إسرائيل تكشف عن أهداف حرب لبنان الأولى

بعد مضي 33 عامًا من حرب لبنان الأولى، كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس عن الأوامر العسكرية التي حملتها العملية وأهدافها العسكرية والتي بقيت طي الكتمان حتى يومنا هذا.

وجاء في الوثيقة التي كشف عنها أرشيف الجيش الإسرائيلي والتي أظهرت أهداف الحرب أن "الجيش الإسرائيلي سيضرب المخربين ويهدم البنى التحتية الخاصة بهم من أجل منع إطلاق القذائف من الحدود الشمالية، ومن ثم التحالف مع القوات المسيحية وتدمير الجيش السوري في لبنان".

ومنذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي أطلقت قذائف الكاتيوشا بشكل متواصل وقذائف 130 ملم على البلدات في منطقة شمال إسرائيل، مما دفع المستوى العسكري في إسرائيل إلى وضع خطط شاملة للحرب في لبنان. وكانت الخطط التي وضعها الجيش الإسرائيلي تهدف إلى القضاء على الفصائل الفلسطينية التي بنت قواعد لها في جنوب لبنان والأردن. وقاد الخطط العسكرية في تلك الفترة كل من قائد هيئة الأركان العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال رفائيل إيتان، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير دروري.

وفي السابع من شهر مارس 1982 صدرت تعليمات بشن عملية "أورانيم الصغيرة" والتي كانت تهدف للإعلان عن إيذان بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان وذلك بمشاركة القوات التي عملت تحت مسؤولية قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي. وفقا لما ورد في تقرير  نشره الموقع الإلكتروني لقناة " i24news" الاسرائيلية نقلا عن موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"

وجاء في نص التعليمات العسكرية التي نشرت لأول مرة هذا المساء: "نتيجة لإطلاق القذائف على بلداتنا أو العمليات العدائية ضدنا فإن الجيش الإسرائيلي من المحتمل أن يبادر للإعلان عن بدء عملياته العسكرية في غضون 24 ساعة". وكانت التقديرات في تلك الأيام تشير إلى أنه إذا تم تقييد تحركات قوات الجيش الإسرائيلي، فإن السوريين سيمتنعون عن الرد لأنهم سيعتقدون أن الهجوم يستهدف القواعد العسكرية الخاصة بالفلسطينيين فقط.حسب التقرير

وتضمنت العمليات العسكرية الأولى القيام بعملية إنزال جوية من أجل السيطرة على مناطق في جنوب لبنان وذلك بين منطقتي "الليطاني" و"الزهراني" والمنطقة التي أطلق عليها اسم "فتح لاند". وفي المقابل خطط الجيش الإسرائيلي التقدم عبر قوات برية لتطويق مدينة صور في عملية استباقية قبل الإعلان عن شن الحرب ضمن خطة "أورانيم".

وفي شهر إبريل عام 1982 نشرت خطة "أورانيم" والتي كانت تهدف إلى احتلال لبنان والتحالف مع الفصائل المسيحية في منطقة بيروت وإبادة الجيش السوري في لبنان. وبحسب الخطة العسكرية الإسرائيلية، بعد 96 ساعة من بدء العمليات العسكرية كان من المفروض الانتهاء من احتلال بيروت والاستعداد للسيطرة أيضا على طريق بيروت دمشق. ويتضح أيضا أن القوات الإسرائيلية التي كان من المفروض أن يتم إنزالها عبر الجو كانت تهدف للسيطرة على مناطق مختلفة في جنوب لبنان من بينها القاسمية وبيصور والأوالي واحتلال صيدا وصور.

وبحث المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل عن سبب لتسريع العمليات القتالية بما يسمح بالإعلان عن شن الحرب. وفي الثالث من شهر حزيران 1982 أعطيت الأوامر لبدء الحرب وذلك بعد أن حاول مسلحون فلسطينيون اغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا، شلومو أرغوف.

وفي السادس من حزيران أعلن عن المرحلة التالية من العمليات العسكرية وأعطيت الأوامر لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي للتخطيط لاحتلال جنوب لبنان حتى نهر الأوالي والقيام بعمليات تهدف للقضاء على البنية التحتية للمسلحين من أجل منع المسلحين من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وتضمنت العملية العسكرية إدخال قوات لتطويق مدينة صور والسيطرة على القاسمية ووقف تقدم الجيش السوري في منطقة البقاع. وقبل 72 من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية تقرر في هيئة الأركان تغيير اسم العملية العسكرية في لبنان من "أورانيم" إلى عملية "شيلغ".

والآن وبعد مرور أكثر من 33 عاما تتضح أهداف العمليات العسكرية والتي بقيت سرية حتى يومنا هذا. وجاء في التعليمات العسكرية: "قررت الحكومة الإسرائيلية توكيل الجيش الإسرائيلي مهمة إخراج جميع البلدات في المنطقة الشمالية من مدى الصواريخ والنيران المركزة وخلال ذلك عدم توجيه ضربات للجيش السوري إلا إذا كشفت قواتنا"، وأكدت التعليمات أن "دولة إسرائيل تواصل مساعيها للتوقيع على اتفاق سلام مع لبنان المستقلة من خلال الحفاظ على تكاملها الجغرافي".

وشملت الخطة القيام بهجوم تدريجي من ثلاثة مراحل وبمساعدة سلاح الجو والبحرية من أجل السيطرة على جسر الزهراني، محاصرة مدينة صور والسيطرة على الليطاني و"فتح اند" وطريق بيروت دمشق.

وفي الـ 29 من شهر سبتمبر 1982 انسحبت القوات الإسرائيلية من بيروت وانتهت الحرب بشكل رسمي. صحيح أن الحرب اللبنانية الأولى نجحت في إجلاء مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس إلا أنها لم تنجح في إخراج الجيش السوري من لبنان.

ومع انتهاء الحرب أعلن عن تأسيس حزب الله وقام بملء الفراغ في جنوب لبنان بعد خروج الفلسطينيين منه. وخسر الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الأولى 654 جنديا فيما خسر 1216 جنديا بين السنوات 1982-2000 يوم انسحاب إسرائيل من الحزام الأمني الذي أقامته في جنوب لبنان.

المصدر: القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء -