يوم مولدي ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

رحل الراحلون ...

دون مراسم ...

الوداع ...

دون إرتياب ...

دون شك ...

في اليقين ...

مضوا في طريق ...

العائدين ...

من الغياب ...

إلى الغياب ...

حضروا العزاء ...

ثم قالوا: ها عدنا ...

من بعد طول إنتظار ...

****

قد تعب السؤال ...

من السؤال ...

أنهكه السفر المباح ...

أنهكه التسكع ...

على الطرقات ...

أو على أطراف النزاعات ...

أنهكه الإنتظار ...

عند حدود الغيمات ...

ودوي الإنتصارات ...

بين الطوائف ...

أو الأفخاذ، سواء ...

****

بكى وطناً ...

بات شهيداً ...

بكى أماً ...

قضت ...

مضى عليها دهر ...

أو بضع وستون ...

عجاف ...

لكنها بقيت ...

تصرخ ...

أنا لم أمت ...

ها أنا حية ...

لم أمت ...

كما يشتهي الخصم ...

موت الحمام ...

أنا طائر الفينيق ...

أبعث من قلب الركام ...

****

أنا الذي أبحر ...

في مراكب الغرق ...

أنا الذي ركب ...

موج الأهوال ...

وتحدى شرَّ الشرر ...

أنا الذي غازلني الموت ...

من الجنوب ...

إلى الشمال ...

من الشرق ...

الذي كان ...

إلى الغرب ...

الذي هان ...

****

أنا الطريدُ ...

أنا الغريق ...

أنا الغريب ...

أنا الذي هزم ...

قوارب الموت ...

والغرق والنسيان ...

أنا الذي إنتصر ...

للحياة وللنجاة ...

****

أنا الذي بلله ...

الندى ...

أنا الذي هتف الليل ...

له ...

أنا العينُ ...

التي لا تنام ...

أنا هنا ...

أنا هنا ...

أشم رائحة الأرض ...

أسترجع ظل الحيطان ...

ولون الشمس ...

لوني، يوم مولدي ...

****

أنا الذي ...

ركل الظلام ...

برجله ...

أنا الذي ...

أوقدت ناراً ...

من دمي ...

أخذت منها ...

جمرة الحياة ...

وجمرة حريتي ...

ثم مضيت ...

أغني، أغنياتي ...

أعزف على أوتار قيثارتي ...

لحن أنشودتي ...

يوم مولدي ...

بركان ثورتي ...

لحن عودتي ...

****

بقلم/ د. عبد الرحيم محمود جاموس