفلسطيني و جمع كبير من محبي الشعر والأدب والكلمة الحرة .
وشكر الكردي كل من ساهم في إصدار هذا الكتاب، بدءا من معرض الشارقة الدولي للكتاب، واتحاد كتاب وادباء الإمارات، ومجلس العمل الفلسطيني في أبوظبي على رعايته لهذا النشاط ، وخص بالذات الشاعرة نجاة الفارس التي بدأت الفكرة وتابعت مراحل تنفيذها، والشعراء الذين كتبوا قصائد هذا الكتاب الحاضرين منهم والغائبين.
وجدد الشكر والعرفان والولاء لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، على كل الدعم والمساندة الدائمين لفلسطين وأهلها.
أما الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فقد قال أنه كان من المفروض أن يشارك بكلمة في هذه المناسبة ، ولكن يوم الأرض ويوم الشعر يفرضا حضورهما لذلك قدم مفاجأة جميلة للحضور بقراءة قصيدتين من شعره المميز حيث قرأ قصيدة أهداها إلى فلسطين والأخرى للشهيد محمد الدرة معتبرا إياه رمزا فلسطينيا خالدا .
وفي تقديم وإدراة متميزة للأمسية شاركت فيهما الشاعرتان الفلسطينيتان نجاة الفارس وربا شعبان قالت الشاعرة الفارس نرحب بكم في بيت الثقافة الجميل "اتحاد كتاب وأدباء الإمارات " وفي منارة الحضارة أبو ظبي ، وتحت ظل "جمعية البيارة الثقافية "تلك الشجرة الثقافية الوارفة التي تمتد جذورها من أرض بارك الله حولها ، وخصها بنوره وناره ،وجعلها معراجا للسماء ، ومسرى للأفئدة ، ونحن نستلهم اليوم روحا طاهرة لشاعر جمع بين القول والعمل فكان إيقونة يعرفها كل ضالع متضلع بماء الوطن والإبداع.
وأضافت الشاعرة ربا شعبان قائلة هنا حيث يلتقي الزمان والمكان في يوم الأرض ، وتحت سماء الثقافة ، ومع عمل أدبي جميل ، جمع نخبة من الشعراء العرب ،شعراء تجمعوا على مورد رائق من الإبداع و الصدق ، صدق القول وصدق العمل ، في زمن كثرت فيه الأقنعة ، واختلطت فيه موارد الصفاء بشوائب القذى ، فجاروا ذلك الصهيل الجميل على صهوات القريض ، صهيل حر يأبى الضيم ويرفض الذل.
ثم تضمن برنامج الحفل قراءات شعرية من كتاب " روحي على راحتي " قدمها كل من الشعراء والشاعرات التاليين ، ربا شعبان ، نايف الهريس ، والطفل عمران محمد حسن الذي قرأ قصيدة والده يرحمه الله ، وعلي مي ، ونصر بدوان ، ونجاة الفارس .
ثم شاركت الشاعرة إلهام أبوظاهر بقراءة قصيدتين من العامية الفلسطينية .
واختتم الحفل بوصلة غنائية بصوت الفنان الشاب عبد المجيد أنابي ، يرافقه على العود الفنان عبد القادر مارديني والفنان عبد المعز عودة من إدارة جمعية البيارة الثقافية .
عقب ذلك وقع عمار الكردي كتاب " روحي على راحتي " لحشد كبير من الحضور.

المصدر: أبو ظبي - وكالة قدس نت للأنباء -