ثقافة الكراهية

بقلم: محمد صالح الشنطي

( ليس المطلوب أن تكونوا ملائكة ، ولكن لا تسيروا في دروب الشياطين)
- بهائية (أبو مازن) و يهودية (أبو عمار)
- شهادات أحمد جبريل المنسوبة إلى سكان القبور
- المركز الفلسطيني للإعلام أم لبث الكراهية و زرع الأحقاد و الفتن
- الكذابون وشهود الزور
- الفصائلية الانتهازية رديف الطائفية البغيضة
- تضليل الدعاة أم دعاة التضليل
- وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُم
- نواب الكتل وشهادات الزور
- كبر الكتاب وغطرسة المحللين ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
• أرجوكم تابعوا قراءة المقال حتى آخره
الكراهية في زمن الكراهية
هناك نزعة لتكريس ثقافة الكراهية بقوة في مرحلة تاريخية اتسمت بأقصى درجات الحقد واستنهاض أشرس غرائز الشر عبر هذا التدمير و القمع الدموي و القتل و الحروب الطائفية ، وكأن العدوى انتشرت كالنار في الهشيم لتلتهم الأخضر واليابس ، فتنة شعواء لا تبقي و لا تذر من القاعدة إلى داعش إلى نظم الشر التي تستخدم البراميل المتفجرة ولأسلحة الكيماوية و تجد من يقبّل نعال (بساطير) القتلة الملطخة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء في أغرب المشاهد وأكثرها إثارة للاشمئزاز.
وفي مقابل الطائفية البغيضة التي شتت شمل الأمة و زرعت الأحقاد بينها - هناك الفصائلية البغيضة التي تشظّى– بسببها - الشعب الواحد إلى شظايا متناثرة وانقلب على نفسه ، وأعمل فيها سيف التنابذ والتدابر و التمزق وغيّب الوعي والعقل .
وإذا كنا هنا في مقاربتنا لهذه المسألة نلامس موضوعا له بعده النفسي و الروحي فضلا عن البعدين الاجتماعي و السياسي ؛ إذن فلنحتكم إلى الدين الحنيف مادام الطرف الذي نحاوره يقرّر أنه يعتصم بالعقيدة ويعتبرها منطلقا في سلوكه السياسي والعسكري والإنساني ، والقاعدة الأساس في الإسلام نبذ الكراهية بدليل قول الله تعالى " و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب " وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الرفق في الأمر كله" و " إن الرفق في ما كان في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه " .
والعدل والاعتدال قاعدتان ذهبيتان في الإسلام ، وفي قوله تعالى " و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" ، والاستقامة أساس الاعتدال " الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا"
التخوين و التكفير
فغرس ثقافة الكراهية وتشويه الناس و تكفيرهم ليس من الإسلام في شيء ، وقد اتضح بشكل سافر أن بعض إخواننا من القادة والإعلامي ينفي حركة المقاومة الإسلامية كرّسوا منطق الكراهية بما أقروه في أذهان الناس من تخوين غلى المستوى الوطني ، و التكفير على المستوى الديني إلى درجة أن البعض لا يطيق حتى قراءة ما نكتب لما استقر في قلوبهم من ضغينة وكراهية للآخر، والتقوقع على ما تم ضخّه على مدى سنوات و بشكل مدروس ومحترف ، وقد رأيت وسمعت من إذا رأى مشهدا من مشاهد الدمار في حرب غزة الأخيرة شتم عباس مباشرة ؛ وعندما أسأله هل عباس هو السبب يقول نعم ( ليش ؟)، فيجيب (هيك)هو كذا و كذا ويمطره بسيل من الشتائم التي لا يقرها دين و لا خلق و لا عقل و لا منطق ، و أبحث عن الأسباب فأجد أن ثقافة الكراهية التي تبثّها قنوات الإخوة الفضائية التي تساندها قناة عتيدة مسموعة لها انتشارها الواسع (الجزيرة) هي السبب ، فضلا عن اللقاءات المستمرة مع بعض القادة و الناطقين الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة الشيطانية تدعم هذا الشعور ، وقد بلغني أن كثيرا من الإخوة لا يطيقون إكمال قراءة مقال لا يؤيد حماس ، وقد قمت على مدى أسبوع بمتابعة ما تبثه أجهزة الإعلام التي يديرها الإخوة (و السياسة لا تكترث بالمثاليات ، ومن خاض غمارها عليه أن يخلع جبة الزهد و مسوح الرهبان)فرأيت عجبا ، هناك توثين لبعض الشخصيات التي ذاع صيتها في الحرب الأخيرة على غزة ومن أدارها والصف الخلفي من (السحيّجة) أي محترفي التصفيق ، وبعضها شخصيات نحترمها و نقدر جهادها و إن لم نرها، ونعتبرها مجاهدة بغض النظر عن إدارة الجهاد ومآخذنا على الطريقة التي أدير بها ، وهذا يتحمل مسؤولياته الساسة ، ولكن نسمع عنها في إعلام إخوتنا في حماس، مثل شخصية القائد (محمد ضيف) الذي حاول العدو اغتياله و فشل ، له كل التقدير ، و لا أعتقد أنه يقبل بهذا التصنيم وتلك القدسية التي أحيط بها ، فهو ليس شخصا مدعيا، و واضح أنه متواضع منكر لذاته ، و ليتهم يتعلمون منه .
أبو عبيدة وأوامر القادة العظام
والثاني أبو عبيدة الذي عرفناه ناطقا باسم القسام ، و لا تثريب عليه ، ولكنهم وثّنوه هو الآخر إلى درجة مقارنته بالأبطال العظام ، و لم يؤثر عنه إلا ما ينطق به ، وما يدلي به من تصريحات تتخذ طابعا عنتريا مبالغا فيه كأوامره التي يصدرها لشركات الطيران العالمية بعدم الهبوط في مطارات فلسطين المحتلة، و للمستوطنين يأمرهم بالاختباء و الظهور وقتما يشاء ، ودعوة الصحافة العالمية لمباراة صاروخية مسرحها تل أبيب في وضح النهار ، وثناؤه على الجمهورية الإيرانية الإسلامية العتيدة التي تعيث في وطننا العربي فسادا وفتنة وتخريبا وتريده ملعبا محتكرا لنفوذها قبل أن تواجه بالحزم الذي استنهض كرامة الأمة وأعادها إلى صدارة التاريخ ، ولسنا ضده ، ولكننا ضد توثينه . وضد استثماره لتكريس الكراهية والبغضاء عبر الادعاءات العريضة .
سأعرض لبعض مظاهر غرس ثقافة البغضاء و الكراهية و التعصب الأعمى:
عرفات اليهودي وعباس البهائي
ولأبدأ وفق تداعيات الذاكرة : كنت جالسا مع عدد من الأكاديميين من أقطار عربية مختلفة ، وكلهم على مستوى من العلم و الفهم و الخلق ، و لا أدري ما لذي جعل الحديث يتطرق إلى البهائيين ، وإذا بأحدهم و هو ممن نحترم علمهم و خلقهم يقول : عباس بهائي ،ألم تسمعوا سبب خلافه مع حماس أنه بهائي ، هذا بالنص ، و لولا خوفي من إحراجه لذكرت اسمه كاملا ، هكذا دون أي مقدمات ، هذا تعريف بالبهائية كما ورد في (الويكيبيديا– الموسوعة الحرة)
يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء.
.وبناء على ذلك هل يمكن أن يكون الرئيس عباس بهائيا ؟ تفكروا يا أولو الألباب .
الرجل ولد وعاش في صفد عام 1935 م وانتقل إلى دمشق وأنه معروف من عائلة سنية و المجتمع الفلسطيني شافعي المذهب ، ولم يعرف عنه قط أنه ليس سنيا شافعيا ، ولم نسمع من أحد قط أنه بهائي ، وقد ارتقى في مناصب رفيعة في قطر ، وأطروحته في الدكتوراه عن العلاقات بين النازية والصهيونية أثبت فيها أن ثمة تواطؤا بين قادة النزية والصهيونية فيما يتعلق بالمحرقة (الهولوكوست) حيث أثبت أنها كانت لترهيب اليهود و دفع يهود ألمانيا إلى الهجرة إلى فلسطين بمعرفة الصهاينة و على النحو الذي خططوا له ، ونشر الكتاب تحت عنوان (قنطرة الشر) مما دفع اليهود في حينها إلى شن حملة واسعة النطاق عليه ، وقد ذكر بها اليهودي العنصري وزير خارجية إسرائيل السابق أفيجادور ليبرمان الذي طالب بتصفية الرئيس محمود عباس و اتهمه باللإرهاب الديبلوماسي و وصفه أولمرت بأنه أخطر من (أبو عمار) لأنه بحث كل الملفات في المفاوضات ، ولم يوافق على شيء قط .
عبد القادر موتور أم مسحور
ومع ذلك فقد كتب عبد القادر ياسين يقول عن الرئيس محمود عباس :
"شخصية ليست مثيرة للجدل بالمرة ؛ إذ إنها واضحة في توجهها السياسي وانحيازها إلى الخط التطبيعي المباشر مع الكيان الصهيوني.
محمود عباس ـ أو محمود عباس ميرزا كما يحلو للكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين أن يسميه ـ هو أحد الشخصيات التي لم أجد عناء في البحث عن توجهها السياسي , فبالعبور الخاطف على آراء الإسلاميين والوطنيين المدافعين عن فلسطين لمست إجماعا لافتا على كون الرجل أحد مخالب الصهاينة في فلسطين , هذا فضلا عن تشكيك معظمهم في ديانته التي يقول الكثير إنه يدين بالبهائية , ويعتبر أحد أعمدتها القوية في فلسطين.
بيان آخر وزعه شباب المسجد الأقصى قبل أكثر من عامين (22 مايو 2002) لكنه خلا من التوقيع لحساسية الموقف الفلسطيني وصفوا فيه أبا مازن بأنه "من فرقة البهائية (..)"
انتهى كلام ياسين( الذي أقر بأن عرفات سجنه يوما ما إبان الثورة وتوسط أبو إياد لإطلاق سراحه)
"أما قناة الجزيرة من جهتها فقد عرضت تقريراً لها عن الرجل بتاريخ 6/11/2004م (برنامج الملف الأسبوعي) لفتت فيه إلى أن "جذوره البهائية" والشائعات حولها تقلل من فرص خلافته لعرفات , كما وأن المراسل السياسي لصحيفة هآرتس العبرية قد خلص في مقال له بتاريخ 10/6/2003م إلى أن "أبا مازن المعتدل لا يستطيع حتى الوصول إلى مكانة ياسر عرفات باعتبارها مغلقة أمامه. هذا "بسبب أصوله البهائية، ولأن احتمالية وصول بهائي إلى زعامة الفلسطينيين تشبه احتمالية وصول سامري إلى منصب رئيس إسرائيل".
مشيرا إلى أن اسم "عباس" الذي يعتبر بالصدفة أحد أسماء مؤسس الديانة البهائية ـ على حد قوله ـ لم يمنع أبو مازن من الوصول إلى رئاسة الحكومة. ولم يقتصر الأمر على فتح أبواب البيت الأبيض - التي أغلقت في وجه عرفات - أمامه "
وانظروا إلى مايقوله راديو الإسلام(Islam Radio) على الشبكة العنكبوتية:
"عباس عميل عقائديٌّ يعمل كخائن عن قناعة وانتماء بهائي ويهودي. عباس يوظف العملاء، عباس يشتري العملاء عباس أصبح بالممارسة كباراك أو أولمرت أو ليفني، عقائدي مقتنع بما يفعل، لا يمكن أن تمر به لحظة تأمل أو ندم على ما يرى من مآسي!
عباس أكبر من العمالة، عباس أغنى من العمالة.
عباس خائن عقائديٌّ يعمل عن قناعة وانتماء. عباس يوظف العملاء، عباس يشتري العملاء.
وكفياليومأنعباس"مذمومغباش" أصبح اليوم بشكل سافر صهيونيا كاملا ليؤدي ويكمل الدور المرسوم له في اجتماعاته معهم يضحك معهم ويأكل معهم ويتسامر معهم!
والمهم هو:مع من هو وضد من هو ؟ إن من يضع يده في يد من قتل إخواننا الفلسطينيين في فلسطين وغزة هو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين وللأمة الإسلامية والعربية ولجميع الرسالات والإنسانية."
نواب الكتلة الإسلامية و الانحياز الانفعالي
وانظر إلى ما فعله أحبتنا نواب الكتل الإسلامية من شيعة و سنة في الكويت:
"ناشد البيان الذي وقعته الحركة الدستورية والتحالف الوطني الإسلامي (شيعة) والتجمع الإسلامي السلفي وكتلة العمل الشعبي وآخرون، الحكومة "عدم استقبال (عباس) أبو مازن واعتباره شخصا غير مرغوب فيه لخيانته وتآمره على شعبه".
من أين حصلوا رعاهم الله على معلوماتهم التي زودوا بها من مصاد شحن الكراهية و الحقد الأسود ، وهم الذين يقرأوون قول الله تعالى صباح مساء :
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"
هذا الكم الهائل من الاتهامات التي تنوء بها الجبال أليست من وسائل زرع الكراهية بالباطل ، فالبهائية انقرضت في العالم العربي و لا وجود لها ؛ وما قاله نواب الكتلة الإسلامية شهادة من لم ير و لم يتحقق ؛ بل هو انحياز على طريقة :انصر أخاك ظالما أو مظلوما بالمفهوم الجاهلي، و والله إنا لن نستحي منهم ، والله لا يستحي من الحق ، وفيهم جلة نحترمهم ؛ ولكنهم تنكبوا طريق الحق وأخذوا من طرف واحد يميلون إليه كل الميل ، وذلك منهي عنه في الكتاب و السنة ، والشهادة أمانة فكيف يشهدون دون تحقق ؟ وهم يرون أمامهم من جر الويلات على البلاد و العباد عيانا بيانا بسوء الفهم والتدبير وأخذ قراره بيده دون أي إصغاء لتحذيرات ولي الأمر الذي أغفلوه وأهملوه و صدوا عنه و اتهموه و ابتلوه فكانوا سببا فيما عاناه المظلومون على أيدي الصهاينة المجرمين الذين استدرجوهم إلى المجازر التي أعملوا فيها القتل والدمار في رقاب وأموال وأعراض المسلمين وغير المسلمين من الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره أليس المسلم كيس فطن أليس لهم في رسول الله ؟أسوة حسنة حين أمر بالانسحاب في مؤتة حين رأى أن لا تكافؤ بينهم و بين عدوهم ، أم أن ما يوافق أهواءهم يأخذون به ومن لا يوافق أمزجتهم يطرحونه جانبا ثم يأتي دعاتنا الأجلاء فيكيلون لهم المديح و التأييد مجانا ، فو الله ليحاسبن يومن لا ينفع مال و لا بنون ، ولكنه الإصرار على التشويه ضمن استراتيجية الكراهية ،
هذا هو خطاب الكراهية الذي لا يتورع أصحابه عن اتهام الناس بالكفر علانية دون أي دليل ، بل هي الكراهية ، هلا شققتم عن قلب الرجل كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
لو افترضنا أنه كان بهائيا وأسلم، وكان إيرانيا وتعرّب مع أنني أجزم أن هذا ادعاء كاذب مفترى ، افتروه وروّجوه و صدقوه ، قاتل الله الكراهية التي كرّسوها عبر المراكز الإعلامية التي أسسوها ومراكز الدراسات والبحث التي أنشأوها و المؤتمرات العلمية المدعاة التي عقدوها . راديو الإسلام
عصابات الظلم و الظلام
وعبد القادر ياسين و يدعوت أحرونوت و المركز الفلسطيني للإعلام والحبل على الجرار، و انتظروا دعاة الفتنة في الاتجاه المعاكس الذي سيكرّس الاتهام الذي أطلقته (الميديا السوداء) حول اتهام البهائي عباس بالاتفاق مع النظام السوري لتدمير مخيم اليرموك الذي بح صوت إعلام إخواننا في حماس وهو يتهم منظمة التحرير التي لم تخف لنجدة اليرموك وتركته يحترق ، وحينما تحركوا لإنقاذه اتهموا بالتواطؤ مع النظام ، و كأن المطلوب منهم أن يستدعوا ملائكة الرحمن ليتفاوضوا حول إيصال المؤن للمخيم المنكوب وليس مع من يحاصرونه ويمنعون عنه المؤن ، منطق الكراهية ، وهو منطق أعوج .
عبد القادر ياسين الذي تنقل من معسكر اليمين إلى معسكر اليسار الذي التحق بفتح الانتفاضة التي انشقت واقتحمت مخيم نهر البارد مع قوات النظام ، ثم خرج ليتهم هذا ، و يخوّن ذاك، ويتحول من علماني يساري إلى شيخ معمم يغار على حماس و، يتقلّب على كل الوجوه، يتهم من يشاء ويبرّئ من يشاء على هواه ، ويقرر بكل ثقة أن فلانا بهائي بإجماع من يلتقي بهم من العلماء ووجوه القوم دون أن يذكر اسم واحد منهم ، أليست هذه ثقافة الكراهية و الفتنه يمارسها الإعلام الأسود ؟ أرجوكم إن كنتم إسلاميين غيورين على الإسلام حقا أن تلتزموا بحقائق الإسلام و مبادئه وأن تكفّوا عن الافتراء ناشدتكم الله ، تأملوا قول الله تعالى:
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ( 33 ) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ( 34 ) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ( 35 ) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)( 36 )
هل هذه الدعاية عمل صالح ؟ هل هي سيئة أم حسنة؟
هل ما يفعلونه دفع بالتي هي أحسن؟
أليس هذا نزع شيطاني علينا نستعيذ بالله منه؟
الذين يروجون للفتنة ويفترون ويفرقون بين طوائف شعبنا وأمتنا شياطين الإنس .
من هم أبناء حماس ؟ و من هم أبناء فتح؟ هل هم أبناء فلسطين أم هبطت حماس من السماء بوصفهم ملائكة لا يأتيهم الباطل و لا يخطئون ، وأبناء فتح وغيرها جاءوا من أغوار الأرض فهم شياطين ؟ هذا عيب
أنزلوا الناس منازلهم
لقد دمر الحقد ثقافة المودة والاحترام ، فلا احترام للرموز و لا للمجاهدين والمناضلين ، تاريخ يشطب ، أبو عبيدة يساوي أبا عمار والشيخ أحمد ياسين و أبا مازن ، لا احترام لأحد
وأنا بصدد المكاشفة وآليت على نفسي ألّا أجامل أحدا ، لأن المرحلة حساسة و عصيبة و اللاعبون كثر و ضخ المعلومات صادقة و كاذبة لا ينقطع ليل نهار ، ونحن معصوبو البصيرة و ليس الابصار فحسب. نكاد نكون منوّمين مغناطيسيا .
من قبل اتّهم ياسر عرفات بأنه يهودي ، طفل مغربي اعد لينهض بدوره على النحو الذي خطط له اليهود ، حتى أصبح زعيما فلسطينيا يخدم أغراض إسرائيل وأنه دعيّ في آل الحسيني ، وتم تجاهل نسبه ونسب أبيه وأمه اللذين ينتميان إلى عائلتين عريقتين معروفتين وأبناؤهما و بناتهما كانوا أحياء يرزقون .
الشيخ أحمد فرح عقيلان وشهادة التاريخ
وأذكر منذ أعوام عديدة زارنا في حائل الشيخ أحمد فرح عقيلان (رحمه الله) و كنت أتجول معه في السيارة في أنحاء حائل وكان أيامها مستشارا في رعاية الشباب ، وكان يؤيد حماس بلا هوادة و يلوم فتح و قد كان الأخ رفيق النتشة سفير دولة فلسطين آنذاك قد عاتبه على كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بانطلاقة الثورة في الاحتفال الذي أقيم في الرياض ، وتقبل ذلك العتاب بروح عالية (رحمه الله) و كان معنا في تلك الجولة بعض الإخوة من حائل ، وأذكر أنهم سألوه عن الأصل اليهودي لياسر عرفات فأصيب بالدهشة ، و أجابهم أنا أعرفه وأعرف أمه ، وهي بنت مفتي القدس السابق من عائلة أبو السعود ، ويرجع أصله إلى آل الحسيني من القدس ، وإخوته معروفون وأخواته ، وهذا افتراء محض ، وكان غازي حسين وهو فلسطيني مقيم في سوريا ألف كتابا حول هذا الموضوع مدفوعا بمواقف سياسية ، وربما بارتباطات مع دوائر لا يعلمها إلا الله ثم الراسخون في الكراهية وتزييف الوعي ، فهو ينقل مزاعمه عن أحمد جبريل ألد خصوم ياسر عرفات وهو معروف بولاءاته المشبوهة فقد زعم أنه سأل الحاج أمين الحسيني في بداية الستينيات عن ياسر عرفات فأجابه أنه من المغرب ، وفي هذه الفترة لم يكن نجم عرفات قد بزغ بعد ، مما يؤكد هذه الفرية فضلا عن أن الحاج أمين الحسيني عاش حتى عام 1974، و كتب مذكراته ولم يؤثر عنه أنه أنكر نسبة الشهيد الراحل لآل الحسيني ؛ بل كان يكن له الاحترام
أحمد جبريل وشهوده من أهل القبور
ولكن أحمد جبريل الذي زعم في شهادته على العصر التي أدلى بها لأحمد منصور في الجزيرة أنه قفز أثناء الحرب الأهلية في لبنان من سطح عمارة إلى أخرى تبلغ المسافة بينهما خمسة أمتار ، وقس على ذلك عبقريته في التخيّل التي فاقت نظرية كولردج في الخيال الرومانسي.
والذين روجوا هذه الفرية هم أنفسهم الذين أشاعوا بهائية الرئيس محمود عباس فأخرجوه من الملة و كفّروه ، وجعلوا ذلك سبيلا لغرس الكراهية له في نفوس الناشئة و الشباب و الكهول والشيوخ ، العامة و الخاصة ، حتى أن مجرد ذكر اسمه يصبح مدعاة لتنهال عليه اللعنات من كل حدب و صوب من تلك الفئة التي غسل الإعلام الأسود أدمغتها ، هؤلاء المفترون هم أصحاب مسلسل الكذب الذي يتوالى فصولا ، وبعضهم – والله – لا يعرف معنى البهائية ، وينقبون في بطون الكتب و الذاكرة والحفريات التاريخية ليستخلصوا له اسما ينتهي بميرزا ليثبتوا أصله البهائي ، فهو كافر يستحق اللعنات,
لقد أصبح الطفل المغربي اليهودي بطلا مناضلا بعد حين ، وخرج علينا - من الفئة التي شككت فيه و في نسبه - من يتمدح بسيرته العطرة و جهاده ، و يعيّر الرئيس عباس به ، و يتهمه بالمروق و التنكر لدرب القائد الشهيد ، وقد سبق لهم أن خاطبوه بسيادة الرئيس و السيد الرئيس حين وفى بوعده وأجرى الانتخابات وأقر بفوز حما س فقد تناسوا حينذاك أصله البهائي و قدموا له الولاء و الطاعة.
عزمي بشارة المفكر صاحب الأجندة
وخرج في ذلك الحين من يلمح إلى التغير في المزاج الشعبي وإنزال بعض الزعماء منزلة الأنبياء (وهو الأخ عزمي بشارة)، وربما قصد حقا ما يقول ، ولكن الموقف في ذلك الوقت أوحى لي بأنه غير مسرور لهذه البراءة ، ولعل موقفه من أبي عمار لا يخفى على أحد وإن كان ذكيا ديبلوماسيا حذرا في إبداء هذا الرأي ، غير أن غزله مع دمشق في ذلك الوقت وسفره للاحتفال مع زعيمها الملهم كشف أوراقه تماما في وقت كان هناك فيتو متخذ بحق الراحل أبي عمار ، وقصة ذهابه إلى دمشق - بمعية الرئيس مبارك الذي تركه بعد أن أوصله إلى القصر و قال له (دبر حالك) - للقيام بواجب العزاء و تجاهله إلى درجة محاولة منعه من دخول القاعة الرئيسة معروفة موثّقة .
بذور الكراهية و حصاد الشر
هذا التاريخ ينبغي أن يعرف حتى لا يتم العبث بعقول الناس مرة أخرى ، هذه بذور الكراهية التي تنامت في التربة الفلسطينية ، سمادها الأهواء الحزبية، تروى بماء الكذب الذي أصبح يجري في شرايين البعض منا مجرى الدم في العروق ، فأبو مازن بهائي كافر و ليس بعد الكفر ذنب، و معاداته واجبة ، وبغضه أوجب ، يلقّن ذلك للشباب من الناشئة المتحمسين للإسلام وعودته ، فالانضمام إلى فسطاطه مقابل فسطاط الشر واجبة ، و في النهاية ينتهي المطاف ببعص هؤلاء الشباب إلى داعش و القاعدة والأسماء الإرهابية الأخرى ، وإن لم يحدث هذا عمليا يتم دعشنة الفكر و المزاج.
دعاة مضلّلون (بفتح اللام )
و المصيبة أنه يتم تجييش الدعاة في هذا الاتجاه سبيل الكراهية فلا يطيق بعضهم مجرد ذكر هذا المارق عدو حماس ، والأخ الحبيب هنية أو أبو العبد الذي بلغ فيه حد التواضع وهو دولة رئيس الوزراء أن قبل أيدي كبير هؤلاء الدعاة حين زار غزة في أعقاب الحرب الثانية .
و بالمناسبة نحن نحترم علماءنا ونجلّ هذا العلامة الكبير الشيخ القرضاوي ، ونعرف له فضله و علمه ، ولكننا لا نوافق على خطه السياسي ولا نقبل منه أن يناصر فئة على أخرى ،و يسهم في إذكاء نار الفتنة بقصد أو بغير قصد ، ويغلب انتماءه الحزبي على الحق و الحقيقة و من حقنا أن نتحفظ على موقفه ، ولكننا لا نبخسه حقه و لا نسمح لأنفسنا بالإساءة إليه، أو إلى غيره ممن وقفوا ونصروا فريقا على فريق ، و أسهموا في تكريس ثقافة الكراهية دون تمحيص أو حتى إصغاء لما يقوله الطرف الأخر ، ومنهم الشيخ الجليل الذي نحترمه الدكتور طارق سويدان ، و معروف موقفه منذ أن ألف كتابه عن فلسطين و انحيازه المطلق لطرف دون آخر، و تقليله من شأن بعض الرموز والإساءة إلى أبي عمار ، وآخر ما صدر عنه تغريدته اللبقة الخادعة التي تحمل صورة الشيخ هنية في صورة إخبارية مشيرا بها إلى( الأخ الحبيب هنية ) كما وصفه الذي يطل من التلفزيون الرسمي في تأييد مبهم لما أشيع من أن التلفزيون الرسمي سيذيع خطبة الجمعة التي يلقيها الإمام اسماعيل هنية من مسجد طيبة في غزة على الهواء مباشرة ، وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يحدث ؛ بل قيل أنه صدر نفي له ، وهذا شأن سيادي لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه بأي حال من الأحوال ، فإن عالمنا الجليل الذي نحترمه الداعية طارق سويدان اشترك في الترويج له ، وأربأ بهذا الداعية الكريم أن تكون دوافعه انحيازية حركية ، وذلك بعد إذاعة النبأ على الملأ على لسان الداعية الكريم الشيخ العوضي الذي لا نقول فيه إلا خيرا في تغريدة شهيرة له ألهبت حماس المواقع الاجتماعية المناصرة فراحت تتعنى و تروج كما سبق أن أشرت في مقالة سابقة.
لا يضير أحدا ذلك في شيء لولا الاستثمار السيء لهذا (الحدث الذي لم يحدث) حيث انصب على تكريس مبدأ الكراهية و البغضاء بين أبناء الشعب الواحد بل بين أبناء الأمة الواحدة.
وآخر ما أسفرت عنه ثقافة الكراهية احتكار الحقيقة لفئة دون أخرى ، فمن حق حماس أن تفاوض العدو ، ويجب أن ينزع هذا الحق عن غيرها ، فهي التي تمتلك الحق و الحقيقة فحسب ، وأنا لا أقول هذا افتراء أو ادعاء ، ولكن أدعوكم إلى مطالعة آخر ماكتب في المركز الفلسطيني للإعلام والاستفتاءات حول ما نشر حول المفاوضات بشأن الاتفاق مع إسرائيل ، وما أثير من ضجة حول الإقرار وا لنفي والاضطراب الذي عم تصريحات إخواننا قادة حماس و ما شجر بينهم من خلاف يظهر إلى العلن وإن غلفه البعض بغلاف من السلوفان .
تفاوض مقبول وآخر مرفوض
هذا بعض ما جاء في موقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع لإخوتنا في حماس :
مقالة لإبراهيم المدهون تحت عنوان (في هدنة غزة) جاء فيها:
"عبر صفحتي على الفيس بوك طرحت سؤلا للجمهور، حول مدى قبولهم وتأييدهم لهدنةٍ متوسطةٍ ما بين 7-10 سنوات بين حماس وإسرائيل، مقابل رفع الحصار وتدشين ميناء بحري تجاري؟ وكانت الإجابات مفاجئة من حيث كثافتها ونوعيتها حيث وافقت الغالبية العظمى من المستطلعة آراؤهم على عقد هدنة في غزة بقيادة حماس، حتى أن منهم من استحث حماس وطالبها بهدنة تصل لسنوات أكثر، حتى ينعم أهل غزة بالأمن والهدوء ويزاولوا أعمالهم ويعيشون حياتهم كباقي الناس، ويرممون أضرارهم جراء الحصار الممتد والحروب المتوالية"
ماذا يعني هذا الكلام ، وهل تمحو الحقيقة التي ينطوي عليها كل ما أدلى به المتخصصون في النفي والإثبات ، وهل تغيبه كل مواد الطمس و الإلغاء أريد أن أفهم ، أن تقوم حماس بالاتفاق فهذا مشروع لها و محرم على الكفار و الخونة غيرها ،إنها ثقافة الكراهية والإلغاء والإقصاء .
يتابع المدهون فيقول:
"الهدنة ليست الحل الأمثل من وجهة نظري، بل قد تكون نتيجةً اضطراريةً بعد حصارٍ طويلٍ وانقسامٍ مرير، وللأسف نحن أمام فشل ذريع للمصالحة التي وُقعت في الشاطئ، وهنا أحمِّل حماس جزءاً من مسؤولية الفشل، فتساهلها الكبير في اتفاق الشاطئ وتنازلها المفاجئ عن الحكومة وبهذه البساطة فُهم بشكلٍ خاطئ، وفتح شهية الرئيس عباس لاستكمال عناصر الحصار والضغط والتنصل من أي التزام لا يقوم على سحق وإبعاد حماس بالكلية."
عباس العدو اللدود الذي يتوق إلى تكريس الحصار ، اكرهوه فهو عدوكم ، وليست إسرائيل التي استدرجتنا لثلاثة حروب مدمرة تورطنا فيها بسوء تدبيرنا وما أصابنا من عمى سياسي
ثم يتابع فيقول :
"اليوم هناك فراغ واضح في قطاع غزة بسبب تنصل حكومة الوفاق الوطني، وعرقلة دمج الموظفين واستمرار الحصار وتوقف عجلة الإعمار، وهذا يؤدي لحتمية ملء الفراغ من قوى قادرة ومقتدرة، وحماس بما تمتلك من جماهيرية وتاريخ نضالي وثقة كبيرة وقوة سياسية وأمنية وعسكرية، فهي قادرة مع بعض القوى الوطنية كالجهاد الإسلامي وألوية الناصر ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة على تعبئة الفراغ الإداري والسياسي في قطاع غزة.
فحماس ليست تنظيماً أو فصيلاً عادياً، فهي تشكل غالبية المجلس التشريعي، وحكمت غزة لأكثر من سبع سنوات رغم الحصار والتضييق، وتمتلك جناحاً عسكرياً وطنياً يحظى بتأييد غالبية الشعب الفلسطيني، ولها عمق إقليمي ويمكنها لعب أدوار جديدة في ساحة المتغيرات الداخلية والإقليمية" وكأن المجلس التشريعي المنتهية ولايته قد نال تفويضا أبديا للتشريع على هوى ساكني مقره العتيد في غزة .

من الذي أحدث الفراغ ؟وإذا كنا لا نشطب التاريخ النضالي لأحد فإننا نقول يا أحباءنا : كنتم تعيّرون الحركة الوطنية دائما بأنها لم تفعل شيئا ، وهي التي انتهى بها المطاف إلى إقامة كيان سياسي معترف به دوليا وأسست لمشروع الدولة و قارعت إسرائيل وجها لوجه على الأرض ، وقد حاربتموها وعملتم على إفشال المشروع الوطني ، واستثمرتم حصيلة قتالها على مدى نصف قرن لتستأثروا بغزة ، والآن تريدون أن تقيموا دويلة فيها على حساب الكل الفلسطيني ، وأقنعتم الناس بأن هذا مشروع و مطلوب، وقد سلم بذلك من غرستم في نفوسهم الكراهية فأيدوكم (ليس حبا في علي ، ولكن كراهية لمعاوية) بعد أن تسببتم بآلاف الضحايا نتيجة سوء الإدارة وقلة الخبرة السياسية و التعصب الذميم و الشعارات المضللة (حسبي الله و نعم الوكيل)
زرعتم بذور الكراهية و ها نحن نجني سنابل الشرور و الفتن و الفشل ، فهلا تداعيتم إلى كلمة سواء تزهر في ظلالها ورود المحبة.
(يتبع)

بقلم / د. محمد صالح الشنطي