بعد مرور ثمان سنوات على الانقسام الفلسطيني الكارثي لا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت وطأة الانقسام والنقاش الغير المجدي والأفكار الماراثونية لملف الانقسام الفلسطيني الذي أشبع مبادرات وحلقات نقاشية وندوات ومؤتمرات واستضافات واستقبال وفداً ووداع أخر وعقد جلسة هنا ولقاء هناك، ولم ينتهي أسبوعاً إلا ووفداً يزور غزة لكي يجري سلسلة من اللقاءات بين الفصائل الفلسطينية من أجل رأب الصدع الفلسطيني الداخلي، ولو قمنا بجمع هذه المبادرات والأفكار المطروحة لكتبنا مجلدات.
إن زحمة الأفكار المطروحة لهذا الملف العالق منذ سنوات أدت لاشتباك بعض الأطراف وتشابك الأفكار المطروحة وأصبحت الأفكار تنهال من كل حدباً وصوب، وأصبح ملف المصالحة الفلسطينية حكراً على جهة عربية دون الأخرى ونتيجة احتكارها له فشلت في إنها ه ذا الملف ولم نجد أي تقدم ملموس نحن كفلسطينيين على أرض الواقع، ومن كثرة الأفكار وجديتها وجدية عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة لدى فتح يريد عزام من رئيس السلطة أن يعتبر قطاع غزة " إقليماً متمرداً" بل وقد شبه الأحمد القطاع بالطائرة المخطوفة والتي يجب ان تسترد لكي تخضع تحت شرعية رئيس السلطة!!! ولم يكتفي بهذه التصريحات بل مضى الرجل في تصريحاته الاستفزازية بالقول: "سنتخذ موقفاً معلناً للجميع في حال لم نتلقى ردود واضحة من حماس "!!!، لا أريد أن ادخل في سياق تحليل تصريحات ونوايا عزام الأحمد بل النوايا معروفة والمواقف معروفة له ولغيره، لكن سأستمر خلال المقالة باستعراض آلية وأسلوب النقاش المفتوح الخاص بملف المصالحة.
قبل وبعد حرب 2014م شهدت القاهرة بعض اللقاءات بين فتح وحماس التي كانت تعقدها القاهرة على استحياء ولرفع اللوم عنها بين فترة وأخرى، والمتابع لدور القاهرة في القضية الفلسطينية يجدها أنها تجاهر بتبني القضية الفلسطينية وملف المصالحة، لكنها وبكل أسف لم تكن جدية في التعامل مع هذا الملفات الفلسطينية بل كانت تمسك بملف المصالحة وغيره من الملفات بيدها لجعل حركة حماس تخضع وتخنع لها ولتبقى القاهرة تلعب وتنار بالقضية الفلسطينية دون منازع، وخلال تلك الفترة تداول الطرفين فتح وحماس مجموعة من الأفكار التي لم تفضي لأي إنجاز عملي في ملف المصالحة لينتقلوا من القاهرة إلى الشاطئ ليوقعوا على الموقع في القاهرة من أفكار ومناقشات.
وبعد تشكيل " حكومة التوافق" دخل رئيس الوزراء رامي الحمد الله على خط طرح الأفكار والنقاش وتعثرت أفكاره المتعثرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني ولمعالجة أزمات قطاع غزة وبعد ذلك تدخلت سويسرا وغيرها من الجهات التي نعلمها والجهات التي لا نعلمها لتخوض وتناور وتطرح أفكارها، وبين الفترة والأخرى يخرج علينا أحد قيادات المنظمة بان هناك وفد من اللجنة التنفيذية سوف يتوجه لقطاع غزة حاملاَ أفكاراً ستدعم عجلة المصالحة الوطنية، وبعد كل ذلك لم تتوقف عجلة النقاش والأفكار المتعلقة بملف المصالحة فقد عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في عين التينة اجتماعاً مشتركا خلال الأيام القليلة الماضية بين حركتي "فتح" و"حماس" وطرح بري أيضاً جملة من الأفكار والمقترحات لدفع عجلة المصالحة الفلسطينية، وعلى الرغم من الأفكار والنقاش العقيم الذي طرح ومازال يطرح لم يتحرك ملف المصالحة مجرد خطوة للأمام، وبالتالي بعد كل ذلك لابد لنا ان نطرح بعض التساؤلات، ما هي أسباب عدم تقدم ملف المصالحة للأمام؟ هل المشكلة في الأفكار المطروحة؟ هل المشلكة في الأشخاص القائمين على هذا الملف؟ هل المشكلة في رعاة الملف؟ أم المشكلة في الشعب الفلسطيني الذي لم يستوعب إفكار هؤلاء، وبرغم من كل ذلك مازال الفلسطينيون يتحدثون أنهم يناقش أفكاراً لإنهاء الانقسام وعلى ما يبدو أن الحياة أصبحت لديهم مصالحات ومفاوضات، وهذا يدلل على نجاح إسرائيل في تحطيم المجتمع الفلسطيني الى أجزاء والفلسطينيون يساعدونها في تكريس هذه الظاهرة.
بقلم: أ.عبد الرحمن صالحة