هي قِبلتي .. وقُبلتي ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

هي قِبلتي وقُبلتي ...

تنامُ ولا تنام ...

تصحوا دائماً ...

على صوتِ الأذان ...

أو الأنامِ ...

على قرع الطبولِ ...

أو دق النواقيسِ ...

أو هديلُ الحمامِ ...

تُخفي سِرَّها ...

تَكتمُ آلامها ...

كبرياءً ...

يُغتالُ السلامُ فيها ...

وهي أرضُ السلامْ ...

هي أيقونةٌ ...

قديمةٌ جديدةٌ ...

قِدمَ الإيمانِ ...

هبةٌ من الرحمنِ ...

لِلأرضِ والإنسانِ ...

هي البدايةُ ...

كما النهايةُ ...

هي صرةُ هذا الكونِ ...

بوابةُ السماءِ ...

وفيةٌ لعهدها ...

حتى يومَ الفناءِ ...

تهبطُ عندَ أطرافها الملائكةُ ...

كهبوطِ الطيرِ ...

فوقَ القبابِ ...

وفوقَ المآذنِ ...

عندَ الفجرِ ...

وأثناءَ الغسقِ ...

تراهم رأيَ العينِ سُجداً ...

يَملؤونَ الطرقاتِ تسبيحاً ...

يُزاحمونَ الناسَ وقتَ الدعاءِ ...

يأخذون قبساً من دمِ الشهداءِ ...

ويمضون إلى حيثُ النهاياتِ ...

يُسجلونَ يومَ إيمانٍ جديدٍ ...

ويتركوا فيها الرسالاتِ ...

متفتحةً مثلَ زهرِ الرمانِ ...

آياتٌ من الرحمنِ ...

كما الشمسُ والقمرُ بحسبانْ ...

تُذكركَ طُرُقاتُها إذا نسيتَ ...

بأسماءِ الغابرينَ العابرينَ ...

يقطنُ فيها الأنبياءُ ...

والزهادُ والنساكُ ...

تَقرأُ السلامَ على الأمواتِ ...

والأحياءِ ...

تَحكي حِجارتُها ...

قِصَصَ من مروا ...

إلى الهباءِ ...

أو السماءِ ...

تُحدثكَ عن ماضٍ ...

بدا قديماً ...

أو تُخبركَ ...

عن جديدٍ قادمٍ ...

قَبلَ فواتِ الأوانِ ...

تَصحوا دائماً ...

والناسُ فيها نيامْ ...

في غفوةِ الإيمانِ ...

ورحمةٍ من الرحمنِ ...

هي هبةُ اللهِ ...

للأرضِ والإنسانِ ...

هي قِبلتي وقُبلتي ...

لِلحُبِ ...

لِلسلامِ ...

لِلأيمانِ ...

هي العنوانُ ...

منذُ أولِ البدءِ ...

وإلى مستقرِ الزمانِ ...

يسكنُ في ثناياها ...

الأمنُ والأمانِ ...

هي البرهانُ ...

لكلِ الأنامِ ...

هي عطرُ الحياةِ ...

هي السلامُ بلا سلامٍ ...

هي القدسُ ...

تقولُ: ...

هنا الإيمانُ ...

هنا يولدُ الإسلامُ ...

والسلامُ لكلِ الأنامِ ...!!!

بقلم/ د. عبد الرحيم محمود جاموس